خالد أحمد الطراح

تلقيت اتصالا كريما من الاستاذ الفاضل محمد السداح مالك مدرسة الكويت الانكليزية التي تأسست في1978، وهو شخصية لا تحتاج الى التعريف على المستوى السياسي والتربوي والاجتماعي والعمل الانساني ايضا.
الاستاذ السداح شخصية لها تاريخ في نهضة التعليم في الكويت فقد شق مساره التربوي من معلم حتى اصبح وكيلا لمدرسة صلاح الدين النموذجية، ثم ناظرا لمدرسة الفارابي (1959 – 1961).
انتقل بعدها من سلك التعليم الى السلك الدبلوماسي وتدرج فيه الى ان اصبح سفيرا للكويت، واتجه بعد ذلك الى تأسيس مدرسة انكليزية خاصة.
اهتمامات الاخ السداح (بو وائل) في العمل الاجتماعي والانساني دفعته نحو تبني العديد من المبادرات المجتمعية، حتى بلغ احدى غاياته في تخصيص صفوف في مدرسة الكويت الانكليزية للمعاقين وبطيئي التعلم، وجلب طاقما من المعلمين المختصين بهدف معالجة المعوقات التي تواجه هذه الشريحة في ميدان التعليم وتمكينها من الاندماج مع المجتمع.
طموحات وتطلعات انسانية كهذه لا يمكن ان تحتضنها مساحة المدرسة الحالية، لذا تقدم بو وائل قبل حوالي سنة ونصف السنة، كباقي ملاك المدارس الخاصة، الى د. بدر العيسى، وزير التربية والتعليم العالي، الاكاديمي في علم الاجتماع، بطلب تخصيص ارض فضاء للتوسع تربويا كباقي المدارس الخاصة التي يتم تخصيص اراض لها.
واتبع جميع الاجراءات الادارية، بدءا من المجلس البلدي وانتهاء بوزارة «الشقلبة»، وهو اسم مستعار لوزارة التربية!
المربي الفاضل السداح (بو وائل) سعى الى متابعة طلبه وفوجئ بتعليق للوزير نقل اليه من عدة مصادر رسمية ان «مدرسته ما تستاهل»!
حين علم الاخ بو وائل بهذا التعليق، الذي خلا من اي معايير علمية، حاول جاهدا معرفة تحفظات الوزير بتفصيل ادق، لكنه الى اليوم لم يتلق سوى «مدرسة ما تستاهل»، ربما لأنه وصف جديد مثله مثل وصف الوزير اخيرا بان المناهج «نظيفة وبريئة»!
وكشف لي بو وائل انه شخصيا تحدث عن مشكلته التي ابتدعتها وزارة «الشقلبة» في جلسة مع احد المراجع في الدولة، وكان حاضرا فيها الوزير واستمع الى تعليق بو وائل، لكن بالطبع لم يعلق الوزير.
ابلغت الاخ الفاضل بو وائل بأنني غير متفاجئ بذلك، فالوزير معروف بصمته المطبق في لحظات الجد، بينما يحرص على الظهور اعلاميا لإطلاق كلمات لم تعرفها قواميس تربوية من قبل!
لعلم الوزير «ان عرضا تلقاه السداح عبر وسيط عقاري ان يدفع 300 الف دينار مقابل «اكرامية» تخصيص ارض له في منطقة حولي من 8 آلاف متر مربع لوزارة التربية»، لكن بو وائل رفض العرض من حيث المبدأ.
مفيد من باب الشفافية ان يفصح لنا الوزير مصدر ومعنى «مدرسة ما تستاهل» حتى يثري العلم تطورا ونورا!