&مصر تحتاج إلى جهد الجميع عسكريين ومدنيين… والجميع يتحدث عن الإمبراطورية الاقتصادية للجيش

&

حسنين كروم

&&الموضوع الذي شغل الناس أمس الأربعاء 10 فبراير/شباط كان فوز فريق النادي الأهلي على الزمالك، وجاء بعده الاهتمام بمقتل الشاب المصري وليد حمدي السيد، الذي يعمل في الرياض في السعودية، عندما دهسه أربعة سعوديين بسيارتهم، وفروا هاربين، إلا أن شابا سعوديا آخر أوقفهم إلى أن حضرت الشرطة وألقت القبض عليهم وتم سجنهم تمهيدا لمحاكمتهم بتهمة القتل العمد.

وتوزعت الاهتمامات بعد ذلك بالموضوعات على من يستفيدون منها، مثل اهتمام أهالي الأقصر بافتتاح مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية، ورئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب المرحلة الأولى من مشروع مستشفى السرطان، الذي تقوم به جمعية الأورمان الخيرية. واهتمام أهالي الإسماعيلية بحكم محكمة الجنايات بسجن ملازم أول الشرطة، الذي ضرب الطبيب البيطري وأدى إلى وفاته، ثماني سنوات. والمعارك المستمرة بين اتحاد الصناعات المؤيد لقرار زيادة الضرائب على سلع مستوردة، واتحاد الغرف التجارية المعارض للقرار، بينما الحكومة مشغولة بإدخال تعديلات على قانون الخدمة المدنية العامة، وإعداد الميزانية الجديدة، وتقدم رجلا وتؤخر الثانية في مطالبتها بزيادة أسعار تذاكر مترو الأنفاق، وموافقة مجلس النواب عليها، بينما تقوم سرا بزيادة أسعار المياه. وينتاب النظام الخوف من ردود أفعال عنيفة، وتتحرك لديه العقدة التاريخية من انتفاضة 18/19 يناير/كانون الثاني 1977. بينما يراهن آخرون على تفهم الغالبية للقرارات التي من شأنها معالجة عجز الميزانية، خاصة أن مكاسب عديدة سيتم تقديمها، مثل زيادة عدد الوحدات السكنية لمحدودي الدخل، وإدخال فئات عديدة في مشروع التأمين الصحي، الذي يتم إعداده، خاصة حالة الخوف التي تنتاب المصريين من أن تتعرض بلادهم لما يتعرض له العراق وليبيا وسوريا. وفي ما عدا ذلك لا اهتمامات شعبية بالمرة لما تشتعل به الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي من معارك وقضايا مثل، محاكمة الرئيس الأسبق محمد مرسي وأعمال الإرهاب والسجادة الحمراء وألتراس الأهلي، فالأغلبية الساحقة في واد والإعلام والسياسيون وحتى مجلس النواب والحكومة في واد آخر. وإلى شئ من أشياء لدينا….

مبادرة «أخلاقنا» مشروع

قومي لا يتزيا بزي معين

ونبدأ بالمشروع الجديد الذي تم تدشينه ليستمر ثلاثة شهور تحت شعار «أخلاقنا»، ويهدف لإعادة الأخلاق إلى المصريين بعد أن ضاعت منهم وأصبح الجميع يشكون من انتشار قلة الأدب والألفاظ البذيئة والجنسية لا في الأفلام السينمائية فقط، إنما في المسلسلات والبرامج التلفزيونية، وأصبحت لغة الشارع متدنية، وتم الإعلان عن هذه الحملة يوم الاثنين ويرأسها المفتي الأسبق الدكتور الشيخ علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ورئيس واحدة من أكبر الجمعيات الخيرية «مصر الخير»، الذي يتمتع بطلاقة لسان وعلم غزير، بالإضافة إلى خفة ظل. وتشارك فيها وزارة الشباب والرياضة ومؤسسة أجيال والبنك الأهلي وبنك «سي أي دي» وغرفة صناعة الإعلام وبنك الطعام والدكتور العزبي، صاحب أكبر سلسلة صيدليات، وله صالون ثقافي، والداعية عمرو خالد وأستاذ الطب النفسي الدكتور أحمد عكاشة، وسيشارك فيها فنانون ورياضيون.

وقال الشيخ علي جمعة في كلمته التي نشرتها «الأخبار» يوم الثلاثاء في متابعة زميلتنا الجميلة أماني ضرغام: «إن مبادرة أخلاقنا هي مشروع قومي لا يتزيا بزي معين. قصة هذه الحملة تمتد إلى سنوات سابقة، حيث أصدرت الأمم المتحدة مجموعة من القيم الأخلاقية التي سمتها القيم النشيطة أخذنا منها هذه العشرة.. هذه القيمة أكدت عليها الأمم المتحدة، وهي المكون الأساسي لكل من يبني المجتمعات، وهذه القيم ترجمت إلى اللغة العربية، فهي قيم مطلقة تجاوزت الزمان والمكان. هذه القيمة التي هي الأساس الذي نبدأ منه لا تخالف القيم عند المسيحيين ولا اليهود ولا حتى الهندوس، فمن لا دين له يتفق عليها أيضا، فلا اجتماع بشري محترم إلا هذه القيم العشرة، ونحاول أن نجعل هذه القيم هي الأساس. هل هذه القيم هي التي تؤدي إلى كره الحياة وتفجير الذات والإرهاب؟ أم تؤدي إلى حب الحياة وإلى التعايش بين الناس وإلى الرحمة؟ إنها كذلك إنها تلك القيم التي لا يمكن أن نعيش أو ننهض بغيرها. هذه القيم تحولت وبعدت عنا ونحن نحاول استرجاعها لفائدة المجتمع. ثم تحدث الدكتور أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي، مؤكدا على انه يحيي المبادرة الكريمة، كعضو في المجلس الرئاسي لكبار العلماء للصحة النفسية، وأكد أن المجلس الرئاسي اجتمع عدة مرات لمحاولة وقف الانفلات الأخلاقي. الورقة التي تقدمت بها للرئيس وافق على استراتيجيتها، لا تصدق أن نهضة أي أمة تعتمد على القوة الاقتصادية، نهضة أي أمة تبدأ بإتقان العمل والعدل، وكلها معايير أخلاقية. الكلام ده قلته في المجلس الرئاسي لابد من نشر ثقافة العمل والانتماء مع الاهتمام بالتعليم. وأعلن الأنبا يوليوس شكره للحملة مؤكدا، بالأخلاق تبنى مصر، وأنه سعيد لأن القيم العشرة المختارة منها هي حفظ القلب، فالحب والإحساس بالآخر هما القوة الدافعة لكل فضيلة ولكل قيمة وأخلاق، هنيئا لمصر بانطلاق هذه الحملة وأنا وكل المصريين سنضع أيدينا في أيدي بعض لتنجح هذه الحملة، فهي لا تخص دينا معينا ولا أماكن محددة وستشارك في كل مكان. وقد دعونا الشباب ودعونا الجميع إلى أن نضع أيدينا في أيدي بعض حتى تستطيع الدولة أن تبني نهضتها على الأخلاق. وأكد نبيل حنا مطران الكنيسة الأسقفية في الشرق الأوسط أنه سعيد بكونه أحد الداعمين للحملة، وأنه وفق اختيار الدكتور علي جمعة واحد من مجلس أمناء «مصر الخير»، كما أنه سعيد بزيارة الصديق عمرو خالد عندما جاء يدعوه للمبادرة والمشاركة فيها، وأنه يرى أن المبادرة هي البداية الصحيحة لبناء مصر الحديثة، وأن نشر القيم الأخلاقية هو ما يقضي على ما نرفضه من ظواهر سلبية مثل، الفساد والعنف والأنانية والإهمال والتراخي. أنا متيقن أن الإسلام دين رحمة وأن المسيحية دين محبة والقيم العشر في حملة أخلاقنا لا تخرج عن الرحمة والمحبة، فالرئيس السيسي قال: الحل الحقيقي أن إحنا نحب بعض بجد ونحن فعلا نحتاج للمحبة والرحمة حتى نبني مصر العظيمة».

عمرو خالد ورقة محروقة

ولكن ما أن سمعت زميلتنا الجميلة في «المقال» دينا أنور اسم عمرو خالد حتى صاحت في يوم الثلاثاء نفسه مهاجمة إياه بقولها: «أطل على شاشات الفضائيات الداعية الأشهر في الألفية الثالثة عمرو خالد، ليعلن عن عودته من خلال حملة جديدة تحت شعار «أخلاقنا»، هي حملة هدفها، بحسب وصفه، علاج «الشرخ» في نظام الأخلاق المصري، وكان لهذا الخبر صدى واضح في استعادة شريط الذكريات في عام 2000 عندما خرجت مصر من حقبة، تصدر فيها الإرهاب والتطرف المشهد السياسي والاجتماعي وبدأت الأصوات المنادية بخطاب ديني وسطي، وهنا لمع نجم الداعية الشاب عمرو خالد. عمرو الذي ركز في مشروعه على نشر ثقافة الحجاب بين الفتيات والسيدات عامة، وخطط باحتراف لإقناع الفتيات بفرضية الحجاب، وعقاب خلعه وما يليه من زيادة فرص الزواج وجذب الشباب الصالح المتدين، الذي يرغب في الاستقرار. وكان لأسلوبه العاطفي، بعض الشيء، وقع السحر على المجتمع وعلى الفئة الأكثر عاطفية، وهن الفتيات المراهقات، ومع كل هذا الصدى الواسع لدعوات عمرو خالد لارتداء الحجاب ودفاعه المستميت عنه ضد كل الفتيات اللواتي أعربن له في رسائلهن على موقعه عن رغبتهن في خلعه وعن ضيقهن بارتدائه، فإنه فجأة، خصوصا بعد ثورة يناير/كانون الثاني، بدأ نجم السيد عمرو خالد في الأفول والانحسار، لا سيما بعد انتشار مفهوم الحرية بين الشباب، وكسر حاجز الخوف وثقافة الانصياع، فبدأ الشباب يفكرون ويبحثون بأنفسهم، وساعدت مواقع التواصل الاجتماعي في نشر البحث الفردي والتوصل للحقائق بالمجهود والشخص، كما أسهمت سنة حكم الإخوان المسلمين في كشف الزيف عن كثير من رجال الدين، ومنهم عمرو خالد، الذي لم تكن مواقفه السياسية ولا الاجتماعية واضحة ومعلنة بالشكل الذي يحافظ على مصداقيته أمام محبيه ومتابعيه. وحدثت ثورة يونيو/حزيران وبدأت معها الثورة الصامتة بالتمرد على الحجاب وخلعه، وأصبحت ظاهرة خلع الحجاب عادية في المجتمع بعد أن وصل البعض لربطها بالردة عن الإسلام. والآن يعود عمرو خالد للظهور من جديد بشكل مفاجئ، وبدعم واضح من بعض رجال الدين الذين يطمحون في تأثير شعبيته السابقة التي أقلقتهم وقتا ما، وجعلتهم يهاجمونه ويتهمونه بعدم الاختصاص في الدعوة، ولكن هذه المرة هم يعانون من الحركة التنويرية التي بدأت تنمو في المجتمع، وتثور على خطابهم الديني غير الملائم للعصر، ويخافون من أن تسحب البساط من تحت أقدامهم وتقود البلاد للمدنية الحديثة، التي لا مكان فيها لكهنوت رجال الدين وسيطرة النقل على العقل، فقرروا الاستعانة بعمرو خالد، أملا منهم في أن يعيدوا استنساخ المشهد القديم في مطلع القرن، ولكن عمرو خالد الآن فقد مصداقيته لدى الكثيرين، بل أصبح بطاقة محروقة لدى كثير من الأفراد».

فتحي محمود: المجتمع المصري

يعاني من حالة انفلات أخلاقي

ويبدو أن هذا الهجوم على عمرو خالد لفت انتباه زميلنا وصديقنا في «الأهرام» أحد مديري تحريرها فتحي محمود لذلك قال في اليوم نفسه: «يعاني المجتمع المصري خلال الفترة الأخيرة من حالة انفلات أخلاقي واضحة للغاية، نتيجة عوامل متعددة أدت إلى انهيار في القيم لدى قطاعات مختلفة، وغذتها للأسف بعض وسائل الإعلام، من خلال برامج لا تراعي تقاليد أو قيما، وتستخدم إيحاءات وكلمات مسفة. وموجة من أفلام السينما التي انتقل فيها البعض من التجارة في اللحوم الحمراء إلى اللحوم البيضاء، والتكسب من وراء نشر الانحلال والرذيلة، والأغاني والمشاهد الهابطة، لذلك سعدت للغاية بتحرك عملي مهم لمواجهة هذه الظاهرة المؤسفة، وبغض النظر عن اختلاف البعض أو اتفاقه مع الدكتور عمرو خالد، إلا أنه يظل الداعية الأكثر تأثيرا في الشباب، لذلك فإن وجوده في هذه الحملة مهم للغاية، خاصة مع إعلانه ضرورة إيمان الجميع بتأثير قوة الخير في الشخصية المصرية، حتى يمكن تحريكه وتحقيق مبادئ الحملة، إلى تأكيده على أن حملة أخلاقنا ليست دينية، ويشارك فيها جميع قطاعات المجتمع والمسلم والمسيحي سواء، بالإضافة إلى شباب تم تدريبهم بواسطة وزارة الشباب والرياضة، وتوضيحه أن الحملة قائمة على 10 قيم تتمثل في الحب الرحمة التسامح الإحساس بالآخر المبادرة الطموح البساطة الإنصاف الإتقان والتعاون…

إن مكارم الأخلاق صفة من صفات الأنبياء والصديقين والصالحين، وقد خص اللّه جل وعز نبيه محمداً صلى اللّه عليه وسلم، بآية جمعت له محامد الأخلاق ومحاسن الآداب فقال تعالى: «وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ»، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا»، كما قال: «إن الناس لم يعطوا شيئاً خيراً من خلق حسن»، والحديث الشريف: «عليك بحسن الخلق وطول الصمت، فوالذي نفسى بيده ما تجمل الخلائق بمثلهما» الترغيب والترهيب. وقد أكد العلماء أن حُسن الخُلق يتضمن طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى عن الناس، هذا مع ما يلازم المسلم من كلام حسن، ومداراة للغضب، واحتمال الأذى. ولا ننسى قوله صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل، صائم النهار «وقوله»: ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق. والحديث الشريف: أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه».

لا عزاء لنا في التحرش

المستمر بالسيدة «حرية»

أما زميلنا الإخواني السابق في «الأخبار» عصام السباعي فلم يكن يسمع حكاية الأفلام السينمائية والتجارة في اللحوم البيضاء حتى قال ساخرا في اليوم ذاته: «لم أدر هل أضحك أم أبكي، وأنا أتابع تصريحات المخرجة إيناس الدغيدي، فلم ننته من حكايات ازدراء الأديان حتى صدمتنا الست إيناس، فهي ترى أن ممارسة الجنس قبل الزواج حلال بشرط رضا الطرفين، ولم يهمني لو كان معظم أصدقائها الرجال من «المثليين جنسياً» فهي ومن تعرفهم لابد أن يكونوا من «الطبق» نفسه، كما لم يستوقفني كلامها بأنها «كلمت ربنا» سبحانه وتعالى، ولا حتى ما قالته بأنها «قريبة مع الله» فهي حرة في «التوصيف»، الذي اختارته لنفسها. توقفت فقط أمام مطالبتها بترخيص بيوت الدعارة في مصر، باعتبارها أقدم مهنة في التاريخ لحماية المجتمع من التحرش والأمراض والإجرام والمخدرات، أو تصريحها بأنها تشاهد الأفلام الجنسية واستعدادها لإخراج عمل مشابه، ولكن في فيلم روائي، واتمني لو فعلت مثلها وتناولت «شوال» من البرشام نفسه وقلت لها بصريح العبارات كل ما في نفسي، وأنتظر بالطبع الهجوم عليها من المجموعة نفسها والهجوم المضاد من المجموعة نفسها، ولا عزاء لنا في التحرش المستمر بالسيدة حرية».

إيناس الدغيدي

تبث سمومها في المجتمع

وكذلك أحس زميله فرج أبو العز غضبا أشد بما قالته المخرجة السينمائية إيناس الدغيدي في مقابلة معها في إحدى الفضائيات واتهم صاحبها بالتآمر وصرخ: «ما مناسبة أن يتزامن انطلاق حملة كبيرة تحت عنوان «أخلاقنا» يرعاها عالم دين مشهود له بالصلاح وحب الوطن، وهو فضيلة الشيخ علي جمعة لإعادة منظومة القيم الغائبة، أو بالأدق المختلة إلى مجتمعنا، مع ظهور المخرجة السينمائية الشهيرة بقول كل غريب ومريب وغير عادي إيناس الدغيدي.. والأغرب من ذلك أن تفرد لها قناة فضائية معروفة وناجحة، أو على الأقل عالية المشاهدة كل هذه المساحة لبث سمومها في المجتمع، بالقول بأن «ممارسة الجنس قبل الزواج حلال، إذا ارتضيا ذلك واصفة الداعية عمرو خالد – الذي يشارك في حملة أخلاقنا – بالمستفز ولا يمتلك أي مقومات الظهور على الشاشة، ولا يمتلك الحضور أو الصوت. وضعاف النفس هم من يذهبون إليه. وتابعت ولها كل الفخر: معظم أصدقائي مثليين وحاولت الانتحار بسبب ابن الجيران وأطالب – الحديث على لسانها – بترخيص الدعارة لأنها تحمي المجتمع من الأمراض لماذا ظهرت إيناس لتقول هذا الكلام غير الجديد بالنسبة لها، الذي كررته في مناسبات عدة وفي أوقات أعتقد أنها مقصودة لإيصال رسالة ما أو لتشويه عمل كبير يجري الإعداد له وترتيبه، مثل حملة «أخلاقنا». السؤال الأهم: ماذا إذا جلست السيدة إيناس في بيتها وفي غرفتها وأمام مرآتها ورددت هذا الكلام هل كان سيضار أحد؟ هل كان أحد سيتناولها بالتعليق مدحا أو قدحا؟ والإجابة: لا أظن لكن الهدف في اعتقادي هو ترديد حديثها المسموم الذي يستهدف في الأساس وللأسف فئة الشباب أيضا. ماذا تكسبت القناة التي أذاعت حوار المئة سؤال مع إيناس؟ هل كسبت مشاهدين جددا؟ هل جلبت كما أكبر من الإعلانات؟ هل لعبت دورها الاجتماعي والتنموي المنشود؟ لماذا يحاكم سيد القمني وإسلام البحيري وغيرهما بتهمة ازدراء الأديان ونترك من يطلق سموما على المجتمع من منابر الفضائيات؟».

أشرف ثابت: «النور» لا يصدر فتاوى شرعية

وهكذا ذكرنا أبو العز بذكره ازدراء الأديان بمعارك الإسلاميين والحديث الذي نشرته «الوطن» يوم السبت مع أشرف ثابت نائب رئيس حزب النور السلفي، وأجراه معه زميلانا عادل الدرجلي وسعيد حجازي وقال فيه: «النور لا يصدر فتاوى شرعية، فهو حزب سياسي وليس جهة دينية، فليس هناك بيان لحزب النور أعطى خلاله فتوى معينة بحكم ديني، ولا رفض تهنئة للأقباط، وليس مفروضاً عليّ كحزب سياسي إصدار فتاوى بالتهنئة، فالحزب لا يتحمل مسؤولية مواقع التواصل الاجتماعي وعدم جواز التهنئة، حتى لو كان من يكتب ذلك شاباً من حزب النور، فهو يعبر عن جزء من عقيدته فما الإشكالية في ذلك؟ ولا ينبغي أن نتناول هذا الملف من هذا المنطلق، فالحزب يرى أن التعايش مع المسيحيين له أبواب كثيرة منها، زيارة المريض وتعزية الميت والبيع والشراء والإجارة، فلا يجب أن نركز على التهنئة، لأن ذلك أمر عقائدي، ورغم ذلك نعزيهم في موتاهم ونشتري منهم ونبيع لهم، فأنا لست جهة شرعية أو دينية، لكن التعايش مع النصارى قضية كبيرة جداً، يجب ألا نختصرها في التهنئة بيوم العيد فقط، بل هناك عام كامل نتعامل فيه معهم، فالتناول الإعلامي عامل من عوامل إثارة النفوس بين أبناء الوطن، وينبغي ألا يتعامل الإعلام بشدة مع تلك القضية فلم يركز أحد أن وفداً من النور قام بتعزية كنيسة المنيا في المتوفين من الأقباط هناك، فليس ذلك مسؤولية وطنية، فحادث صلاة الجنازة في الكنيسة ورفضهم الصلاة على مسيحيين بحكم العقيدة الخاصة بهم فيجب ألا أزيد الخلاف بين الطوائف المختلفة بين المسيحيين، ويجب عدم تعكير صفو الوطن بمناقشة تلك الأمور فما الفائدة التي تعود من مناقشة تلك الأمور».

أي أنه يؤكد موقفه وموقف التيار السلفي من تحريم تهنئة الأقباط بأعيادهم، رغم أن الأزهر وشيخه هنأهم به.

جرأة بعض المثقفين

وفي يوم الأحد قال زميلنا في «الأخبار» عصام حشيش: «التساؤلات كثيرة جدا عن أسباب الجرأة التي انتابت بعض المثقفين الآن لشن هجمات مستعرة لإهانة معتقدات المسلمين، وبلغ الأمر بإحداهن أن تفتري على القرآن الكريم وتدعي في سخرية مقززة أن كابوسا انتاب أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم بأنه يذبح ابنه، ترتب عليه أن مليارات المسلمين مارسوا مناسك لا قيمة لها، حسب زعمها. هل هذا رأي يستحق أن احمي صاحبه؟ تصور أنها تتهم العائلة المسلمة على مدار التاريخ بالسفه والجنون. أمام عقلها هي وما توصلت إليه بفكرها الحر هل هذا نقد أم سفالة يجب أن تحاسب عليها؟».

وعصام يقصد الشاعرة فاطمة ناعوت التي صدر ضدها حكم محكمة الجنح بالسجن ثلاث سنوات بتهمة ازدراء الأديان وأمامها استئناف الحكم .

ازدراء الأديان

أما زميلتنا الجميلة والرسامة سحر فأخبرتنا أمس الأربعاء في «الأهالي»، أنها كانت تسير في أحد الشوارع فشاهدت جملة تهمة ازدراء الأديان مكتوبة بلون أسود تتساقط نقاط منها فوق رؤوس المارة المساكين».

كتائب زرع اليأس والإحباط والسجادة الحمراء

لا تزال حكاية السجادة الحمراء التي تم فرشها وسارت عليها سيارة الرئيس السيسي، قبل أن يدخل المكان الذي شاهد منه افتتاح أربعة وثلاثين مشروعا في عدد من المحافظات في مدينة السادس من أكتوبر، تثير المعارك وردود الأفعال المتناقضة، ذلك أن زميلنا في «اليوم السابع» دندراوي الهواري هاجم المهاجمين بقوله يوم الثلاثاء: «إلى كل أعضاء كتائب زرع اليأس والإحباط والتركيز على «الهيافة» وترك الإنجازات، نحب نقول لسعادتكم «طز» فيكم. كتائب زرع اليأس والإحباط تعمل بكفاءة نادرة وفق نظرية «ملقوش في الورد عيب قالوا يا أحمر الخدين»، ومع صدمتهم المروعة عند تنفيذ وافتتاح مشروعات جديدة، أو تحقيق إنجاز على الأرض، يبدأون في تجميع سفاسف الأمور، السجادة الحمراء لم تكن هي المرة الأولى التي استخدمت فيها في حفل افتتاح 34 مشروعا تنمويا، ولكن تمت الاستعانة بها في افتتاح باكورة المشروع القومي لاستزراع المليون و500 ألف فدان، في الفرافرة. كما تم استخدامها في حفلات تخريج دفعات الكلية الحربية، لكن جهل ونوايا عمالقة تجار الكلام السيئة أزعجهم حجم الإنجازات فقرروا طمس فرحة المصريين تحت السجادة الحمرا» .

من يفخخ طريق السيسي؟

لكن هذا الكلام لم يعجب زميله محمود سعد الدين فقال في العدد نفسه من «اليوم السابع»: «تحرك الرئيس بحسن نية إلى مدينة السادس من أكتوبر لافتتاح عدد من المشروعات الجديدة، وتحدث عن التقشف وكيف تمر البلاد بظروف اقتصادية صعبة، علينا جميعا أن نتحملها، بينما خارج القاعة التي يتحدث من خلالها الرئيس كانت السجادة الحمراء بامتداد مئات الأمتار، ليس فقط المسافة التي يقطعها الرئيس مشيا، ولكن المسافة التي تتحرك عليها سيارات الرئاسية. ترك الجميع الحسن والطيب في المشاريع الجديدة وأمسكوا في سجادة الرئيس الحمراء، وهذا حقهم لا انتقادا عليهم. السؤال هنا من يفخخ الطريق للرئيس؟ من يضع الرئيس في حرج؟ من يتعمد أن يسيء للرئيس؟ بل من يفكر للرئيس؟ والجانب الآخر المهم أن واقعة السجادة لا تقل كارثية عما جرى في مشروع الفرافرة، عندما تم استدعاء أحد الموظفين وتقديمه للرئيس باعتباره فلاحا، بل دخل الرئيس منزله الريفي وتحدث معه على الهواء مباشرة في الصباح، بينما في المساء تبين للإعلام أن الرجل موظف في الحكومة. هنا الرئيس لم يخطأ لم يطلب لم يسع لتزييف الواقع أو تجميل السيئ، هو فقط أراد الحقيقة بينما هناك من أراد التزييف أعلم تماما أن الرئيس غضب من ذلك المشهد بعدما نقل إليه، وبعدما شاهد وسائل الإعلام تنتقد ذلك التصرف، وأعلم تماما أن الرئيس لم ينتقد الإعلام لوقوفهم عند تلك النقطة، وترك باقي إنجازات المشروع، ولكن ما أريد أن أعلمه والتيقن منه هل وجه الرئيس العتاب فقط لمن أخطأ أم حاسبه فعلا أم استبعده؟ لأن التاريخ كتب أنه في الوقت نفسه الذي يتحدث فيه الموظف الأول عن التقشف، كانت السجادة الحمراء تزين شوارع الإسكان الاجتماعي، بشكل يتضمن مزيدا من المغالاة التي لا تتماشى مع التقشف الذي يدعو له الرئيس».

أين البذخ يا سادة؟

لكن لو انتقلنا إلى «الوطن» في يوم الثلاثاء أيضا سنجد دفاعا جميلا برائحة الورد عن الرئيس من زميلتنا الجميلة سحر الجعارة قالت فيه: «بعد خلع مبارك كانت خيوط بدلته كفيلة بإثارة الغضب الشعبي، وتأجيج مشاعر البسطاء ممن يشربون مياه الصرف الصحي ويبيتون في العراء.. ونشرت الصحف صوراً مقرّبة لخطوط بدلة الرئيس المخلوع، التي كانت عبارة عن حروف اسمه بالإنكليزية Hosny Mubarak مكررة بطول البدلة! لديّ ملاحظة (لا أملك عليها دليلاً) فحين رأيت الرئيس عبد الفتاح السيسي في الكاتدرائية خلال حضوره قداس «عيد الميلاد» لاحظت أن الجاكيت ضيّق على الرئيس، وهذا ليس له إلا تفسير واحد، وهو أنه كان يرتدى القميص الواقي من الرصاص، من دون أن يغير مقاس البدلة إلى رقم أكبر! الأمر الذي ذكرني بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر، الذي كان يشترى بدلة واحدة كل عام، من دون أن يفقد شموخه وأناقته. قرر بعض الأغبياء التشويش على المشروعات التي افتتحها الرئيس السيسي في مدينة 6 أكتوبر، لأن مشهد السجاد المفروش في عدد من شوارع مشروع 6 أكتوبر استفز مشاعرهم الرقيقة (بعض المنتقدين من مليونيرات الإعلام) وتم تدشين «هاشتاغ» على تويتر للسخرية من «البذخ» ونفاق الرئيس بالسجاد الأحمر، وتناسوا مشروعات الإسكان الاجتماعي والمشروعات الرياضية وغيرها، مما افتتحه الرئيس! حتى قام العميد إيهاب القهوجي مدير إدارة الشؤون المعنوية بمداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب شرح فيها حقيقة «السجادة الحمراء» التي اتضح أنها مادة خفيفة من القماش الأحمر وتكلفتها بسيطة جداً.. استخدمتها الشؤون المعنوية في حفل افتتاح «قناة السويس الجديدة» وهي صالحة للاستخدام مرات أخرى.. فأين البذخ يا سادة؟ يحلو للبعض التعامل مع السيسي بطريقة «مالقوش في الورد عيب»! مستغلين دماثة خُلقه وخجله من إيذاء مشاعرهم! متناسين أن هناك من حكمنا فمشى على جثثنا غرقى في «العبارة» وقتلى في «طوابير العيش» وشهداء في «الاتحادية»».

سجادة أم «بوية» حمراء؟

لكن كلامها هي ودندراوي لم يقنع زميلنا وصديقنا في «المصري اليوم» محمد أمين لذلك قال في يوم الثلاثاء أيضا في عموده «على فين» مخاطبا الرئيس: «لا تغضب لأن الناس انشغلت بالسجادة.. هناك بيوت كثيرة من غير سقف ومن غير باب ومن غير حصيرة، ولا تحزن يا ريس لأن العيون مفتوحة، عيون كثيرة منها معاك وخايفة عليك لا هي طالبة حاجة ولا هي عاوزة ثورة تاني، ولكن عيب أوي أن يظهر من يقول إنها بوية. وبغض النظر عن كون اللون الأحمر سجادة أم بوية عندنا مشكلة حقيقية أولاً في ما يتعلق بالاستقبال نفسه، وأرجو ألا ينال من حجم الإنجاز، وعندنا مشكلة أيضا في التشغيل، ما معنى أن يكون كل الحضور عسكريين وكل المشرفين عسكريين ولا توجد شركات مدنية ولا مهندسون مدنيون؟ مع ملاحظة أن رؤساء التعمير أيضا قد يكونون من ذوى الخلفية العسكرية كيف غاب عنكم هذا؟ لا ننكر جهد الهيئة الهندسية أبداً «تعظيم سلام» بجد ولكن مصر تحتاج إلى جهد الجميع عسكريين ومدنيين واستبعاد العنصر المدني مشكلة أكبر. لا أستخدم لفظ جريمة ولا خطيئة ولا فضيحة الصحف الأجنبية تتحدث عن الإمبراطورية الاقتصادية للجيش ما علينا منه.. لكن إحنا عاوزين استثمار ولا لأ؟ مهم أن يكون الكل سواء فلا يغضب الناس هذه المرة من سجادة ويغضبون في المرة المقبلة بشكل لا يمكن احتواؤه».

ومن سجادة الرئيس الحمراء إلى قضية قوات الأمن والشرطة ومقال الكاتب ورئيس تحرير «الشروق» عماد الدين حسين يوم الثلاثاء ومما جاء فيه: « في يونيو/حزيران 2010 قام اثنان من أمناء الشرطة بقتل الشاب خالد سعيد في الإسكندرية بحشر لفافة من البانجو في فمه. شرطة حبيب العادلي نفت التهمة وطرمخت على الامنيين، وأجبرت الطب الشرعي على إصدار تقرير يقول إن الشاب انتحر بابتلاع البانجو. وعندما هاج الرأي العام تم تشكيل لجنة من اساتذة كليات الطب وأعادت تشريح الجثة وأكدت أن أميني الشرطة قتلا خالد سعيد. هذا الحادث كان إحدى الشرارات الرئيسية ــ وليس كلها ــ التي اطاحت بحسني مبارك وجزء من نظامه، وعلينا تذكر أن الصفحة الرئيسية على الفيسبوك التي دعت لمظاهرات 25 يناير 2011 كانت تحمل اسم خالد سعيد. تخيلوا ماذا كان سيحدث لو أن الشرطة وقتها «لم تأخذها العزة بالإثم ولم تركب دماغها»، وقررت تحويل أميني الشرطة إلى النيابة، وجعلت العدالة الناجزة والفعلية تأخذ مجراها؟ مر اكثر من خمس سنوات على الحادث، وكل شخص عاقل اعتقد أن الشرطة اتعظت مما حدث في 25 يناير، وانها لن تكرر الأخطاء نفسها، لكن للأسف الشديد جاءت جريمة اعتداء أميني الشرطة على أطباء مستشفى المطرية التعليمي قبل نحو اسبوعين، لتؤكد أن المنهج لم يتغير وأن العقلية مازالت كما هي. السؤال البديهي الذي يسأله كثيرون هو: لماذا تحاول وزارة الداخلية حماية أمناء الشرطة الذين ضربوا وأهانوا وأذلوا الأطباء؟ المشكلة الجوهرية التي لا تعيها كل قيادات الوزارة وللأسف قيادات الحكومة، هي غياب السياسة التامة، هي لا تدرك أن معظم الرأي العام بدأ ينقلب ضدها. في السياسة ليس مهما التفاصيل، بل أحيانا ليس مهما من المخطئ ومن المصيب، بل ما يصل للناس من انطباعات. وما وصل للناس هو أن الشرطة عادت للتكبر وانتهاك آدمية المواطنين. على وزارة الداخلية ان تتخذ قرارا إستراتيجيا بالتخلص من الأفراد والجنود والأمناء والضباط الساديين داخلها، وان تبدأ فورا في إعادة تأهيل أفرادها بأنهم جزء من المجتمع وليسوا أنصاف آلهة، وأن مهنتهم لا تعطيهم الحق في انتهاك كرامة المواطنين».

&