عبدالله محمد الشيبة

يحتفل مواطن دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الأيام القليلة القادمة بمناسبتين غاليتين، هما يوم الشهيد واليوم الوطني الخامس والأربعون. ومما يجعل لهاتين المناسبتين خصوصية هو ارتباطهما المعنوي بذكريات عزيزة في قلب كل مواطن إماراتي. فالذكرى الأولى وهي يوم الشهيد أعلنتها قيادة الدولة الرشيدة من أجل تحقيق عدة أهداف من أبرزها تكريم ذكرى كل مواطن ومواطنة ضحوا بحياتهم في سبيل بناء الوطن وحماية ترابه ورفع علمه عالياً سواء كانت التضحية في ميدان العمل أم ميدان الحرب، وتذكير أجيال الشباب مواطني الدولة بكل من ضحى بروحه في سبيل هذا الوطن المعطاء. ولعل مقولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس الدولة وباني حضارتها هي أبرز دليل على أهمية ما يقوم به مواطن الدولة في أي مكان يخدم فيه الإمارات، إذ قال رحمه الله:

«الرجال هم الذين يصنعون المصانع، الرجال هم الذين يصنعون سعادتهم، الرجال هم الذين يصنعون حياتهم، الرجال هم من يصنعون حاضرهم ومستقبلهم».

أما المناسبة الثانية التي تحتفل بها دولة الإمارات هذه الأيام هي اليوم الوطني الخامس والأربعين والذي يأتي في ظل عصر الإنجازات الذي يعيشه كل مواطن منذ إنشاء الدولة. فقد أثبتت قيادة الدولة الرشيدة أن دولة الإمارات لم تٌنشأ لتكون إضافة لبقية دول العالم على خريطة الكرة الأرضية، بل قامت لتتبوأ مكان الصدارة بين الدول بفضل الرؤية السديدة والاستراتيجية للقيادة والأمثلة على ذلك عديدة. فدولة الإمارات هي الدولة الوحيدة عربياً وإقليمياً التي تخطط لاستكشاف كوكب المريخ من خلال مسبار «الأمل» المخطط له أن يصل للكوكب الأحمر عام 2021 تزامناً مع الذكرى الخمسين لتأسيس الدولة. ودولة الإمارات هي الأولى على مستوى العالم التي تضع أول قانون من نوعه للقراءة، ليضع الدولة في صدارة دول العالم التي تهتم بالقراءة ليس على المستوى الفردي أو الأكاديمي أو البحثي بل على المستوى التشريعي والاجتماعي أيضاً.

كما تحتل الدولة موقعاً ريادياً في الدعوة لتجديد الخطاب الديني إضافة إلى تبوأ جواز السفر الإماراتي المركز الأول عربياً وشرق أوسطياً في عام 2016 للمرة الثانية على التوالي، واحتلاله المركز 38 عالمياً. والإمارات أيضاً أول من أطلقت الاستراتيجية الوطنية للابتكار عام 2014، وقد نتج عن الاهتمام الرسمي غير المسبوق بهذا المجال تحقيق الدولة تقدم مهم على مؤشر الابتكار العالمي لعام 2016 لتحتل المرتبة الأولى عربياً و41 عالمياً من حيث الأداء الشامل، وذلك وفق الإعلان الذي صدر عن المقر الأوروبي للأمم المتحدة. كما أن الدولة كانت سباقة في تأسيس وزارات للمستقبل والسعادة والتسامح، وأضف إلى ذلك الموقع الريادي للدولة في مجال إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث من خلال تبني منظومة موحدة على المستويين الاتحادي والمحلي لإدارة الطوارئ والأزمات تتضمن أربع مراحل هي الاستعداد، الجاهزية، الاستجابة والتعافي.

ومؤخراً تم إطلاق استراتيجية دولة الإمارات الحكومية المتكاملة لاستشراف المستقبل التي تهدف إلى توليد الأفكار والمبادرات المستقبلية في ضوء الثورة الصناعية الرابعة. وفي مجال الطاقة المتجددة، قدمت الدولة نموذجاً عالمياً تم الاقتداء به إقليمياً في العديد من الدول وذلك تحديداً في مجال استخدام الطاقة الشمسية، ويتمثل هذا النموذج في مدينة «مصدر»، والتي من ضمن إنجازاتها الطائرة الشمسية «سولار إمبلس 2» التي فتحت آفاقاً جديدة للطاقة المتجددة واستخداماتها في كافة مناحي الحياة. تتعدد الأمثلة التي تدفع مواطني الدولة للفخر بأنهم «عيال زايد». فالقائد المؤسس زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، زرع بذرة التميز والتسامح والحضارة لنحصد ثمارها جيلاً بعد جيل، داعين الله عز وجل أن يحفظ لنا قادتنا من كل مكروه.