&هاشم عبده هاشم

•• دهشت كثيراً لتصريحات رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم المنشورة بوسائل الإعلام المختلفة "بأنه في حال لم يلعب المنتخب السعودي في إيران.. فان المنتخب العراقي لن يلعب مباراة الذهاب بالمملكة.. وحينها يجب لعب المنتخب مباراتي الذهاب والإياب على ملعبين محايدين" وقوله أيضاً "ان الأردن ولبنان رفضا استضافة مباراة منتخب بلاده أمام الأخضر في شهر سبتمبر القادم".

•• دهشت لهذا الكلام العجيب.. بل وتألمت أشد الألم.. بأن يزج العراق بنفسه في أتون معركة خاسرة.. ليس فقط على المستوى السياسي.. بترسم السياسات والمواقف الإيرانية المغايرة للمواقف العربية والإسلامية.. وإنما على المستوى الرياضي أيضاً.. وإلا فما شأن العراق بخلاف بين الرياض وطهران؟!

•• لقد أعطتني تصريحات المسؤول الرياضي العراقي انطباعاً بأن البلد العربي الشقيق العراق محافظة إيرانية.. وليس دولة عربية مستقلة بل وذهب بي الشعور نفسه إلى حد الاستغراب من أن تذعن إيران لإقامة مباريات سعودية/إيرانية مهمة على أرض محايدة هي أرض قطر وعمان.. فيما يرفض رئيس الاتحاد العراقي ما قبلت به قبلته السياسية (طهران).

•• لقد قلت منذ فترة قصيرة في إحدى مقالاتي .. إن مشكلة هذه الأمة تبدأ بترسيخ البعض للمذهبية والطائفية كقاعدة للتعامل بين دول الإقليم.. وانه يتعين علينا الآن أن نقوم بعملية فرز جادة لمعرفة من هم العرب ومن هم أنصاف العرب.. إلى أن يشاء الله لبعض دولنا العربية الفكاك من أسر طهران.. قبل الذهاب إلى ما هو أبعد من ذلك.. بكل ما يعنيه ذلك من خيانة ""للهوية العربية".. وبكل ما يكشف عنه من أخطار حقيقية على كيان هذه الأمة.. ومستقبل أجيالها..

•• إن هذا الوضع الخطير.. لا يمكن القبول به أو السكوت عليه.. فإما أن تكون عربياً صميماً.. وتكون جزءاً من مكون هذه الأمة وثقافتها.. ومصادر وحدتها.. وإما أن تكون منسلخاً عنها.. وبالتالي غير مرحب بك في منظومتها.. وتحت سقف قوميتها التي لا تدين بغيرها.. بأي شكل من الأشكال..

•• إن هذه المفارقات المؤسفة.. لا تكرس الاختلالات في المجموعة العربية فحسب.. وإنما تشير أيضاً إلى أن الأخطار الداخلية باتت حتى أعظم من الخارجية بمراحل.. وإلا فما ذنب العراق والعراقيين بان يُلغي بعض قادته ومسؤوليه ومتحزبيه هويته العربية ومكانتها العظيمة، وحتى من الناحية المذهبية فإن العراق مركز والاستقطاب الوحيد للعرب الشيعة.. في الكوفة.. وليس ربط مصير الجميع بـ"قم" وبولاية الفقيه التي لا تحترم حقوق هذه الأمة.. وفي مقدمتهم الشيعة العرب الأقحاح أنفسهم..

•• إنني لحزين جداً.. لما يحدث للعراق وفي العراق.. ومن بعض العراقيين.. تجاه وطنهم.. وهويتهم العربية الأصيلة.. وعلينا جميعاً مسؤولية إنقاذ العراق الشقيق من المصير المؤلم الذي يتجه إليه.