فاتح عبدالسلام

ما هي الاستراتيجية التي تتبعها القوات العراقية لاستعادة المدن .؟ سؤال ليس عابراً انه جزء من هذا التعقيد الحاصل .

دائماً، تستخدم البيانات الامريكية مصطلح طرد التنظيم من بلدة أو قرية ، في حين ترد أحياناً مصطلحات تدمير التنظيم والقضاء على التنظيم في سياق بيانات عسكرية سورية آو عراقية أو حتى روسية .

هذا الاختلاف بين الاستخدامين ،الطرد والتدمير، يعبر عن استراتيجية عسكرية ، قد تكون جزءً من العقيدة العسكرية للجيوش أيضاً.

حصار البلدات التي يحتلها تنظيم داعش بما لا يترك مجالاً لانسحاب التنظيم الى أماكن أخرى هو مقدمة لخطة التدمير التي يسعى اليها الجيش العراقي آو المليشيات في الحشد . غير ان المدن الآهلة بالسكان تفرض مرونة في الخطط العسكرية والاستراتيجيات من اجل تحقيق غايتين في آن واحد الحفاظ على المدنيين وتحرير المدينة ، حتى لو جرى مجرد طرد التنظيم في سياق المعارك واجباره على لجوئه الى خيار الانسحاب أكثر من اضطراره الى القتال اليائس الذي نملك ازاءه ما نخسره ممتلكات وأرواحاً ،في حين ان التنظيم اليائس سيقاتل بطريقة انتحارية .

سمعت من عسكريين معنيين بالقتال في العراق ان الحالة العراقية ينفع معها طرد التنظيم الارهابي من الارض العراقية كأولوية تحقق اهداف التحرير وعودة النازحين بأقل الخسائر . لكن هذا الخيار لا يمكن له النجاح من دون اسباب القوة والاستخبارات بما ينقل احصار نفسياً الى اعماق كل عنصر من داعش وجعله يضع الانسحاب والهروب على جدول قتاله.

هل تدرس الاستراتيجيات في استعادة الفلوجة أو الموصل من بعدها، بناءً على اعداد الخسائر بالارواح التي تستنزف العراقيين ، فتوضع الخطط التي تحقق نصف اهدافها قبل اطلاق الرصاص كما في الحروب الحديثة او العقائد العسكرية الحديثة للجيوش . يوجد دائما مجال لقتل العدو في مناطق ليس له خيار الا ان يكون فيها مثل لعبة الشطرنج ،لابد ان نجعل الخصم يهرب الى الامام احياناً كما الهروب الى الخلف.

ترك مجال لهروب العدو وترك مدننا لتعود الى اهاليها والنازحين منها هو جزء حيوي من الخطط اعسكرية المدهشة التي توحي للعدو بأنه ضرب وهرب لكنه سيكون صيداً سهلاً للطائرات التي ستنال من ظهره المكشوف او للكمائن التي تمزق أوصاله.

حصر الخيارات في اسلوب واحد تحت ضغط الشعارات السياسية والطائفية لا يخدم دائماً في الخطط العسكرية حتى لو كان ذلك على سبيل التعبئة.

&