عبدالله محمد الشيبة

تضم محاور «عام الخير 2017» التركيز على ترسيخ خدمة الوطن في الأجيال الجديدة كأحد أهم سمات الشخصية الإماراتية لتكون خدمة الوطن رديفاً دائماً لحب الوطن، الذي ترسخ عبر عقود في قلوب أبناء الإمارات والمقيمين على أرضها كافة. ‬واللافت ‬للنظر ‬أن ‬محاور ‬عام ‬الخير ‬جاءت ‬متكاملة ‬بعضها ‬مع ‬بعض ‬والهدف ‬الأسمى ‬لها ‬هو ‬ما ‬تصبو ‬إليه ‬القيادة ‬من ‬ترسيخ ‬علاقة ‬خاصة ‬بين ‬المواطن ‬والوطن ‬تضم ‬التطوع ‬وخدمة ‬الوطن ‬تحت ‬مظلة ‬المسؤولية ‬المجتمعية. ‬والمتتبع ‬لأوضاع ‬وتطورات ‬التنمية ‬والنهضة ‬الخاصة ‬بدولة ‬الإمارات ‬العربية ‬المتحدة ‬منذ ‬تأسيسها ‬عام ‬1971، ‬يلاحظ ‬مدى ‬قوة ‬العلاقة ‬بين ‬الوطن ‬والمواطن ‬والعطاء ‬المتبادل ‬بين ‬الطرفين.

فالدولة لم تبخل يوماً بالإنفاق على تطوير مناحي الحياة كافة ليواكب مجتمعها أكثر المجتمعات تقدماً في العالم. والنهضة جلية في عشرات المجالات وأبرزها البنية التحتية والتعليم والصحة والإسكان وتقنية المعلومات وغير ذلك الكثير. وقد قدم الوطن إلى المواطن التعليم والصحة والسكن بالمجان وأتاح فرص العمل في حقول سوق العمل كافة. كما يخدم الوطن حكومة تحتل المرتبة الثانية عالمياً في ثقة المواطنين بها حسب ما أعلنه «مؤشر إدلمان» للثقة العالمي 2017 لتستمر ريادة الدولة في ذلك المؤشر متقدمة على دول أخرى عريقة ومتقدمة مثل سنغافورة، تركيا، هولندا، الولايات المتحدة، السويد، كندا، هونج كونج، ألمانيا، ماليزيا، أستراليا وبريطانيا.

أضف إلى ذلك أن مواطن دولة الإمارات يحمل جواز سفر فريداً من نوعه إذ احتل المركز الأول عربياً وشرق أوسطياً في العام 2016 إضافة إلى احتلاله المركز 38 عالمياً مما يمنحه مكانة عالمية وليس فقط إقليمية. وأيضاً مما يبعث على الفخر هو ما تخطط له قيادة الوطن للارتقاء بمكانة مواطنيها من على ظهر الكرة الأرضية لتصل بهم إلى سبر أغوار كوكب المريخ من خلال مسبار «الأمل» المخطط له أن يصل إلى الكوكب في العام 2021 لتكون بذلك الإمارات الدولة الوحيدة عربياً وإقليمياً التي ستقوم باستكشاف ذلك الكوكب. كما يحرص الوطن على نشر الدعوة إلى تجديد الخطاب الديني بين مواطنيه لترسيخ الاعتدال والابتعاد عن التطرف والمغالاة والانقياد وراء الأفكار المضللة والمتشددة.

كما يوفر الوطن الأسس الفاعلة للتسامح والحياة في سعادة واستغلال البيئة الصالحة للابتكار والقراءة واستشراف المستقبل. وقد حبا الله الوطن بقيادة لا تبخل عليه بالوقت والتخطيط والمتابعة لكي يظل دائماً في صدارة أوطان العالم. ولكن الأمر الأهم والأبرز، والذي يهم كل مواطن هو ما وفره وطننا من أمن وأمان واستقرار من النادر أن يجد الإنسان مثيله في هذا العصر الذي يموج بالاضطرابات والصراعات والقلاقل.

ولعل أبرز دليل على ما يقدمه الوطن إلى مواطنيه منذ إنشاء الدولة هو مقولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان: «نحن نتطلع إلى طموحات أكبر وأشمل ونضع نصب أعيننا باستمرار المهام والمسؤوليات التي تواجهها هذه المسيرة في تقدمها بإذن الله، ليس فقط لتطوير وتدعيم ما تحقق من إنجازات، وإنما أيضاً نهضتنا وتوسيع آفاقها بالجديد من هذه المنجزات».

وفي ‬الوقت ‬نفسه ‬لم ‬يبخل ‬مواطنو ‬الإمارات ‬برد ‬الجميل ‬إلى الوطن ‬في ‬المحافل ‬كافة ‬منذ ‬تأسيس ‬الدولة ‬استشعاراً ‬منهم ‬بحجم ‬الأمانة ‬والمسؤولية ‬الملقاة ‬على ‬عاتقهم. ‬ولعل ‬أبرز ‬تلك ‬التضحيات ‬ما ‬قدمه ‬الشهداء ‬دفاعاً ‬عن ‬الوطن ‬والحق ‬مؤكدين ‬حبهم ‬للوطن ‬وقادته. ‬وعهدي ‬بهم ‬أنهم ‬سيستمرون ‬في ‬ضرب ‬أروع ‬الأمثلة ‬في ‬خدمة ‬الوطن ‬تأكيداً ‬لمقولة ‬المغفور ‬له ‬بإذن ‬الله ‬الشيخ ‬زايد ‬بن ‬سلطان ‬آل ‬نهيان- طيب ‬الله ‬ثراه- ‬عندما ‬قال: «إن رفع مستوى المواطن والدولة ككل هو رائدنا وفوق كل شيء، والدولة مثل الشجرة التي يجب أن تحظى بعناية مواطنيها وحرصهم على تنميتها، وكل مواطن عليه أن يحترم وطنه».