سعد الياس

في انتظار ما ستحمله اطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء غد الجمعة حول المستجدات الحكومية، عادت عجلة الاتصالات إلى التحرك على الخط الحكومي بعد تعثر فرضته الخلافات على الحقائب الوزارية وتمسك تيار المردة ومن خلفه رئيس مجلس النواب نبيه بري بحقيبة اساسية للافراج عن التشكيلة الحكومية علماً أن بري يعترض على إسناد حقيبة الاشغال التي يشغلها حالياً عضو كتلته النيابية الوزير غازي زعيتر إلى القوات اللبنانية التي زار رئيسها سمير جعجع امس قصر بعبدا والتقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وهذه من المرات النادرة التي يزور فيها جعجع القصر الجمهوري منذ إقرار اتفاق الطائف في التسعينات.
وقد خرج جعجع من اللقاء ليُعرب عن سروره «بعودة الحياة إلى الجمهورية بعد سنتين ونصف من الفراغ»، وقال «نحن في بداية مسار طويل وكان لي شرف لقاء الرئيس عون بحيث تداولنا في الأمور المطروحة من أجل أن تستقيم الأمور في البلد شيئاً فشيئاً، وأنا متفائل وأتمنى تشكيل الحكومة قبل الأعياد كي يُكمل تفاؤلنا أكثر فأكثر ونأمل ان تأخذ الأمور مسارها الطبيعي».
وأشار رئيس القوات إلى أنه «مع انتخاب العماد عون رئيساً تم رفع الحظر الخليجي عن لبنان وسيعود الرعايا الخليجيون لزيارة البلد، وأنا متفائل جداً بهذا الموضوع من أجل تحسين الوضع الاقتصادي».
وعن حصول تغييرٍ ما في شكل الحكومة، أجاب جعجع «لا زلنا نتكلم عن حكومة من 24 وزيراً وليس هناك من تغيير في التركيبة، وأتمنى ان تتم ازالة العقبات في أقرب وقت ممكن والرئيس عون لديه الوعود بأن يتم تذليل هذه العقبات».
وعن إمكانية تقديم القوات اللبنانية المزيد من التضحيات، قال جعجع «هذا العهد هو «بي وأم الصبي»، وهناك حد أدنى من التضحية، ونحن أكثر من قدّم التضحيات والموضوع ليس بالتضحيات باعتبار ان الجميع يعلم ان المشكلة سياسية».
واذ لفت إلى أن «رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مستمر باتصالاته ولا يمكن لأحد ان يقول إما أن تعطوني هذه الحقيبة أو لا أقبل المشاركة في الحكومة»، أكّد جعجع «ان تفاهمنا مع التيار الوطني الحر هو تفاهم ضمن خطة وطنية حول القضية ككل، وقد رأينا اليوم كيف تمدّد تفاهمنا ووصل إلى تيار المستقبل ونتمنى ان يصل إلى عين التينة ويكمل إلى الضاحية لأنه لا يوجد فيتو ضد أي شخص».
ورداً على سؤال، شدد على «ان رئيس الجمهورية والرئيس المكلف هما من يشكلان الحكومة وفقاً للدستور الذي تم انتهاكه منذ 26 عاماً ونقطة على السطر، وفي الحياة السياسية هناك معارضة وموالاة، وبالتالي الرئيسان عون والحريري يؤلفان الحكومة ويضعانها أمام مجلس النواب وحينها يتخذ كل فريق الموقف المناسب منها».
تزامناً، أعلن الرئيس بري امام النواب في لقاء الاربعاء النيابي «ان الاتصالات متواصلة في شأن موضوع تأليف الحكومة، وانها تجري بوتيرة ناشطة، ونأمل ان تصل إلى النتائج الايجابية المرجوة لتأليف الحكومة في اسرع وقت ممكن».
وجدّد التأكيد «على اهمية العمل الجادّ من اجل اقرار قانون جديد للانتخابات ودفن قانون الستين الحالي إلى غير رجعة»، داعياً «الى تضافر الجهود في هذا المجال»، ومشدداً على «ان التمديد للمجلس مرفوض حتماً وغير وارد على الاطلاق».
الى ذلك، اعلن مجلس المطارنة الموارنة الذي انعقد برئاسة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي انه «وعلى الرغم من تفاؤله بالعهد الجديد فهو قلق من تأخير تشكيل الحكومة».
ودعا في بيان إلى « تسريع تشكيل الحكومة الجامعة لتحقيق الشراكة الفعالة وتعزيز العدالة الإجتماعية، ولعدم تمييع المطلب الأساسي وهو القانون الجديد للإنتخابات على قاعدة الميثاق والمناصفة الحقيقية «.

مفتي سوريا

في غضون ذلك، برزت زيارة مفتي سوريا أحمد بدر الدين حسون إلى لبنان حيث قام بجولة يرافقه السفير السوري علي عبد الكريم علي.
وشملت لقاءات مفتي سوريا كلاً من الرئيس ميشال عون والبطريرك الراعي ولم يُعرف اذا كان على جدول اعماله زيارة دار الفتوى للقاء المفتي عبد اللطيف دريان في ظل موقف دريان مما يجري في سوريا.
وبعد زيارته بعبدا قال مفتي سوريا «الرئيس عون انتخب من الشعب قبل القيادات، ولم ولن نخاصم أحداً أبداً وندعو كل من خاصمنا إلى المصافحة والمصالحة والمسامحة».