صالح القلاب
&
بانسحاب منافسه تيد كروز أصبح دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري الوحيد للانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة وهكذا ولأن الولايات المتحدة بلد العجائب والغرائب فإنه غير مستبعد أن الفوز قد يحالفه لأن أمزجة الأميركيين قد يلائمها مهّرج أو إنسان إمّا أهبل أو يتهابل أو أحمق تكمن في أعماق قلبه نزعة تفوق الأوروبي الأبيض الذي أنجب أدولف هيتلر وبنيتو موسيلني وأيضا هؤلاء حليقي الرؤوس الذين يتقدمون صفوف العنصريين في عدد من الدول الأوروبية.
&
كان بنيتو موسيلني صاحب الحزب الفاشي العنصري وحليف أدولف هيتلر الأقرب مهرجا من الدرجة الأولى وممثلا يتقن التلاعب بحركات وجهه وفمه وعينيه وهذا ما جعل كثيرين من السذج والمغفلين يعجبون به اعتقادا منهم أنه سيُحيي أمجاد الامبراطورية الرومانية القديمة لكن خيبة هؤلاء كانت كبيرة عندما أخذ إيطاليا إلى تلك الهزيمة المدمرة في الحرب العالمية الثانية التي أنهت أيضا ألمانيا النازية وفرضت عليها أوضاعا لا تزال تخضع لبعضها حتى الآن.
&
ويقينا أنه إذا كان لدى دونالد ترامب أي أمل بالفوز على الديموقراطية هيلاري كلينتون فإن رصيده هو حقده المعلن على الإسلام والمسلمين وبالطبع على العرب بمسلميهم ومسيحييهم وهذه الحركات «القرعاء» التي يقوم بها لاستدراج عواطف السذج الذين يعتبرون الانتخابات الرئاسية موسما للأكل والشرب والولائم وموسما للـ»برطعة» والضحك وارتداء الملابس والقبعات الغريبة.
&
إنه غير مستبعد أن يفوز دونالد ترامب في هذه الانتخابات كما فاز العنصريون الألمان وعلى رأسهم أدولف هيتلر في انتخابات الرايخ الثالث وكما أصبح بنيتو موسيليني رئيسا لدولة عظيمة لعبت أدوارا رئيسية في حركة التاريخ وبقي تأثيرها الثقافي والحضاري مستمرا حتى الآن في العديد من الدول الأوروبية وفي معظم دول الشرق الأوسط إن ليس كلها!!.
&
وهنا .. وبالطبع فإنّ ما يبعث على بعض الاطمئنان هو أن بعض الأميركيين قد يشاركون في مهرجانات «الهبلنة» والضحك التي يقيمها ترامب ويكيل خلالها أنهارا من الشتائم للمسلمين وللعرب ولكل أصحاب الألوان الغامقة لكن هؤلاء في النهاية سينحازون إلى مصالحهم ويبدو أن مصالح غالبية الأميركيين في هذه الانتخابات ليست عند هذا «الأبله» أو الذي «يتباله» وإنما عند هيلاري كلنتون التي من الواضح والمؤكد أنها ستدخل البيت الأبيض مجددا ليست كزوجة رئيس وإنما كرئيس للولايات المتحدة الأميركية.
&
لننتظر «نوفمبر» تشرين الثاني المقبل حيث :»عند الامتحان سيكرم المرء أو يهان « والواضح إلا ، إذا أصيبت غالبية المصوتين بعمى الألوان ، أن هذا الـ «ترامب» سيخسر الانتخابات وسيكسب «الهبلنة» والتمثيل الرديء وسيكون الفوز حتما إلى جانب هيلاري كلنتون التي كان مشوارها السياسي قد بدأ عندما كانت طالبة جامعية .. وربما قبل ذلك !!.