جرت تغييرات في وزارتي الخارجية التركية والإيرانية لمسؤولي الملف السوري استعداداً لاحتمالات حصول اتفاق بين واشنطن وموسكو للتعاون العسكري بينهما لمحاربة الإرهاب والتفاهم على الانتقال السياسي في سورية، في وقت أفادت الأمم المتحدة بوجود 30 ألف «مقاتل إرهابي أجنبي» ينتشرون في العراق وسورية، محذرة من مخاطر ارتكاب هجمات أوسع في بلدانهم الأصلية. واتهمت منظمة العفو الدولية فصائل إسلامية معارضة بارتكاب «جرائم حرب».

وقال مسؤول غربي لـ «الحياة» أن تغييرات ديبلوماسية في الخارجية التركية ونقل مسؤولي الملف السوري إلى بعثات ديبلوماسية في عواصم عدة بينهم تعيين الأمين العام للخارجية فريدون سنيرلي أوغلو مندوباً في الأمم المتحدة والمبعوث الخاص بسورية جان دزيدار سفيراً في الإمارات وإبعاد نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان المحسوب على «الحرس الثوري» عن الملف السوري، بالتزامن مع التقارب الروسي - التركي وبحث موسكو مسودة اتفاق عسكري قدمته واشنطن للتعاون بين الجانبين ضد «جبهة النصرة» والعمل على بحث الانتقال السياسي في سورية.

وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أول من أمس أن هناك إمكانية لحل أزمة سورية شرط أن يقدم الجميع «التضحيات اللازمة»، في وقت بدأت وزارة الداخلية التركية وضع لوائح تنفيذ قرار الرئيس رجب طيب أردوغان منح جنسية للاجئين السوريين الذين يبلغ عددهم 2.7 مليون لا يعيش سوى 10 في المئة منهم في مخيمات قريبة من الحدود. ويعاني الباقون على مختلف انتماءاتهم الاجتماعية، الأمرين للاندماج في المجتمع وفي سوق العمل. وقال جان ماركو أستاذ العلوم السياسية في غرونوبل في فرنسا أن «الأرجح أن يرغب غالبية اللاجئين في البقاء في تركيا أو حيث استقروا ووجدوا عملاً أو بدأوا بالاندماج. وتركيا تعرف أنه لم يعد أمامها سوى أن تتصرف حيال وضع بات يفرض نفسه». وقال المحلل لدى مؤسسة كارنيغي أوروبا السفير الأوروبي السابق في دمشق مارك بيريني أنه «في إطار التقارب (بين موسكو وأنقرة) بات على تركيا أن تقبل بأن حل النزاع في سورية لا يمر إلا عبر بقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة».

في جنيف، أكد مدير لجنة الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب جان بول لابورد أن «عدد الإرهابيين الأجانب كبير جداً» في العراق وسورية «وهم قرابة 30 ألفاً والآن مع تراجع المجال الحيوي لتنظيم داعش في العراق نراهم يعودون نحونا ليس فقط إلى أوروبا وإنما إلى بلدانهم الأصلية مثل تونس والمغرب». وأضاف: «يمكن أن يرتكبوا هجمات إرهابية أقوى بكثير في دولهم الأصلية رداً على الضغوط التي يعانون منها».

وانتقد البابا فرنسيس الدول التي تسلح الأطراف المتحاربة في سورية وتتحدث في الوقت نفسه عن السلام من دون أن يذكرها. وقال في رسالة مصورة لمنظمة خيرية تنظم مؤتمراً عن سورية: «في الوقت الذي يعاني الناس تنفق كميات غير معقولة من الأموال على تزويد المقاتلين بالأسلحة. وبعض الدول التي تقدم هذه الأسلحة من بين هؤلاء الذين يتحدثون عن السلام».
واتهمت منظمة «العفو الدولية» في تقرير أمس فصائل إسلامية معارضة لدمشق في محافظتي حلب وإدلب بارتكاب «جرائم حرب» من خطف وتعذيب وقتل خارج إطار القانون، داعية الدول التي تدعمها إلى الامتناع عن تسليحها.