ريما شري

&مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي ستجرى في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر، يكثف كل من المرشحة الرسمية للحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون والمرشح الجمهوري دونالد ترامب من حملاتهما الانتخابية لمحاولة اجتذاب أصوات الناخبين واقناعهم ببرنامجهم الانتخابي. وكان من اللافت في الآونة الأخيرة استخدام المرشحين مواقع التواصل الاجتماعي كمنبر أساسي لمواجهة بعضهما وشن حملات فضحت توجهاتهما في بعض المسائل السياسية والاجتماعية والسلوكية. وحسب خبراء السوشيال ميديا، فقد تبين أن ترامب تفوق على كلينتون من حيث الانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب توليه التواصل بنفسه مع المتابعين له على مواقع تويتر وفيسبوك وانستغرام بدلا من تسليم ذلك للمسؤولين عن حملته الانتخابية.


ففي بداية شهر كانون الثاني/ يناير من العام الماضي، أي قبل أشهر من إعلان ترشحه لانتخابات الرئاسة الأمريكية، كان لترامب حوالي 2.76 مليون متابع على موقع تويتر ووصل هذا الرقم حتى الآن إلى عشرة ملايين. في المقابل، كان عدد متابعي كلينتون في الفترة نفسها 2.6 مليون وصل هذا الشهر إلى 7.76 مليون. وفي حين أن من الصعب قياس مدى جدية مؤشرات مواقع التواصل الاجتماعي عندما يتعلق الأمر بالتنبؤ بمن سيفوز في الانتخابات الرئاسية، تشير شركة في علم البيانات والأرقام أن السوشيال ميديا يمكن أن تساعد على تقييم توقعات الناخبين بشأن المرشحين. وفي تحليل لشركة «4C « تبين أن هناك ثلاثة أضعاف عدد التغريدات والمشاركات على فيسبوك المتعلقة بترامب مقارنة مع كلينتون. كما استخدمت الشركة أيضا اسلوبا جديدا لدراسة كيف يصف المتابعون كل مرشح على أساس اختيارهم للمفردات، سلبية كانت أم إيجابية. ووجدت الدراسة أن 72 في المئة من مفردات الوصف المتعلقة بترامب كانت إيجابية، مقارنة مع 60 في المئة لكلينتون. ونقلت صحيفة «بوليتيكو» عن زاخاري موفات المسؤول عن الاستراتيجية الرقمية في احدى شركات الإنترنت قوله أن ما يميز ترامب عن غيره من المرشحين هو انه يقول ما لن يقوله الآخرون، كما انه يستطيع الوصول إلى الناخبين دون تعديل في كلامه.


وقال مسؤول في الشركة ويدعى هارون غولدمان في محاولة لتوظيف أهمية هذه النتائج: ”إذا أراد الديمقراطيون الفوز في الانتخابات، يجب أن يأخذوا هذه الأرقام على محمل الجد» في اشارة إلى الجدية التي تحملها مؤشرات مواقع التواصل الاجتماعي في السباق الرئاسي، مضيفا: «هؤلاء الناس (رواد مواقع التواصل الاجتماعي) هم في تتبع وتواصل دائم مع المرشحين ويجب أن تؤخذ آراؤهم على محمل الجد.”
وقد استفاد المرشحان، ترامب وكلينتون، من مواقع التواصل الاجتماعي في مناسبات عدة، لشن هجوم على بعضهما البعض، وانتقاد تصريحات متعلقة بالعنصرية ومعاداة السامية والهجرة والموقف من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.


ففي احتفاله بعيد «سينكو دي مايو» المكسيكي نشر ترامب صورا على موقع تويتر لنفسه وهو يتناول وجبة «التاكو» المكسيكية وكتب معها «أنا أحب اللاتينيين» في بادرة أثارت مشاعر غضب ولم تلق استحسان الجميع ومن ضمنهم هيلاري كلينتون.
وسرعان ما تفاعل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مع تغريدة ترامب وقال عدد كبير منهم أنها تقوم على ”التنميط الفج».


وكتب جميل بويي كبير المراسلين السياسيين في مجلة «سليت» «أنتظر رسميا الآن أن يظهر ترامب في صورة وهو يأكل دجاج بوغانغلز (وجبة تقليدية في ولايات جنوب شرق الولايات المتحدة التي يغلب على سكانها الأمريكيون من أصل أفريقي). ويرفع إبهامه وهو يقول أنا أحب السود». واستفادت كلينتون من الهجوم الذي لحق بترامب عقب هذه التغريدة حيث أكد البعض أنه خسر الكثير من أصوات الناخبين اللاتينيين خاصة بعض أن اتهم العام الماضي المكسيك بأرسال مرتكبي جرائم الاغتصاب وتجار المخدرات عبر الحدود مع الولايات المتحدة. وكتبت كلينتون في تعليقها على تغريدة ترامب على صفحتها الخاصة في موقع تويتر: «أنا أحب اللاتينيين – ترامب قبل 52 دقيقة. سيجري ترحيلهم – ترامب بالأمس.”
وفي الرابع من الشهر الجاري، واجه ترامب انتقادات كبيرة بعد أن نشر صورة منافسته كلينتون مع نجمة داود على صفحته على موقع تويتر رابطا بينها وبين صورة نمطية معادية للسامية ومتهما اياها بالفساد. وتظهر كلينتون في الصورة أمام نجمة سداسية حمراء تعلو كمية من الأوراق النقدية من فئة 100 دولار، كتب عليها عبارة «المرشحة الأكثر فسادا على الإطلاق!». وبالرغم من أن ترامب عاد وحذف الصورة، واستبدلها بصورة أخرى يظهر فيها الشعار المعادي لكلينتون وسط دائرة حمراء وليس على نجمة داود، إلا أن الصورة كانت قد أثارت غضبا عارما في أوساط مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي وفسرها كثيرون بأنها اشارة إلى معاداة السامية التي ترتبط بفكرة ثابتة تجمع بين اليهود والمال.


وقال فريق حملة كلينتون لوسائل الإعلام الأمريكية إن «استخدام ترامب صورة فيها معاداة للسامية من مواقع عنصرية للترويج لحملته سيثير القلق». كما وتعرض دونالد ترامب في وقت سابق لضغوط بسبب إعادة نشر تعليقات لجماعات عنصرية على مواقع التواصل الاجتماعي. وقالت كلينتون في بيان إن «لجوء دونالد ترامب إلى صورة معادية للسامية بشكل صريح ومأخوذة من مواقع انترنت عنصرية بهدف دعم حملته الانتخابية أمر يكفي بحد ذاته لأن يكون مصدر قلق، فكيف إذا اندرج في إطار منحى عام».


وخلال إلقاء ترامب خطاب تنصيبه الإسبوع الماضي، والذي حمل فيه بعنف على أداء كلينتون عندما كانت وزيرة للخارجية من 2009 إلى 2013 وسط هتافات الحشد الذي كان يردد «احبسوها!»، كتبت الأخيرة في تغريدة على تويتر للرد على خصمها «نحن أفضل من ذلك».


وفي الشهر الماضي اتهمت حملة كلينتون ترامب بأنه يهتم بكيفية استفادة أعماله الخاصة من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدرجة أكبر من اهتمامه بتأثير هذا الخروج على الاقتصاد الأمريكي.
وفي إعلان تلفزيوني قالت الحملة أن تراجع الاسترليني بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ربما يعني مزيدا من الأعمال لمنتجع الغولف الذي يمتلكه في تيربيري في اسكتلندا حيث كان يتحدث. وكالعادة لجأ ترامب لموقع تويتر للرد على إتهام حملة كلينتون وكتب في تغريدة على صفحته: «إن كلينتون تحاول أن تغسل دعوتها السيئة بشأن.. خروج بريطانيا من الاتحاد بإعلانات ذات تكلفة باهظة بالدولار … إنه لأمر مخز.»
وفي شهر نيسان/ابريل، سخر فريق السوشيال ميديا التابع لهيلارى كلينتون من ترامب عبر استخدام تطبيق «سناب تشات» لشن هجوم شرس على «القيم الجمهورية» الخاصة به عن طريق مقارنته بقادة الحزب الجمهوري السابق مثل إبراهام لنكولن، رونالد ريغان وجورج دبليو بوش، وهذا عن طريق استخدام ميزة «فيس سواب» التي تعمل على تبديل الوجوه.


وأثار هذا الاستخدام الجديد سخرية شديدة في أوساط الحزب الديمقراطي وتم تبادل الصور بشكل واسع على فيسبوك وتويتر، كما تم تبادلها بشكل واسع من قبل المعارضين لسياسات وأفكار ترامب. وحسب موقع «cnbc» الأمريكي فهذه الحملة تعد أول هجوم سياسي في العالم باستخدام «سناب تشات».

&