&الأحساء - محمد الرويشد

&كان من المفترض أن ينشغل الناس أمس بالسؤال الذي يتصدر آخر يوم من شهر رمضان «هل ثبت هلال العيد أم لم يثبت؟»،


إلا أنهم انشغلوا بما هو غير ذلك «هل أزهقت أرواح أم لم تزهق؟»، «هل من مصابين؟»،


«هل ثبت أنه عمل إرهابي أم حادثة عرضية؟»، هل ثبت التفجير الثاني في القطيف، تساؤلات كثيرة سحبت البساط من التساؤل الأكبر «هل اليوم عيد أم متمم لرمضان؟»، لتعيش المملكة من شرقها لغربها قبل وبعد الإفطار في دوامة أسئلة لا تنتهي. يحاول التنظيم الإرهابي وبشتى الأساليب والطرق الوصول إلى بث الرعب والتخويف، ويحاول عاجزاً تحقيق انتصارات وهمية له على أرض باتت عصية عليه، فبعد أن اخترق حرمة شهر الصيام ولم يعر له أي اهتمام، تحول إلى بيوت الله فبدأ بالقطيف وبالتحديد بالقرب من أحد مساجدها ليفاجأ المصلون الذين يمثل كبار السن والعاجزون معظم تكوينهم، إلا أن مخطط التنظيم أفشلته يقظة الأمن وسجل خذلاناً جديداً في صحيفته، وأفطر المواطنون على ما تنقله وسائل التواصل الاجتماعي من تسجيلات صوتية وفيديو ورسائل لتختم بصور لأشلاء الإرهابيين الذين كتبوا فشلهم أمام المسجد.

لم يكن القلق والترقب من سكان شرق المملكة فقط، فبعد الحادثة المؤسفة بدقائق اخترق أذان المصلين في أقدس البقاع المسجد النبوي الشريف دوي انفجار توقع البعض في بدايته أنه مجرد صوت لحادثة عرضية، فمن الاستحالة بمكان أن يقدم أحد على اختراق جميع القيم الإسلامية والإنسانية، ويختتم أيام رمضان بعملية في المسجد النبوي الشريف الذي يضم رفات أشرف الناس وبالقرب من قبور الصحابة والمسلمين، إلا أن هذه الاستحالة تلاشت بعد تأكد إقدام إرهابي على تفجير نفسه بالقرب من أسوار المسجد النبوي وسط أفراد قوة الطوارئ.
وأعادت هذه الحادثة الدنيئة ما حدث قبل ٣٧ عاماً حين أقدمت جماعة إرهابية بالهجوم على المسجد الحرام وترويع المصلين والآمنين، وينتهي بالخزي والعار وتبقى حادثته إلى يومنا هذا محل دهشة العالم الإسلامي بأسره، وتضع حقائق ومسلمات بأن الإرهاب يعلنها لا قداسة لمكان أو إنسان أو شهر أو زمان، ولكي يحقق أهدافه فليهلك الناس وتهدم الأماكن المقدسة، ويسجل العام ١٤٠٠ تدنيس الأماكن المقدسة التي سرعان ما طُهرت.
ظهرت دعوات متفرقة في مواقع التواصل الاجتماعي للتمسك بالوحدة تصدياً لأهداف التنظيمات الإرهابية التي تسعى لإبعاد المسلمين عن مساجدهم، وألحقوا ذلك بدعوة لزيادة اليقظة والحرص والتبليغ عن أي اشتباه أو أي شخص غريب، مع الدعاء لرجال الأمن في الصلوات، فهم يبذلون جهوداً مضاعفة ومضنية في حماية العباد.

وتناقل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي قصصاً عدة حول حادثتي القطيف والمدينة المنورة، واللتين أراد التنظيم منهما أن يؤكد وجوده، وتحقيق نجاحات واهية عبر تسجيل أعداد كبيرة من الضحايا مثلما حصل في بغداد، إلا أن الفشل كان عنواناً رئيساً لتلك المخططات.