عبده خال

أتمنى أن يكون حادث اختطاف القاضي الشيخ محمد الجيراني (القاضي بدائرة الأوقاف والمواريث في محكمة القطيف) جريمة طائشة وفق تصريحات وزارة العدل، وهذه الأمنية توقف التداعيات التي يمكن أن يمضي فيها الخيال إلى شطحاته إن كانت الجريمة طائشة... فقد قرأنا أن داعش يتنقل بين أنواع الجرائم ومنها جرائم اختطاف للعلماء والمفكرين لكي تنفذ فيهم ابتزازا جديدا من الرعب والتوحش.

وعملية الاختطاف تدخل بنا إلى منعرج جديد من الابتزاز والترويع، وتحيل المنطقة إلى بؤرة لتجميع الأحداث السلبية التي تجمع فيها قتل رجال الأمن وتفجير أماكن العبادة والاختطاف وإحداث قلاقل من قتل وحرائق وتهديد، بما يؤدي إلى خلق التكهنات إزاء أي فعل يحدث في هذه المنطقة تحديدا، والتكهنات تخلق أقاويل لا حصر لها خاصة مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي وعدم إدراك كل مغرد بأمانة الكلمة، فنجد عشرات الأخبار التي تؤسس على اختلاق حكايات الخيال أو حكايات التشفي أو حكايات بعيدة كل البعد عن أصل الحدث القائم...

ومن تلك الحكايات أن القاضي وجد مقتولا أو مقطع الأوصال أو مقطوع الرأس وكل هذه الحكايات تؤثر على نفسيات أسرة الشيخ المخطوف وعلى أقاربه وأصدقائه...

ولأن اختطاف الشيخ إلى الآن لا يزال مصنفا على أنه جريمة وليست عملية إرهابية فنحن جميعا نتمنى ذلك، ونتمنى أيضا أن تقوم أجهزة الأمن (وكما هي عادتها) بالإسراع في القبض على الجناة وكشف ملابسات تلك الجريمة مع تأكيد أن الموطنين جميعا يؤمنون أن سلامة الوطن فوق كل مذهبية أو اختلاف.

أما إذا كانت عملية الاختطاف هي وسيلة جديدة تتبعها داعش أو أي حركة عميلة لإيران فهذا يدخلنا إلى منعرج جديد يجب أن يتم التأسيس له أمنيا باستقبال أي عملية مضايقة لأي شيخ أو مفكر أو كاتب على أنها تهديد يسبق العاصفة.