&خالد أحمد الطراح

«هوم ألون» فيلم أجنبي جذب الاهتمام منذ انطلاقته قبل أعوام، وتم انتاج «هوم ألون» على ثلاثة اجزاء، كل جزء جاذب للتمتع بالمشاهدة اكثر من الآخر.

الفيلم ما زال يعتبر من الأفلام الاكثر مشاهدة، بسبب قصته المثيرة للإعجاب، التي تتحدث عن قصة طفل لم يتجاوز ثماني سنوات، لكنه احتضن ابداعات مذهلة حين وجد نفسه وحيدا في البيت بعد سفر أسرته ونسيانه بالخطأ، فالطفل المعجزة لم يجد أمامه سوى التعايش مع الوضع والتسلي بقدر ما يشاء، خصوصا في المحظور عليه من جانب أسرته.

الى جانب ذلك، وجد الطفل المعجزة نفسه امام مأزق يهدد حياته ومنزل أسرته، حين انتبه لحركة مريبة حول المنزل ومحاولة لصوص اقتحام البيت، لكنه استطاع بذكاء، اعتمادا على ما يشاهده بالأفلام من خدع وبطولات، التصدي للصوص وتحويل المشهد الى كوميديا سينمائية مدهشة وجاذبة.

الفيلم بأجزائه الثلاثة لا يمل، وظل جاذبا للمشاهدة المتكررة بسبب معجزة الطفل في استغلال ما يشاهد في الخيال، في الحياة الحقيقية والتعامل مع ظروف استثنائية ومرعبة ايضا.

وأنا أكرر مشاهدة هذا الفيلم بأجزائه المختلفة، وجدت نفسي امام تساؤل، كم لدينا من يفترض انهم بلغوا سن الرشد، لكنهم يبدون امام المجتمع كالطفل المعجزة؟

في مجتمعنا، كنّا نتندر على كثير من التشكيلات الوزارية بأنها جاءت من (صندوق مبيت)، وهو مصطلح شعبي يطلق على الصندوق المعتق الذي تلجأ اليه الحكومة حين تتورط في الخروج بتشكيل وزاري بأي أسلوب وشكل، حتى لو تكرر نفس الوزراء وجاؤوا من الصندوق المبيت!

الوضع اختلف فيما بعد، فمن مرحلة الصندوق المعتق الى مرحلة إسناد الحقيبة الوزارية لشخصيات أصبحت محل تندر المجتمع الكويتي المتميز في ربط الأداء بأوصاف فعلا تليق ببعض الوزراء.

من بعض اضحوكات المجتمع وبعفوية شعبية، إطلاق مثلا اسم البطل الذي يخاف من ظله! والاصلاحي الحالم، والمرأة الحديدية، تشبها برئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريت تاتشر، لكن بأسنان حرير في الكويت!

وانا أشاهد مقاطع فيلم «هوم ألون» تساءلت كم «هوم ألون» لدينا في الكويت او كم طفلا معجزة بمنصب رسمي؟

الكويت أصبحت اليوم مسرحا أشبه بهوليود، والخدع السينمائية التي نراها، لكن آخر مكتشفيها أغلب اصحاب القرار، والثمن يدفعه البلد، بينما تستمر مسلسلات الطفل المعجزة ودرب الزلق!

المشهد السياسي لا يتحول الى مسرح هزلي الا في الكويت، حين تسند المناصب المتعددة الى شخصيات على شاكلة الطفل المعجزة في فيلم «هوم الون»، والله يستر من «هوم الون» 4 الكويتي!

ان النظر في سيناريو «هوم الون» 4 تجعلنا نتساءل كيف يمكن للدولة ان تحقق معادلة بسيطة، مفادها تقليص تضخم الجهاز الحكومي وترشيد الانفاق في الوقت ذاته والمراهنة على تقبل الشارع الكويتي لهذه المعادلة ووثيقة الاصلاح المالي والاقتصادي؟ وهي بالأحرى امتداد لسيناريو «هوم الون» 4!

عِش رجبا ترى عجبا!

&

&