&&&سركيس نعوم

على خطأ إحجام أردوغان عن التحالف مع "حزب الشعوب الديموقراطي" بزعامة دميرطاش علّق المسؤول الكبير نفسه في "حركة حزمت"، قال: "هذا صحيح من ناحية العدد. لكن أردوغان لا يقبل أن يكون هناك زعيم بارز غيره في تركيا كردياً كان أو تركيا، وأن يكون له دور مهم. الى ذلك يعرف أردوغان أن الشعب التركي لا يحب الأكراد ويقاتلهم منذ عقود، ولن يقبل حلاً كهذا غير شفاف دوافعه طموحات سياسية شخصية لأردوغان وغيره".

سألتُ: ألا ترى أن أردوغان نجح في إضعاف "حركة حزمت" ومؤسسها غولن بعدما كانت للاثنين شعبية واسعة؟ أجاب: "استعمل أردوغان كل شيء ضدهما. ضرب مؤسسات "الحركة" الاعلامية وسجن إعلامييها وناشطيها، واستهدف مؤسساتها الجامعية والمدرسية والتربوية والاستشفائية والمؤسسات الاقتصادية لأعضائها. وهو يحاول دائماً حضّ أميركا على إعادة غولن الى تركيا لمحاكمته بعد درس طلب استرداد لم يقدمه لها حتى الآن. لا شك أنه أضعف "حزمت". لكن هذه مرحلة وتنتهي وستعود للحركة قوتها السابقة، وربما تعود أكثر قوة داخل تركيا مستقبلاً. نحن لا نشك في ذلك". قلتُ: علاقتكم كحركة مع إسرائيل أو بالأحرى موقفكم منها يُستعمل حجة ضدّكم في أوساط الإسلاميين الأتراك والعرب وغيرهم. ختم: "ممكن. بعد عملية الباخرة مرمرة قال غولن بضرورة التنسيق بين المؤسسات التركية والإسرائيلية لتأمين إيصال مساعدات الى غزة المحاصرة. لم يقل أكثر من ذلك. هو مع تأمين الحاجات الطبية والتموينية لأهل غزة. وهو مع حل سلمي متوازن للصراع الفلسطيني – الاسرائيلي. هو لا يقف الى جانب إسرائيل ضد الفلسطينيين أو مع الفلسطينيين ضد إسرائيل. لكن هذا الموضوع يستعمل باستمرار للإساءة إليه والى حركته".

ماذا في جعبة بعض عرب واشنطن وبعض عرب نيويورك وأتراكها وإيرانييها وروسها (من روسيا)؟

بعض خليجيي واشنطن يرى أن أميركا تريد تغيير سياستها في الشرق الأوسط. فهي صارت مكتفية نفطياً، لكنها لا تريد التخلي عن المنطقة ونفطها للدول التي تحتاجه مثل الصين. وهي لن تترك المنطقة أيضاً بسبب إسرائيل كونها مصلحة حيوية واستراتيجية أميركية ومهمة في الوقت نفسه للداخل الأميركي ومصالحه. وقد دفع ذلك الرئيس باراك أوباما الى اتخاذ قرار بعدم إرسال قوة عسكرية أميركية مهمة الى المنطقة وبعدم التورّط في حروبها. هذا حقّه. لكن ما ليس حقّه هو أن يفعل ذلك كله (بتغيير سياسته واتخاذ قرارات) في سرعة وعلى نحو مفاجئ. عوّدت أميركا حلفاءها خصوصاً في الشرق الأوسط على حمايتهم. وجعلهم ذلك لا يتحمّلون المسؤولية كما يجب ويكتفون بالاعتماد عليها. الآن تركتهم فجأة وهم يواجهون عدوّين شرسين الإرهاب وإيران. كان يجب أن يتم تغيير السياسة في هدوء، وأن يسبق ذلك تفاهم بين أميركا وحلفائها على طريقة عمل للتعاون مستقبلاً ولمواجهة التحديات المشتركة. وهذا لم يحصل. العدل ليس له دين ويجب الاقتناع بذلك وممارسته. مكافحة الإرهاب مهمة. وفي هذا المجال لا يمكن أن تكون رمادياً أي في منطقة رمادية".

وفي حديث عن مصر وتطورات أوضاعها وعن "اخوانها المسلمين" قال البعض الخليجي نفسه: "للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي شعبية مرتفعة. كان يجب أن يقوم بشيء مهم اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً. لم يفعل. لم يُبرهن أنه زعيم أو رجل دولة. طبعاً "الاخوان" أخطأوا في الترشح لرئاسة الجمهورية بعدما كانوا أعلنوا امتناعهم عن الترشّح. رشحوا واحداً منهم (محمد مرسي) بعدما رشّح "الاخواني" السابق عبد المنعم ابو الفتوح نفسه للرئاسة. خافوا أن يفوز وأن يأخذ الاسلاميين المصريين الى جهته بما في ذلك "الاخوان". أخطأوا أيضاً عندما قالوا انهم لن يتولوا وزارات سيادية في الحكومة، ثم عادوا عن قولهم هذا. ثم بدأوا محاولة السيطرة على الدولة. لكن السيسي أخطأ أيضاً. إذ كيف يسجن رئيساً للجمهورية ويسلبه السلطة التي فوّضها إليه الناس. رئيس فرنسا هولاند انخفضت شعبيته حتى 16 في المئة لكن الجيش الفرنسي لم يتدخل لخلعه ولن يتدخل. وليس من حقه ذلك. انه يدفع "الاخوان" المصريين الى التحوّل إرهابيين. لم يفِ بوعوده ومنها الانفتاح على إسلاميين معتدلين والافراج عن عدد من سجناء "الاخوان" وهم بالآلاف. مصر دولة مهمة وهي مقر لجامعة الدول العربية، لكن لماذا يتولى مصري الأمانة العامة لها؟ أنظر الى أوروبا يكون رئيس اتحادها أحياناً من لوكسمبورغ أصغر دولة فيها. لماذا دائماً مصر؟".&ماذا في جعبة "مصريّي" نيويورك؟

&