&«حزب الله» ألغى الاحتفال بيوم القدس العالمي في الضاحية لأول مرة منذ 25 سنة ونصرالله دافع عن نظرية الحرب الاستباقية… وسأل لماذا الاعتداء على القاع المسيحية؟

&

سعد الياس

&&في خطوة لافتة ألغى حزب الله المهرجان السنوي بيوم القدس العالمي في ساحات الضاحية الجنوبية خشية الاستهداف، وذلك للمرة الأولى منذ ربع قرن، لكن الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله أطلّ من على شاشة التلفزة لينفي سقوط نظرية « ذهبنا إلى سوريا لنمنع الإرهابيين من المجيء إلى بيروت»، وقال « لولا هذه الحرب الاستباقية كنتم ستجدون كل يوم 8 انتحاريين في مختلف البلدات والقرى اللبنانية، وبدل السيارة المفخخة كان سيكون هناك عشرات السيارات في المدن اللبنانية».

وقال في كلمة له «هناك أنظمة وعروش عربية تعمل في العلن لخدمة إسرائيل للمحافظة على عروشها، ومن أهداف إعلان الإمام الخميني يوم القدس العالمي هو لإبقاء القضية حية، فهذا اليوم هو يوم للتذكير وللإضاءة على القضية العظيمة ولرسم الطريق وتحديد المسؤوليات بوضوح وبعيدا عن المجاملات الدبلوماسية والسياسية»، موضحاً ان «الحق الواضح الذي يجب ان يقال بقوة في مثل هذا اليوم ان فلسطين أرض محتلة ومسروقة من أهلنا الشرعيين وان الزمان لا يحوّل الأرض ملكاً للسارق وللناهب ولو اعترف بها كل العالم»، مؤكداً أن «إسرائيل كيان غاصب ومحتل وسارق وناهب وانجز كل ذلك بالإرهاب، كما أن هذا الكيان لا يجب الاعتراف به، انما يجب ان يزول من الوجود ليعود الحق لأهله».

وأشار إلى أنه «أمام هذا الوضع الأمني والنقاشات في البلد، سأذكر 3 نقاط، اولاً البعض استغرب استهداف القاع وأهلها، على قاعدة ان الجماعات المسلحة عندما تعتدي في لبنان، لديها تبريرات مفهومة وهي ان «حزب الله» قاتل في سوريا وهم قاموا بردة فعل، فلماذا اعتدوا هؤلاء على القاع واهل القاع الذين ليسوا شيعة، هي بلدة مسيحية ولم تقاتل في سوريا وليست بيئة حاضنة وبلدية القاع منتمية إلى خط سياسي معارض للحزب ويؤيد الثوار في سوريا، وهناك أيضاً من سيقول ان الاعتداء من أجل الضغط على «حزب الله» للخروج من سوريا»، مؤكدا أن «انتحاريي القاع لم يأتوا من مشاريع القاع بل من جرود عرسال».

وسأل نصرالله: «لماذا استهدف «داعش» مطار أتاتورك في اسطنبول؟»، موضحاً انه «مع العلم ان تركيا لم تهاجم الثوار في تركيا ولم تقاتلهم ولم تفتح معركة معهم لا في القصير ولا في القلمون، انما تتبناهم سياسياً وتحارب النظام في سوريا وتفتح حدودها للمقاتلين، والمال الخليجي يأتي عبر تركيا، كما أنها تشتري نفط داعش وتبيعه، وقامت بكل ما يلزم لمساعدة «داعش»، ففي السياسة لا يفترض ان ينفذ «داعش» عمليات في تركيا، هل تدرون لماذا؟»، المشكلة في عقيدة «داعش» التي هي عقيدة النصرة والقاعدة والتكفيريين، وعقيدة تشبه الإعلام السعودي الذي يضج بأن هناك شقيقين يحملان الفكر الوهابي الذي يكفّر من كان ويفتون بقتله، هذه العقيدة تدفع بشقيقين سعوديين إلى قتل أمه وأبيه وأخيه الصغير ويفران»، سائلاً «هل داعش دفعهما لذلك ام الثقافة السعودية التي يتم على أساسها تربيتهما؟»، وفي عقيدة داعش أن رجب طيب أردوغان كافر حتى لو أصبح خليفة عثمانياً».

وشدد على ان «النقطة الثانية في هذا السياق، تفيد ان البعض قال اننا ذهبنا وقمنا بحرب استباقية في سوريا كي لا يأتوا إلى لبنان ولكن هم اتوا، اذاً حربكم فاشلة، ولكن نقول لولا هذه الحرب الاستباقية كنتم ستجدون كل يوم 8 انتحاريين في مختلف البلدات والقرى اللبنانية، وبدل السيارة المفخخة كان سيكون هناك عشرات السيارات في المدن اللبنانية، فلولا جهد الجيش والأجهزة الأمنية ولولا الحرب الاستباقية للحزب والقوى الأمنية لكنا أمام وحوش في المنطقة، ولا نستطيع ردهم عن لبنان». أما في النقطة الثالثة فطلب نصرالله من اللبنانيين أن «لا يدعوا احداً يخيفهم بأن الوضع الأمني في لبنان سينهار، فالوضع الأمني ممسوك، وأدعو اللبنانيين وكل شعوب المنطقة ان يثقوا بالأمن اللبناني والأجهزة الأمنية والشعب اللبناني»، مؤكداً اننا «نكون أمام خرق في القاع، نعم لا شيء مؤمن 100 بالمئة، فانظروا إلى تركيا وفرنسا وبلجيكا وأميركا وروسيا، ولو استكملت الحرب الاستباقية لما حصلت عملية القاع، ولكن الجميع يرى الوضع السياسي في لبنان وكيف تدار الأمور».

وأشار إلى أنه «في اسوأ الظروف والحالات قد يشعر شعوب ما انهم ضعفاء، في أسوأ الظروف الضعف قد يسوغ عدم الذهاب إلى الحرب الا انه لا يسوغ للاعتراف بالعدو الإسرائيلي والتطبيع مع العدو وإقامة علاقـات تجارية ودبلوماسية وامنية معه، بل أكثر التواطؤ مع هذا العدو، فهذا ما يجري الآن على مستوى بعض الدول العربية، ويصوت بعضهم لاسرائيل في احدى اللجان المهمة في مجلس الأمن»، لافتاً إلى أن «في يوم القدس نقول لكل هؤلاء، لا تعترفوا بإسرائيل ولا تعطوها الشرعية، اتركوا هذا الامر للأجيال والمستقبل، فسيأتي الله بقوم يحبهم، والله لن يترك عباده المعذبين في فلسطين ولا مقدساته ولا الأرض للمفسدين»، موضحاً ان «الطريق الوحيد المتاح امام الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة التي يطمع بأراضيها هذا الكيان، الخيار الوحيد هو الصمود والمقاومة ولو بنفس طويل، والمفاوضات ادت إلى الاعتراف باسرائيل وفتح الابواب لبعض العرب للتطبيع مع اسرائيل، كما أن الطريق واضح ولا يحتاج إلى الشرح والاستدلال، لأن الوقائع التي عشنها منذ ما قبل 1998 حتى اليوم، تؤكد هذا المعنى».

وأكد ان «على كل أدوات وخـدم أمـيركا وإسرائيل في المنطقة ان يفهموا وييأسوا من إمكانية ان تتخلى حركاتنا عن القدس وعن شعب فلسطين، في اليمن سنة ونصف حرب شعواء، وباسم الإسلام يقتل أطفال باعتراف الامم المتحدة الجبانة، وما ارتكب في اليمن مهول وخطير وكارثي ولكـن هل خرج شعب اليمن ليقول كفرنا بالإسلام وبالقدس؟ ابداً انما قالوا متمسكون بالقضية وبالقدس، وكذلك في نيجيريا، فقط لأنهم في هذا المحور وهذا الخط، وكل ما يجري في مـنطقتنا تحت عنوان الحرية والديمقراطية هي مجموعة من الاكـاذيب والهدف هو تدمير شعوب وحركات المقاومة وتمزيقها وتفـتيتها من أجل حماية إسرائيل وبقائها في المنـطقة»، لافـتاً إلى أن «الرعب الذي اجتاح إسرائيل بسبب المظـاهرات التي اجتاحت العديد في العواصم العربية جعلها تقف أمام خـطر وجـودي».