عزة السبيعي

كنت بالقطار عندما فتحت صحيفة بريطانية ورأيت جملة تركي الفيصل الموجهة لأوباما Mr, Obama, We are not ‘free riders، كان تركي الفيصل يكتب دفاعا عنا ضد عنجهية أوباما التي حاولت التقليل من حكمتنا وقدرتنا على الدفاع عن ثقافتنا وبلادنا، بل حماية أمتنا العربية.

تركي الفيصل تقاعد رسميا من خدمة الدولة، لكنه بقي يستثمر ثقافته وقوة حجته في خدمتها والعمل على إنجاح كل فرصة أو بادرة تحقق للبلاد طموحها وأهدافها.

وفي مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس وقف تركي الفيصل يمثل المواطن السعودي الذي يحمل كل احترام للشعب الإيراني المسلم ولا يمنعه شيء أن يساند ثورته ضد النظام الذي سرق حضارته وشوه تاريخه، لقد كان تركي الفيصل هناك في الوقت المناسب والمكان المناسب بعد أن أضاع النظام الإيراني فرصته في أن يصبح حكومة حقيقية يحترمها العالم، وليس عصابة تزرع الشر في كل مكان وتنجس أي نهر تعبره.

لقد صفق مئة ألف معارض إيراني لتركي الفيصل، وصفق ملايين العرب في بيوتهم للرجال السعوديين الذين يقفون وحدهم اليوم ينتصرون للعروبة ولأوطاننا العربية التي تنسج ضدها المؤامرات.

في الواقع لا يثير دهشتي ألا يفهم تركي الحمد وابن بخيت الهدف من هذا الحضور أو يتوقعا النتائج، فالأمر لا علاقة له بكتابة الروايات على كل حال.

لكن ما يستوقف حقا هو التبرير الذي ساقاه خلف رأيهما، فتركي الحمد يقول إن ذلك سيبرر لإيران تدخلها، وهل تحتاج إيران إلى مبرر، لقد تدخلت من قبل وستتدخل من بعد. أما ابن بخيت فيبدو أنه أراد أن يكون أكثر حكمة، فقال إن الشعب الإيراني قومي وسيغضبه ذلك ويلتف حول قيادته!

إن أكثر من نصف الشعب الإيراني لا ينتمي لنفس العرق، كما أن إيران، وبحسب دراسة سويدية نشرت قبل أيام، تحتل المركز الثاني في تفشي العنصرية، فعن أي ولاء قومي تتحدث.
من ناحية أخرى، هل يظنان أن حضور الأمير وهو يحضر بصفة شخصية قرار ارتجالي، سواء من المعارضة الإيرانية أو من سمو الأمير، لا شك أن هذا غير منطقي، فكلا الجانبين معروف بحكمته وتقديره للأمور وعواقبها.
لا أظن أن هناك رقما محددا لعدد المرات التي أثبتت فيها القيادة السعودية حكمتها وتقدمها بخطوات عن هؤلاء المثقفين الذين تستغل كلماتهم ضد بلادنا وضد مجتمعنا ويفشلون دائما في إثبات عقلانية ردودهم وتفكيرهم، إن ذلك مؤسف حقا.

&