أحمد رحيم 

علمت «الحياة» أن السلطات التركية اعتقلت قبل أيام ثلاثة مصريين لدى عودتهم من سورية بعد القتال مع أحد الفصائل المسلحة هناك، أفيد بأن بينهم عبدالله مدحت مرسي، ابن «كيماوي القاعدة» مدحت مرسي الذي قُتل قبل سنوات.

وقال لـ «الحياة» قيادي سابق في «الجماعة الإسلامية» المصرية إن السلطات التركية اعتقلت نجل «كيماوي القاعدة» قبل أيام في إسطنبول، وشابين بصحبته «ليس معروفاً انتماؤهما إلى تنظيمات جهادية في مصر». وأكد المسؤول السابق عن ملف العلاقات الخارجية في «الجماعة الإسلامية» محمد ياسين لـ «الحياة» اعتقال نجل مدحت مرسي في تركيا.

ومدحت مرسي المُكنى «أبو خباب المصري»، عُد ثالث أكبر قيادة في «القاعدة» قبل قتله بغارة جوية استهدفته في باكستان في العام 2008، وله ابنان هما محمد وعبدالله، وعُرف بـ «كيماوي القاعدة»، إذ درس الكيمياء في مصر، وتولى تطوير المتفجرات في التنظيم بعد سفره إلى أفغانستان.

وانضم ابنه محمد إلى «القاعدة» في سورية، وهو كان قائد مجموعة مسلحة استولت على معبر حدودي بين تركيا وسورية وظهر في شريط مصور يرفع علم «القاعدة» على هذا المعبر. وقال لـ «الحياة» الخبير في شؤون الحركات الإسلامية القيادي السابق في «الجماعة الإسلامية» ناجح إبراهيم إن محمد «قُتل على الأرجح في الحرب الدائرة في سورية... وصل نبأ مقتله هناك قبل فترة».

وأوضح إبراهيم أن «محمد وعبدالله كانا موقوفين في مصر، وبعد أن قُتل والدهما في باكستان وتأكدت السلطات المصرية من رحيله، تم إطلاقهما في نهاية العام 2008، وخضعا لرقابة مُشددة، وبعد الثورة بأكثر من عام، ترك محمد زوجتيه في مصر وسافر إلى سورية عبر تركيا، وبات قائداً كبيراً ضمن صفوف المسلحين هناك، وهو على الأرجح قُتل هناك».

وأشار إلى أن «عبدالله لم يسافر مع شقيقه، لكن على الأرجح لحق به»، لافتاً إلى أن عبدالله «بُترت أربع أصابع في يده اليُمنى من جراء تفجير أصابه في أفغانستان في صباه». واعتبر أن توقيف نجل «أبو خباب» من قبل السلطات التركية مؤشر على «تعامل جديد مع المنخرطين في النزاع السوري ربما بعد انتخاب إدارة أميركية جديدة».

وقال المسؤول السابق في «الجماعة الإسلامية» محمد ياسين لـ «الحياة» إن عبدالله انخرط على الأرجح في القتال في سورية، وأوقف في إسطنبول بعد عودته منها. وأضاف: «من المؤكد أن السلطات التركية ستسلمه إلى مصر بعد التحقيق معه. قطعاً سيتم تسليمه… علمنا أن السلطات المصرية أحيطت علماً بالتوقيف، وفي مثل تلك الحالات يكون الترحيل والتسليم أمراً مؤكداً».

وتفرض السلطات المصرية إجراءات أمنية استثنائية على سفر الرجال دون الخامسة والأربعين إلى عدد من الدول، خصوصاً تركيا، منذ العام 2014، خشية التحاقهم بالجماعات المسلحة في سورية، إذ يتطلب السفر الحصول على تصريح أمني لا يناله أي شاب تثور شكوك بانتمائه إلى أي فصيل إسلامي في السابق. وتسعى القاهرة عبر هذه الإجراءات إلى منع التحاق شباب بتنظيم «داعش»، وأيضاً منع دخول أي أفراد تلقوا تدريبات عسكرية إلى البلاد، خشية تنفيذ اعتداءات.

وأوضح ياسين أن معلومات تشير إلى «تضييق» على الإسلاميين المصريين في دول عدة، من ضمنها تركيا. وفرّت غالبية قيادات جماعة «الإخوان المسلمين» إلى تركيا بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي في تموز (يوليو) 2013. ولفت ياسين إلى أن «كل المعطيات أخيراً تصب في تقليص دور الإخوان وتشرذمهم. هذه نهاية طبيعية لأخطاء قادة الجماعة حتى في الأماكن التي لجأوا إليها... التطورات الدولية والإقليمية لا تصب في مصلحتهم، إضافة إلى الخلافات التي دبت بينهم، حتى باتوا شيعاً وأحزاباً».

وأشار إلى أن «غالبية المقيمين من الإسلاميين في تركيا وقطر والسودان يشكون من قادة الإخوان الذين يتعاملون بعجرفة ولا يقدمون يد العون للآخرين، وينفردون بالقرار في كل تجمع». وأضاف أن «الانقسام بين قادة الإخوان في السجون أشد وأكبر.... ثُلة قليلة تتمسك بعودة مرسي وهذا الكلام أصبح درباً من الخيال، والغالبية ترى ضرورة إنهاء الصراع مع النظام نظير إطلاق المعتقلين، وما بين هذا وذلك درجات كبيرة».