خالد الحمادي&

ذكرت مصادر رسمية إن رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر عاد إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن برفقة العديد من أعضاء حكومته، للاستقرار فيها وممارسة عملهم الحكومي منها، بعد أن قضوا شهورا في المنفى بالعاصمة السعودية الرياض مع اجتياح الانقلابيين الحوثيين وحلفائهم من قوات المخلوع علي صالح لمحافظة عدن والعديد من المدن الأخرى.

وقالت لـ(القدس العربي) «وصل رئيس الوزراء الدكتور احمد عبيد بن دغر عصر الاثنين إلى مدينة عدن مع عدد من وزراء حكومته، وفي مقدمتهم وزير الداخلية اللواء حسين عرب ووزير النقل مراد الحالمي، بالإضافة إلى وزراء المالية والادارة المحلية والثقافة والعدل».

وأوضحت أن وصول رئيس الحكومة في أول يوم من أيام شهر رمضان الفضيل إلى محافظة «تحمل العديد من الدلالات العميقة والرسائل السياسية للداخل والخارج، مفادها أن الحكومة تحمل الهمّ اليمني في كل الظروف القاسية وأن معاناة اليمنيين ليست غائبة عن الاهتمام الحكومي».

مشيرة إلى أن عودة بن دغر برفقة أعضاء حكومته إلى محافظة عدن جاءت ليكون قريبا من هموم المواطنين لتلمّس همومهم عن قرب وليتفرغ للتخفيف من هذه المعاناة التي تزداد مع انحسار الخدمات العامة وارتفاع حرارة الصيف والتي تسهم في ازدياد معاناة السكان خلال رمضان المبارك.

ونسبت مصادر شبه رسمية إلى رئيس الوزراء قوله عقب وصوله إلى عدن «اننا جئنا لتلمس هموم محافظة عدن وللتخفيف من معاناتها»، في حين أكدت مصادر أخرى أن رئيس الحكومة اليمنية عاد إلى عدن برفقة أعضاء الحكومة للاستقرار في عدن وممارسة عملهم الحكومي منها، لاثبات وجود السلطة الشرعية القوي داخل الأراضي اليمنية بدلا من مخاطبة المجتمع الدولي من المنفى في حين الميليشيا الانقلابية تخاطبهم من الداخل اليمني.

وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قال في خطابه عشية حلول شهر رمضان ان «الميليشيا الانقلابية اثبتت أن لا همّ لهم إلا السلطة والبحث عن شراكة هشة وتشريع انقلابهم متغافلين عما أحدثوه من اوجاع وضحايا ودمار واسقاط للدولة ونهب لأسلحتها والاستقواء بها على المواطنين في المدن واخضاعهم بقوة السلاح لحكم كهنوتي ظالم وغاشم في محاولة لفرض النموذج الإيراني في بلادنا التي شبت عن الطوق و لن تقبل بغير الحرية التي تربّى عليها شعبنا».

مشيرا إلى أن كل يوم جديد يمر على الشعب اليمني وعاصمته صنعاء وعدد من محافظاته تحت سيطرة هذه العصابة البغيضة فهو يستنزف الوطن ويقوض السلام ويعزل اليمن عن محيطه ويدمر ما تبقى للدولة من مقومات فيما تستأثر قيادات الانقلاب بموارد الدولة لإثراء أنفسهم وتمويل حروبهم على حساب احتياجات الشعب الموجوع.

وقال الرئيس السابق علي صالح، المتحالف مع المتمردين الحوثيين في الانقلاب على سلطات الدولة، في خطابه بحلول شهر رمضان ان «الأحداث أثبتت أن المؤتمر الشعبي العام هو حزب عريق وأنه أصبح وخاصة بعد أن تطهر من كل الفاسدين والخونة والمرتزقة والمتذبذبين والمتلونين وأصحاب الأقنعة المتعددة أن يكون أكثر قوة وصلابة وهو خارج الحكم وأن التطورات المتلاحقة رغم مأساويتها والتآمرات التي حيكت ضده لم تزده إلا قوة وفاعلية». واضاف صالح أن الحرب الراهنة في اليمن جعلت حزبه «أكثر قدرة على التماسك وتحمل مسؤولياته الوطنية والتاريخية بجدارة».

من جهته قال رئيس حزب التجمع اليمني للاصلاح محمد عبدالله اليومي ان «رمضان شهر الجهاد؛ فالجهاد في سبيل الله من أفضل الأعمال وأجلِّ القربات والتذكير بالجهاد في هذا الشهر المبارك تذكير بماضِ مشرق، نحن أحوج مانكون إلى الاسترشاد به، لنخرج من أزمة طال أمدها، وبعد زمنها، حتى صرنا في مؤخرة الأمم».

واوضح أن «التذكير بالماضي ينبغي أن يساق للعبرة وللإفادة منه في صنع حاضرنا ورسم صورة مشرقة لمستقبلنا». وميدانياً، قتل مدني الاثنين في اشتباكات بين القوات الحكومية اليمنية ومسلحين هاجموا مطار عدن في جنوب اليمن، بحسب ما أفاد مصدر امني.

واوضح المصدر ان زهاء عشرين مسلحا حاولوا فجر الاثنين اقتحام المطار للمطالبة بالافراج عن جهادي «غربي» اوقف نهاية ايار/مايو.

واضاف ان اشتباكات دامت لنحو ساعة ونصف الساعة، اندلعت عند مدخل المطار بين القوات الأمنية والمسلحين، ما ادى لمقتل مدني برصاصة طائشة.

واشار إلى أن المسلحين كانوا بقيادة احد اقارب جهادي غربي كان من ضمن سبعة يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم الدولة الإسلامية اوقفتهم القوات الحكومية اليمنية في 28 ايار/مايو الماضي. من جهة اخرى، قتل عقيد في الجيش اليمني الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي مساء الاحد عندما اطلق مسلحون مجهولون النار عليه في مدينة لودر بمحافظة ابين المجاورة، حسبما افاد مصدر امني.

وقال المصدر ان «مسلحين يستقلون دراجة نارية اطلقوا النار على العقيد محمد سالم العبادي الذي يشغل اركان اللواء الثاني مشاة جبلي واحد مؤسسي ما يسمى باللجان الشعبية المناهضة لتنظيم القاعدة التي تأسس مطلع 2012، مما ادى إلى مقتله على الفور».

ونجح المسلحون في الفرار إلى جهة غير معروفة.

إلى ذلك، قتل ثمانية مدنيين بينهم خمسة من افراد عائلة واحدة خلال 24 ساعة في عمليات قصف جديدة قام بها المتمردون على الأحياء السكنية في مدينة تعز جنوب غرب اليمن، كما ذكر الأثنين مسؤولون محليون وسكان.

واضاف المسؤولون ان ثلاثة اطفال بين ضحايا الهجمات التي وقع آخرها بعد ظهر أمس الاثنين. وذكر سكان محليون ان «قذيفة سقطت ظهر الاثنين على منزل في المطار القديم وقتلت خمسة من أسرة واحدة».

وعلى الرغم من هدنة دخلت حيز التنفيذ في 11 نيسان/ابريل، تستمر المعارك شبه اليومية بين المتمردين وحلفائهم العسكريين الذين بقوا موالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة، والقوات الحكومية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي المدعومة من تحالف عربي بقيادة السعودية.

وقالت مصادر عسكرية الاثنين ان المواجهات أسفرت عن مقتل تسعة من أفراد قوات الجيش الوطني والمقاومة وجرح 26 آخرين.

&