&&حسن سلمان

&&أثار قرار حكومي جديد يقضي باستغلال المؤسسات التربوية في دورات «تحفيظ القرآن» بهدف مكافحة الإرهاب، جدلاً كبيراً في البلاد، حيث اعتبر البعض أنه سيؤدي لـ«تفريخ إرهابيين» جدد، فيما أشاد آخرون بالخطوة منتقدين بالمقابل إغلاق «الروضات القرآنية».

وكان وزير الشؤون الدينية محمد خليل أكد لوكالة الأنباء المحلية (وات) انه سيتم استغلال المؤسسات التربوية من مدارس ومعاهد لتحفيظ القران الكريم للتلاميذ خلال العطل المدرسية، مشيراً الى ان هذا البرنامج يندرج في اطار التعاون القائم بين الوزارات في مجال مكافحة الارهاب بصفة خاصة.

واضاف «البرنامج يندرج في اطار الحملة المتواصلة التي اطلقتها وزارة الشؤون الدينية لمقاومة الإرهاب بوسائل علمية وثقافية وفكرية وابداعية»، مشيراً إلى أنه «تم الاتفاق على هذا البرنامج بعد لقاء جمع منذ اسبوعين اطارات (مسؤولي) وزارة الشؤون الدينية بوزير التربية (بهدف) تمكين التلاميذ من حفظ القران في مؤسستهم التربوية المتعودين على ارتيادها».

وأثار القرار الجديد ردود فعل متفاوتة في البلاد، حيث اعتبرت الباحثة رجاء بن سلامة القرار يهدف إلى تحويل المدارس إلى «كتاتيب كبرى» في أوقات الفراغ.

وتساءلت على صفحتها في موقع «فيسبوك»: «بهذه الطّريقة نقاوم الإرهاب؟ تحفيظ القرآن لمن لا يفهمه؟ أليس هذا ما فعله الإرهابيّون؟ ألا يقتلوننا ببضع آيات يردّدونها بدون فهم وخارج سياقاتها التاريخيّة؟ ثمّ من يضمن لنا أنّ التّأويل المدرّس ليس نفسه الذي يفرّخ الإرهابيّين؟ أليس من الأفضل يا سيّد وزير الشؤون الدّينيّة أن تخرج السّلفيّين من المساجد التي يسيطرون عليها إلى اليوم (إلى اليوم لا نعرف عدد المساجد الخارجة عن السّيطرة) وأن تدرّب الأئمّة على حقوق الإنسان وقيم التّسامح؟».

وأضافت «انتبهوا: خطر أيّها المجتمع المدنيّ. ثبت فشل هذه الأساليب. الوسيلة الأولى لمقاومة الإرهاب هي تطبيق القانون، ومعاقبة المارقين. والوسيلة الثّانية هي خلق المناعة لدى الأطفال والمراهقين بتنمية الملكات والتّثقيف لا بجعلهم يردّدون ما لا يفهمون وما لا يستطيعون وضعه في سياقه التاريخيّ، ضرورة».

ووصفت مستخدمة أخرى تدعى رجاء القرار بأته «تعليم الارهاب على المنهج الصحيح القانوني وتعليم الذبح الحلال وأصول النكاح»، فيما تساءلت أخرى عن غياب وزير التربية ناجي جلول الذي وصف في وقت سابق المدارس التونسية بأنها «تفرخ عناصر إرهابية تنتمي لتنظيم الدولة الإسلامية».

في المقابل، أشاد مستخدم يدعى حاتم بالقرار وطالب بالتريث لفهم تفاصيله، مشيراً إلى أن القرآن يحتوي على آيات كثيرة تدعو للمحبة والتسامح ويمكن أن تساهم في «تهذيب أخلاق» الطلبة ومحاربة أية أفكار متطرفة لديهم، وطالب آخر بإعادة فتح الروضات القرآنية التي قال إنها تساعد في تنشئة الأطفال على أصول الدين السليم.

وكان خليل دعا في وقت سابق النخبة المثقفة في بلاده إلى الإهتمام أكثر بالقرآن الكريم وبالقيم الإسلامية، مشيراً إلى أن أغلب المبدعين التونسيين «لا يحفظون ولو حزباً واحداً من القرآن الكريم رغم أنهم أصحاب شهائد عليا في اختصاصاتهم، بل ونجدهم علماء في ميدانهم»، وهو ما عرّضه لانتقادات عدد كبير من المثقفين في البلاد.

&