&جهاد الخازن

بيرني ساندرز، عضو مجلس الشيوخ من فيرمونت، يخوض حرباً على اليهود وفق موقع ليكودي أميركي. هذا الكذب يلغي نفسه. ساندرز لن يفوز بترشيح الحزب الديموقراطي له في انتخابات الرئاسة الأميركية، إلا أن الحملة الليكودية عليه مستمرة وربما تزداد شراسة بعد أن ضمِنَ ساندرز لنفسه نفوذاً كبيراً في لجنة صياغة برنامج الحزب في الانتخابات.

هيلاري كلينتون لها ستة مندوبين في اللجنة وساندرز له خمسة مندوبين، ورئيسة اللجنة ديبي واسرمان شولتز لها أربعة مندوبين. كلينتون عيّنت أنصاراً لها، وشولتز اختارت أعضاء بارزين في عمل الحزب الديموقراطي، وساندرز اختار مندوبين من نوعه سياسياً.

هو «متَّهَم» بأنه قال إن إسرائيل استخدمت قوة «زائدة على الحدّ» في حرب صيف 2014 على قطاع غزة ووعد بأن يحاول وقف انحياز الولايات المتحدة إلى إسرائيل. حسناً، أنا وكل قارئ نقول ما قال ساندرز ونزيد عليه.

ساندرز اختار للجنة صياغة برنامج الحزب البروفسور كورنل وست وجيمس زغبي والنائب كيث اليسون، من ولاية منيسوتا، وبيل ماكبين، النشط في مجال البيئة، وديبرا باركر من سكان أميركا الأصليين (الهنود الحمر).

أعرف جيمس زغبي جيداً فهو نشط سياسياً يدافع عن حقوق الفلسطينيين ويرأس المعهد العربي الأميركي في واشنطن، وثقتي بقدرته ونزاهته وعدله واعتداله كاملة.

المشكلة هي في البروفسور وست، وكان يُفترَض أن قدرته، التي أوصلته إلى جامعتَي هارفارد وبرنستون، تكفي دفاعاً عنه، إلا أن أنصار إسرائيل في الولايات المتحدة، وهم في حقارة حكومة إسرائيل الإرهابية أو أحقر، شنّوا حملة مستمرة عليه زادت باختياره عضواً في لجنة صياغة برنامج الحزب.

وست قال إن بنيامين نتانياهو مجرم حرب، وأنا أقول ذلك وأزيد أن نتانياهو إرهابي قاتل أطفال. هو أعلن أيضاً تأييده حملة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها ومعاقبتها. هذا موقفي أيضاً لأن إسرائيل دولة احتلال وقتل وتدمير وفيها حكومة يمينية متطرفة يستحيل عقد سلام معها. أنصار إسرائيل يقولون إن الحملة هذه تهدِّد شرعية إسرائيل وأنا أقول أن لا شرعية لها. النائب اليسون أيضاً معتدل من نوع ساندرز نفسه، ما يعني أن فريقه سيسعى إلى فرض مواقف على برنامج الحزب لا تناسب إسرائيل وعصابتها الأميركية.

كان ساندرز أعلن أنه مع إسرائيل مئة في المئة، ودافع عن حاجتها إلى حماية أمنها، إلا أن هذا لم يغفر له «ذنوبه» عند عصابة الشر والحرب، فهو أيضاً دافع عن حقوق الفلسطينيين وانتقد بناء المستوطنات.

قلت في السابق وأقول اليوم إن ساندرز مرشح جيد للرئاسة الأميركية مع تفضيلي كلينتون لما عندها من خبرة في السياسة الخارجية. ماذا قدَّم الجمهوريون مقابل كلينتون وساندرز؟ قدموا رجل أعمال أحمق هو دونالد ترامب، ومهاجرَيْن من أصل مكسيكي هما السناتور تيد كروز من تكساس، والسناتور مارك روبيو من فلوريدا. وعندما فشل «المكسيكيّان» في اجتذاب أصوات الناخبين الجمهوريين انسحبا وأخليا الميدان للأحمق الدجّال ترامب الذي لا يقف موقفاً إلا ويتراجع عنه أو يعدّله، كما فعل في اقتراحه منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، فهو أكد بعد ذلك أن مسلمين اتصلوا به وأيّدوا اقتراحه، ثم عاد ليقول إنه طرح مجرد فكرة ولا يصرّ عليها.

كل يوم هناك مقالات في الصحف الأميركية تقول إن انتخاب ترامب رئيساً خطر على الولايات المتحدة قبل غيرها. لا أراه سيُنتَخَب مع أن أنصاره من المتطرفين والحمقى مثله وجماعة إسرائيل، والأغبياء غالبية في كل بلد.