&أكدت كتلة «المستقبل» النيابية «أهمية المشاورات التي يجريها الرئيس سعد الحريري داخلياً وخارجياً بما يؤمل منه أن يسهم وبشكل جدي في تحريك الركود والجمود اللذين أحاطا بملف انتخابات رئاسة الجمهورية، لا سيما بعد مرور ما يقارب سنتين ونصف السنة على الشغور الرئاسي اللبناني». وعزت ذلك الى «الموقف التعطيلي الجائر لحزب الله وحلفائه، الذي يفرضه على اللبنانيين وبشكل لا يتطابق مع النص الدستوري والنظام الديموقراطي البرلماني اللبناني».

وكان الرئيس الحريري ترأس اجتماع الكتلة في حضور الرئيس فؤاد السنيورة والأعضاء. وعلمت «الحياة» أن الحريري أبلغ الكتلة أنه يواصل مشاوراته و»لم أحسم الموقف ولا القرار، لأنني أريد متابعة مشاوراتي». كما أبلغها أنه ذاهب إلى باريس والقاهرة وربما تركيا. وعرض الحريري مع الكتلة نتائج زيارته روسيا. وبدا حريصاً على التشاور مع الكتلة في كل الاتصالات وعلى حصول نقاش في العمق وبصراحة.

وأبلغ الكتلة أن «رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط وحزب الكتائب اللبنانية لا يؤيدون عون رئيساً، لكن في كل الأحوال لا نريد إحراق المراحل».

وأكدت الكتلة في بيان تلاه النائب محمد الحجار موقفها الثابت بـ «أن العودة الى احترام الدستور هي المدخل الأساس والوحيد لتفعيل عمل المؤسسات الدستورية عبر البدء بانتخاب رئيس الجمهورية من دون أي شروط أو قيود».

ورحبت بـ «النداء الذي أصدره مجلس المطارنة الموارنة أول من أمس، لا سيما لجهة ضرورة الالتزام بالدستور وأحكامه، والمسارعة إلى انتخاب رئيس يكون جامعاً للبنانيين وقادراً على إنجاز المصالحة الوطنية في ما بينهم طبقاً لأحكام الدستور ووثيقة اتفاق الطائف».

وأكدت أن «استمرار حال الشغور الرئاسي والارتباك، والشلل الذي تعاني منه أجهزة الدولة ومؤسساتها وحال الاستتباع الكامل للإدارة والدولة من قبل بعض الأحزاب وقوى الأمر الواقع أصبح يفاقم الأوضاع العامة في البلاد، لا سيما الاقتصادية والمعيشية منها التي وصلت الى حد خطير»، لافتة إلى أن «جميع المؤشرات الاقتصادية والمالية والمعيشية أصبحت تبين ذلك وتحث على ضرورة وضع حد لهذا التدهور».

وأشارت إلى «استمرار التطاول على الدولة والاعتداء على سلطتها والمس بهيبتها وعدم التنبه إلى التداعيات التي تنجــم عن عدم التــناغم مع الـــشرعية العربية ونظام المصــــلحة العربية وكذلك مع الشرعيــة الدوليــة والتي تمثل كلها الحضن والداعــم الكــبير الذي يعتمد عليه لبنان عــلى الصعد كافة، لاسيما في ما يختص بالجانبين الاقتصادي والمعيشي». وطالبت بـ «القيام بالمعالجات الفورية والصحيحة لهذه المشكلات الخطيرة منعاً للمزيد من التفاقم، والضرر الذي أصبح يطاول جميع اللبنانيين في حاضرهم ومستقبلهم».

ودعت الحكومة إلى «ضرورة ايلاء الاهتمام المناسب لمعالجة بعض المسائل الاقتصادية الداهمة على اكثر من صعيد ومجال»، مثنية على «معالجة الحكومة مسألة كساد موسمي التفاح والقمح والمواسم الزراعية الأخرى هذه السنة».

واستهجنت الكتلة «عودة بعض الأجهزة الأمنية إلى اعتماد وثائق الاتصال السيئة الذكر من دون سند قضائي وبشكل مخالف للقانون، مخالفة بذلك قرار مجلس الوزراء الذي أوقف مفعولها»، محذرة «من نتائج استمرار اعتماد هذه الوثائق سياسياً وشعبياً».

وطالبت «الرئيس الجديد للمحكمة العسكرية الدائمة ومحكمته بالإسراع في محاكمة الموقوفين الذين مضى على توقيفهم من دون محاكمة أشهر طويلة، مما يلحق الظلم بهم وبأهاليهم».

وجددت الكتلة استنكارها لـ «العمليات الإجرامية المتواصلة التي ينفذها النظام السوري والميليشيات وكذلك الأطراف الاقليمية الحليفة له في مدينة حلب، عبر استهداف الاحياء السكنية والمستشفيات ودور العبادة بقصد تدميرها على رؤوس سكانها ودفنهم أحياء في أرض محروقة وتدمير آثارها وتراثها التاريخي في أكبر عملية إجرامية لم يشهد مثلها العالم منذ الحرب العالمية الثانية».

كما جددت دعوتها «المجتمعين العربي والدولي للتحرك لإنقاذ حلب وسكانها من الإبادة التي يتعرضون لها على أيدي عصابة مجرمة لا تعرف إلا القتل والتدمير وسفك الدماء».

وكان الحريري التقى السفيرين البريطاني لدى لبنان هوغو شورتر والتركي كاغاتي ارسياز الذي قال انه أجرى «محادثات مثمرة مع الرئيس الحريري تناولت الأوضاع في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين». والتقى الوزير السابق محمد الصفدي وعرض معه آخر المستجدات.

الى ذلك، أكد الأمين العام لـ «تيار المستقبل» أحمد الحريري في اجتماع شبابي للتيار أن «مساعي الرئيس الحريري التي يقوم بها من أجل مصلحة البلد، وتظهر أكثر وأكثر من هو المعطل لرئاسة الجمهورية».

وشدد على أن «كل مبادرات الرئيس الحريري هدفها العودة إلى حلم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهذه العودة لا يمكن أن تكون عبر الخلافات أو الخطابات الطائفية والحماسية، في ظل ما يشهده محيطنا من كوارث وحروب أهلية، بل تكون عبر الحوار والعمل على استنهاض واقع البلد الاقتصادي والاجتماعي وإعادة الأمل إلى الناس والشباب».

&

&&