يوسف الشهاب
أنهينا صلاة العشاء جماعة في أحد المساجد، ثم اخبرنا الامام عن حضور ضيف ازهري، نسبة الى الازهر، لإلقاء درس ديني قصير، قلت في نفسي، حياك الله، وهات يا شيخ ما لديك من علم خصك الله سبحانه به علينا، فما اوتينا من العلم الا القليل ونطمح بالزيادة منه في امور ديننا ودنيانا.
بدأ الشيخ الوقور حديثه بالسلام والصلاة على نبي الأمة الصادق المصدوق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ان هو الا وحي يوحى، بعد المقدمة راح الازهري بارك الله فيه، يروي لنا فوائد قراءة القرآن، موضحا طريقة قراءته اليومية بتوزيع الاجزاء على ايام الاسبوع، فكان حديثاً قيماً شجع المصلين على الاستمرار بالجلوس للاستماع طلبا للمزيد منه، لكن شيخنا الأزهري الوقور راح يسمعنا كلاماً عن قراءة سورة الكهف، التي يحرص على قراءتها الكثير من المسلمين في ليلة او يوم الجمعة من دون الايام الاخرى بالاسبوع، ووصف تلك القراءة بالبدعة، لأن قراءة هذه السورة تكون في كل يوم ولا تقتصر على ليلة او يوم الجمعة، قد يملك الازهري بارك الله فيه ما يدفعه الى القول ان حرص البعض من المسلمين على قراءة سورة الكهف في ليلة ويوم الجمعة بدعة، رغم انه لم يعطنا اي دليل او برهان على ما يقول، لكننا ايضا نسأله من واقع معلوماتنا الدينية والفقهية المتواضعة مقارنة مع ما لديه وهو ابن الأزهر الشريف، نسأل سيدنا الشيخ، كيف تكون قراءة القرآن وبالتحديد سورة الكهف يوم الجمعة بدعة، وهي جزء من كتاب الله الخالد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، أو خلفه، وهو الكتاب الذي أنزله رب السموات والأرض على خاتم الانبياء والمرسلين عليه اطهر وافضل الصلاة والسلام، ثم أليست يا شيخ الأزهر كل بدعة ضلالة وكل ضلالة صاحبها بالنار، فهل كل من يحرص على قراءة الكهف في ليلة او يوم الجمعة هو في النار والعياذ بالله، لانه ارتكب بدعة، في هذه القراءة، ايضا هل قرأ صاحبنا الازهري الحديث النبوي الشريف الذي رواه ابو سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة اضاء له النور بين الجمعتين، والحديث الآخر من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة اضاء له النور بينه وبين البيت العتيق، ما رأي شيخ الأزهر بذلك، نسأله لعله يعطينا من العلم والبيان ما خصه به رب العباد علينا.
حالنا مع بعض المشايخ غريب، هم بارك الله فيهم يلقون الفتاوى جزافا، وقد كان بالامكان الاستعانة بمفردات اخرى اقل وفعا من كلمة بدعة، ولو قال لنا الشيخ ان حرص البعض على قراءة سورة الكهف في ليلة او يوم الجمعة هو اعتقاد لدى البعض في غير مكانه لان كتاب الله وآياته يمكن قراءتها في اي يوم أوقت، لو كان لنا ذلك لهان الامر، لكن ان تصل قراءة الكهف يوم الجمعة الى البدعة، هذه صعبة يا شيخ جزاك الله كل الخير، ومثل ذلك سمعناه ايضا في قراءة القرآن والختمة على الميت من ذويه،، وهذه ايضا قالوا عنها بدعة ولا ادري ما هي مقاسات البدعة في نظرهم ولماذا لم يقولوا انها تقليد في غير مكانه بدلا من اعتبارها بدعة ولا حول ولا قوة الا بالله.
* * *
bull; نغزة:
مشكلتنا مع بعض المشايخ انهم لا يعرفون تعاملهم مع من حولهم سوى هذا حرام وذاك حرام، وهذا ما يجوز، لكنهم لا يعطونا الدليل اوالبرهان الذي يمكن اقناعنا به.. طال عمرك.
التعليقات