&بينة الملحم

&لا تزال زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى مصر وما أثمرت عنه من اتفاقيات وكلمة ملك الحزم والعزم والتي ألقاها أمام البرلمان المصري هي الحدث السياسي الأهم والتي شغلت المحللين والراصدين السياسيين ووسائل الإعلام على اختلافها وتابعها الجميع على اختلافهم.

كلمة الملك أمام البرلمان المصري ورمزيتها والتي حملت مضامين القوة التي تتسم بها الديبلوماسية السعودية، والملك قالها وبوضوح عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر:"لمصر في نفسي مكانة خاصة، ونحن في المملكة نعتز بها، وبعلاقتنا الاستراتيجية المهمة للعالمين العربي والإسلامي، حفظ الله مصر، وحفظ شعبها"..

كلمة ‏الملك أمام البرلمان وما أثمرت عنه الزيارة التاريخية من اتفاقيات تثبت إرادة ملك الحزم والعزم عودة مصر لقوتها المتزنة والقوية. كانت مدويّة بما حملتْه من مضامين تعكس الديبلوماسية السعودية وقوتها وصرامتها في مواجهة الأحداث، وتعكس بنفس الوقت عدم تدخل المملكة بشؤون الآخرين، امتازت السياسة السعودية بأنها تساعد الآخرين لكنها لا تتدخل بشؤونهم حدث ذلك في قضية لكوربي بليبيا واتفاق الطائف بلبنان واتفاق مكة الفلسطيني والمبادرات التي تؤسس لها الديبلوماسية السعودية لا تعد ولا تحصى، مكانة مصر وهي حاضنة العروبة والمكان الذي أثرى البشرية والعرب والمسلمين على مدى آلاف السنين والتي لا يمكن أن ترتهن لمجموعة من الأفراد أو لجزءٍ من التيارات.

لم يقل الملك أنا مع الرئيس وإنما ردّد كما ردّدها والده المؤسس نحن مع الشعب ومصر للمصريين.. ‏وكلمة رئيس البرلمان المصري ‏وتفاعل البرلمان معه كذلك؛ ‏أبانت أن همّ البلدين مشترك ورؤيتهما واحدة وكلماتهما متطابقة ومشاريعهما متشابهة وغاياتهما متوحّدة.

زيارة الملك سلمان أعادت للأذهان زيارة والده المؤسس رحمه الله الخارجية الوحيدة لمصر آنذاك.

ولمكانة مصر في نفسه خاصة وفي مركز وقلب الوجدان العربي والإسلامي أراد خادم الحرمين الشريفين إخراج مصر من الدوامة، ‏حيث لن يتركها لأن يتخطّفها من لا يريد لمصر وشعبها الخير أو يحاول أن يسلبها قوتها ومكانتها.

زيارة وكلمة الملك سلمان حينما وصفت بالتاريخية فقد ‏انتهى معها وبها عهد النظريات والأحلام وبدأ عهد التخطيط والمشروعات والتنفيذ.

زيارة ستعيد كتابة التاريخ من جديد؛ صحيحٌ أنّنا قد لا نستطيع كتابة التاريخ ولكن يمكننا إعادة كتابته وهذا ما حصل وسيحدث بالضبط بعد هذه الزيارة وما سينجم عن اتفاقياتها والتي ستبقى بصماتها وآثارها خالدة كالأهرام!.