إبراهيم بهبهاني

في الممارسة الديموقراطية دائماً هناك خاسر ورابح، ونحن ارتضينا بحكم «الصندوق»، وعلينا الامتثال له وللنتائج التي توصل إليها.. فإذا كنا احتكمنا إلى ورقة الاقتراع، فعلينا وبكل صدر رحب أن نتقبل النتيجة.
الشيعة خسروا ثلاثة مقاعد، والعوازم خسروا مقعدين وقبيلة المطير… هكذا قرأنا المفاجآت التي اسفرت عنها الانتخابات، وأيضاً كانت الهزيمة للسلفيين، ولكن يبدو أن نصيب «الإخوان» و«القبائل» و«المقاطعين» كان هو الأقوى والأبرز… فقد عادت بعض الوجوه إلى الساحة. وبحسبة الأرقام والعدد، فالنواب المحسوبون على تيار الإسلام السياسي وصلوا إلى ثمانية، وهم في معظمهم في الأغلبية المبطلة.
هناك إجماع على أن نسبة المشاركة في التصويت كانت مدوية بتاريخ الصوت الواحد وفي الدوائر الخمس، ووصلت إلى أكثر من %70، إنما الملاحظ أن صوت القبائل خرج بقوة، حيث وصل العدد إلى 27 مقعداً من أصل 50 مقعداً موزعة على قسم كبير منها… هناك من ذهب للقول إن التغيير سببه اداء المجلس السابق، أي ان ضعفه وتهاونه هما اللذان جعلا الناخبين يعترضون وينأون بوجوههم عن نواب سابقين ويستبدلونهم بآخرين، ومهما كانت تلك الخيارات، وهي مسألة تخصهم وليس لنا اعتراض على ذلك، ولكن المهم أن يستوعب الفائز، والفائزون عموماً، خصوصاً اولئك «المعارضين»، و«المقاطعين» و«المبطلين»، الدروس من تجربتهم المرة السابقة، أي ألا يستغلوا الشارع ويحرَّضوا الناس على التظاهر وكسر القانون واستخدام العنف للتعبير عن آرائهم.
نحن قدمنا درساً للعالم أن الديموقراطية عندنا ما زالت بخير، فلتكن كذلك وتبتعدوا عن الغوغائية، نحن مع المعارضة البناءة وليست الشخصانية أو الفئوية، أي ان تكون لمصلحة الكويت، عارضوا الحكومة كيفما شئتم وبحدود القانون والدستور والشرعية، وهذا المجلس مفتوح لكم، فمن أراد التغيير فأهلاً به في النظام الانتخابي أو في القوانين التي أثارت اللغط واساءت الى المجلس أو في غير ذلك من القوانين.
كان واضحاً أن التنافر وزيادة اعداد المرشحين أحد الأسباب الرئيسية بخسارة البعض، فتشتيت الأصوات أبْعدَ «وجوها» معروفة، ومن شأن ذلك أن يعطي الفرصة لمن لا تجربة له.. لكن هكذا هي إرادة الشعب الذي قال كلمته وعلينا الامتثال لها.. التغيير إلى الأفضل عسى أن يكون هو العنوان.