&تتَّجه الأنظار إلى المرحلة الأخيرة من الانتخابات البلدية والإختيارية في محافظتي الشمال وعكار اليوم. وكغيرها من المحطات تشهد معارك في أكثر من بلدة وتوافقات في بلدات أخرى.

وفي طرابلس، التقى الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي أعضاء الماكينة الانتخابية الخاصة بلائحة «لطرابلس» الإئتلافية (المدعومة من تيار المستقبل وميقاتي ونواب المدينة والوزير السابق فيصل كرامي و «جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية» و «الجماعة الإسلامية»). وقال: «الميناء هي لؤلؤة المتوسط، وهي ماسة تحتاج إلى مزيد من الاهتمام ليبرز بريقها وقيمتها الحقيقية. ولطالما تميَّزت الميناء بأنها نموذج العيش الواحد، وأهلها يجهدون للحفاظ على الوحدة الوطنية».

وأعلن «باسم القيادات السياسية في طرابلس دعم لائحة «الميناء حضارة» (انتخابات البلدية في الميناء) التي يؤمل منها أن تؤمن مجلساً بلدياً يرعى مصالحها، ويسهر على تنفيذ مشاريعها، خصوصاً أن المدينة تعيش الفراغ البلدي منذ سنتين».

وحذَّر الوزير السابق فيصل كرامي من «استخدام لغة التكفير في لعبة التنافس وتحميلها تبعات الصراع الإقليمي والدولي» في لقاء للماكينة الانتخابية لـ «تيار الرئيس عمر كرامي». وأكد أن «لائحة لطرابلس» الإئتلافية لا علاقة لها بالمحاصصات بل اعتمدت قاعدة السياسة في خدمة البلدية»، رافضاً «لغة تخوين الناس ورمي الاتهامات». ودعا إلى «عدم الرد مهما بلغ التجني والجنون لدى أصحاب الرؤوس الحامية الذين لم يترددوا في ارتكاب كل المعاصي وأبرزها الكذب». وأكد أن «ليس بين أعضاء اللائحة «كوادر حزبية» في أي من التيارات والأحزاب التي تدعمها ما عدا جمعية المشاريع والجماعة الاسلامية وذلك لأسباب تقنية محض تتعلق بهما، ونحن كنا حريصين على تمثيل كل القوى في طرابلس».

وقال: «يسأل البعض، لماذا هذا التوافق والإئتلاف؟ أعرف أن معظمكم كان يود معركة، ولكن دونها عقبات، خصوصاً اذا كانت تتعلق بالبلديات فدونها أخطار كبيرة، وأولها استهداف الأقليات، ونحن حريصون على تمثيل كل الشرائح لذلك حرصنا على تمثيل الأقليات، ونحن سنلتزم «الليسته» كلها».

&

ريفي: لا مكان لمرشحي «حزب الله» وعيد

وفي أول الردود على كرامي، جدد الوزير المستقيل أشرف ريفي الذي يدعم لائحة «قرار طرابلس» مبادرته في خصوص التمثيل المسيحي والعلوي لضمان الشراكة في طربلس. وقال: «طرحت منذ البداية مبادرة لضمان هذا التمثيل باعتماد الأسماء المسيحية والعلوية واحدة في اللائحتين لضمان عدم التشطيب لكنهم رفضوا». وأضاف: «واهم من يظن أننا سنسمح لبعض قوى 8 آذار بأن تتسلل إلى طرابلس، فلا مكان بيننا لمرشحي رفعت عيد وحزب الله، ومخطئ من يعتقد أن الجماعة الإسلامية ستعطي أصواتاً لـ «الأحباش» أو العكس. وهناك سبع قوى سياسية توافقت على المحاصصة».

وأوضح الأمين العام لـ «تيار المستقبل» أحمد الحريري أن «الرئيس سعد الحريري، قبل عودته وبعدها، تمكن من توحيد المرجعية الروحية السنّية، بعدما كانت الأمور ذاهبة إلى مكان لا يخدم الطائفة السنّية ولا المصلحة الوطنية، وذلك من خلال حوار مع القيادات السنّية أدى إلى انتخاب مفتٍ جديد للجمهورية، بما يحفظ هذا المقام الديني، ومن ثم حصول انتخابات المجلس الشرعي الذي يمثل كل الأطياف السنّية، دينياً وسياسياً».

وأشار في لقاءات في طرابلس إلى أن «الحريري يتابع منذ عودته مد خطوط التواصل مع كل الشرائح في ساحتنا، واضعين في الاعتبار أن المرحلة اليوم هي لوحدة الصف، كقيادات سنّية معتدلة، للحفاظ على موقعنا داخل النظام في لبنان، في ظل ما نراه من التقاء لكل الأفرقاء».

وقال: «نرى حزب الله وحركة أمل كيف يجتمعان، وكيف اجتمع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون، وبالتالي الأحرى بنا، أن نوحد كلمتنا حتى نحافظ على موقعنا داخل النظام وعلى حقوق ناسنا وأهلنا». وشرح أنه «من هذا المنطلق أتت مبادرة مد اليد من سعد الحريري للقيادات السنّية في كل المناطق، وهي تضع اليوم الرحال في لائحة التوافق في الميناء وطرابلس، انطلاقاً من اننا في «المستقبل» نرى الصورة الكبيرة لا الصغيرة المتمثلة بصورة الزواريب والمعارك الوهمية التي لا تؤدي إلا إلى شرذمتنا أكثر».

واعتبر أن «الصورة الجامعة التي ستكون اليوم في انتخابات طرابلس ستؤسس لأن نذهب ككتلة موحدة إذا حصل أي حوار مستقبلي على شؤون لبنان وكيفية رؤيتنا للبلد وطريقة العمل فيه».

وكانت لائحة «لطرابلس» برئاسة عزام عويضة أنهت جولاتها الانتخابية بزيارة لمفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار الذي تمنى «التعاون في ما بينكم لمصلحة المدينة».

وفي أنفة، أعلن نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري لائحة «الوفاء والإنماء» للانتخابات البلدية برئاسة جان نعمة. وكشف مكاري أن إعلانها تأخر لأنه كان يسعى إلى التوافق وأبقى بابه «مفتوحاً حتى اللحظة الأخيرة من منطلق علاقتي الطيّبة مع جميع الأطراف، حلفاء كانوا أو خصوماً في السياسة وتوصلت إلى تحقيقه بدرجة كبيرة، لكن عدم تنَفيذ بعض الأطراف التزاماتهم أدّى إلى نسفه».

وبررت هيئة الكورة في «التيار الوطني الحر» فشل التوافق في بيان بالتأكيد «أننا عملنا جاهدين لإنجاح مساعي الوفاق، وتغير الكثير من الأمور التي سبق أن اتفقنا عليها في الساعات الـ24 الأخيرة والتي أفقدت اللائحة صفة الوفاقية»، تاركة لـ «ناخبينا الحرية في اختيار من يرونه مناسباً لخدمة بلدتنا أنفة».

وأسف عضو كتلة «المستقبل» النيابية هادي حبيش (من القبيات) لأن «تتخذ الانتخابات البلدية طابعاً سياسياً». ورأى ان «القبيات ربحت في الانتخابات مصالحة تاريخية بيننا وبين النائب السابق مخايل الضاهر ما أراح العائلات في البلدة». وأثنى على «قرار رئيس «حزب الكتائب» النائب سامي الجميل ترك الخيار للكتائبيين في القرى والبلدات».

&

عكار العتيقة

واحتج مناصرو رئيس بلدية عكار العتيقة الحالي خالد البحري على قرار سحب ترشحه للبلدية فقطعوا الطريق بالسواتر الترابية أمام مراكز الاقتراع في ثانوية وتكميلية البلدة بقصد إقفاله، إلا أن قوة من الجيش أعادت الوضع إلى طبيعته، وفق بيان قيادة الجيش-مديرية التوجيه. وأشار البيان إلى «إقدام مسلحين على إطلاق النار من التلال المحيطة بالبلدة، فردت قوى الجيش على مصادر النيران، وباشرت مداهمات بحثاً عن مطلقي النار».

وأعلنت المديرية العامة للأمن العام في بيان «إقفال معبر العبودية الحدودي أمام العبور في الاتجاهين، اعتباراً من منتصف ليل اليوم لغاية السادسة مساء غد». وأكدت أن «على المواطنين والرعايا العرب والأجانب الراغبين في المغادرة عبر الحدود الشمالية التوجه إلى معبري العريضة والبقيعة خلال هذا التوقيت».

&

الداخلية:ناخبو الشمال 850 ألفاً

الى ذلك، تابع وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أمس الاستعدادات الإدارية والأمنية واللوجيستية لضمان توفير أفضل الشروط لإتمام المرحلة الرابعة من الانتخابات البلدية والاختيارية، وبقي على تواصل دائم مع غرفة العمليات المركزية في الوزارة.

وأشار المكتب الإعلامي لوزير الداخلية إلى أن عدد الناخبين الذين سيتوجهون اليوم إلى صناديق الاقتراع، بلغ في محافظتي لبنان الشمالي (580095) وعكار (269910) حيث يتنافس 5976 مرشحة ومرشحاً في 273 بلدية و1553 على 740 مركز مختار».

وجددت الداخلية دعوتها المرشحين إلى «التزام القوانين التي ترعى الانتخابات، وطلبت من قوى الأمن الداخلي التشدد في مكافحة أي رشوة انتخابية ومن المحافظين والقائمقامين تسهيل مشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة في عملية الاقتراع».

وتمنت على وسائل الإعلام «المساهمة في توفير أفضل الأجواء لتتم العملية الانتخابية بعيداً من التشنج، وأن تلعب دوراً إيجابياً في تحفيز الناخبات والناخبين على ممارسة حقهم وواجبهم في التعبير الحر والديموقراطي».