صالح الشيحي

لعل من المفارقات الطريفة أن الزملاء الذين كانوا يعايروننا بالتطبيل، حينما نتحدث عن الأشياء الجميلة التي نراها أو نلمسها أو نسمعها؛ شربوا اليوم من ذات الكأس.. وبات هذا المصطلح المخاتل يلاحقهم في "تويتر" بشكل مكثف!
لا أعلم متى تم تداول هذا المصطلح، لكنني واجهته منذ أول حرف كتبته في هذا العمود قبل 16 سنة.. والمضحك أكثر أن الذين يرفعون اليوم في وجوهنا فزّاعة "التطبيل"، لم يكونوا تعلموا المشي حينها!
كنت -وأغلب كتاب الشأن العام مثلي- أواجه فزاعة التطبيل كلما تحدثت عن إنجازات بلدي.. كلما كتبت عن تصرف إيجابي لمسؤول أو أمير أو وزير أو موظف صغير.
كثير من الناس اليوم لا يريدونك أن تقول الدنيا بخير.. يريدونك مرآة عاكسة للأخطاء والعيوب وحدها.
كغيري، سمعت كلاما مبشرا في قصر عرقة مساء الأربعاء الماضي.. تحدث معنا سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بأشياء رائعة.. فما الذي يريد منا هؤلاء قوله.. ما الذي يرضيكم: هل نقول لكم إننا خرجنا متشائمين.. نقول لكم إننا سمعنا من الأمير كلاما لا يسعد القلب، ولا يسر الخاطر!
الواقع -ويشهد بذلك زملاء أفاضل شابت رؤوسهم في الإعلام- أننا سمعنا ما يبهج.. وإن تحقق ما سمعناه فلن تكون بلادنا كما هي بعد 10 سنوات من اليوم.. 
وإن لم يتحقق شيء مما سمعناه فلسنا مسؤولين، نحن شهود اللقاء. حتى الأمير نفسه يأمل بأن تتحقق الرؤية ولا يضمن المستقبل، إذ قال بتجل واضح: "أريد للرؤية أن تصبح عملا مؤسسيا قائما مستمرا حتى بعد موت محمد بن سلمان"!
كلمة حق، أقولها لرافعي الفزّاعة: لقد كان الرجل صريحا لدرجة كبيرة، وتحدث عن ملفات حساسة.. هو لم يكن صريحا فحسب، كان شجاعا وهو يسمي الأشياء بأسمائها الصريحة.. لكن ليس كل ما يُعلم يقال.. 
حسنا؛ هل قرأتم في الأسطر السابقة "تطبيلا".. لن تجدوا شيئا.. كما لم تجدوا في السابق.. اخفضوا فزّاعتكم قليلا؛ نحن ننقل لكم الواقع كما هو.