حازم درويش 

تواجه السعودية ومصر آخر الدول العربية الكبرى، حرب وجود ضارية. فالدولتان تواجهان ضغوطا وحروبا وحصارا دوليا شديدا بهدف إسقاطهما إلا قليلا، الضغوط الاقتصادية والسياسية متشابهة جدا بين البلدين، كلاهما يواجه حربا اقتصادية شرسة تصل إلى حد الابتزاز العلنى، وحربا سياسية تصل إلى حد الحصار واجتماع الخصوم الدوليين عليهما رغم تفرقهم فى كل شىء آخر. مصر والسعودية تعانيان خللا وترهلا اجتماعيا أدى إلى إفراز مجتمعات استهلاكية غير منتجة, تردى مستويات التعليم وتآكل منظومة القيم الاجتماعية أدى إلى خلل وضعف اقتصادى مزمن. ربما أخفت ثروة البترول معالمه لفترة طويلة فى السعودية. ازدادت أعراض الوهن الاقتصادى بالزيادة السكانية الهائلة فى البلدين وزاد عليها حرب اقتصادية منظمة لخفض الدخل من ناحية وزيادة النفقات الأمنية والعسكرية من ناحية أخرى نتيجة صراعات وفوضى وتهديدات على حدودهما وصلت هذه الضغوط إلى حد الابتزاز والتهديد بالاستيلاء على أموال الدولتين أو أراضيهما. أمريكا تسعى وراء أموال السعودية لديها، وروسيا تقايض بكل الملفات الاقتصادية للحصول على مكاسب سياسية وعسكرية. الضغوط السياسية تسابق فيها الحلفاء والأصدقاء مع الأعداء فى الانتقاد العلنى والجفاء الدبلوماسى وتحريض أطراف المجتمع ضد الأنظمة الحاكمة فى البلدين التوجه شرقا نحو علاقات متوازنة مع روسيا والصين تحسبا لخيانة أمريكية واضحة لم يؤد إلى فائدة لأى من البلدين وليس من المفهوم مدى فائدة الشرق والغرب من ايجاد مساحة شاسعة من الاضطراب وعدم الاستقرار, ولكن من المؤكد أن شعبى البلدين هما أول من سيقاسى ويلات الوهن السياسى الذى تسعى تلك الأطراف فى أحداثه. هذه النتيجة تؤكد أن تكامل وتحالف البلدين هو القوة الأخيرة الباقية لهما للبقاء والوجود. السعودية تحتاج القوة العسكرية والتماسك المجتمعى المصرى التاريخى ضد الغزاة والأعداء، مصر تحتاج إلى القوة الاقتصادية والدبلوماسية السعودية الدولية, هذا التكامل هو القوة الوحيدة الباقية لكلا البلدين، بعد تكالب الأمم عليهما كتكالب الأكلة على قصعتها, هاتان القضيتان الحساستان هما نقاط القوة وأيضا نقاط الضعف فى علاقة البلدين, وبالتالى استمرار تكاملهما وفى النهاية بقائهما أو انهيارهما. أى قرار أو تصرف مصرى أو سعودى لابد أن يراعى نقاط الحساسية لكل طرف حتى لا ينهار آخر.. طوق نجاة للطرفين..، انهيار العلاقة بين الطرفين هو انهيار الأمل فى البقاء والاستمرار والانتصار على الفوضى والفشل معركة الأمل هى المعركة الرئيسية التى يجب ألا نخسرها أبدا فى النجاة والوجود والاستقرار، معا.