أحمد الفراج

خلال مسيرتي الكتابية، كتبت في هذه الجريدة الموقرة عدة مقالات، عن تسييس المنظمات المدنية الدولية، وتحديدا منظمات حقوق الإنسان، وكذلك الجوائز العالمية، ولا يمكن أن يغيب عن الذاكرة منح جائزة نوبل الراقية لأيقونة تنظيم الإخوان، توكل كرمان، التي لا يوجد في مسيرتها ما يشفع لها بالحصول على جائزة محلية، ناهيك عن إقليمية، فما بالك بجائزة عالمية مرموقة، ولنتذكر أن فضيحة منحها الجائزة توافق مع الخديعة الكبرى، التي أطلق عليه الإعلام الغربي مسمى «الربيع العربي»، وفهمنا لاحقا أنه كان يراد لتوكل كرمان أن تكون ضمن ايقونات هذا الربيع المدمر، الذي تبنته إدارة أوباما، بالاتفاق مع تنظيم الإخوان الإرهابي، وكلفت حكومة الحمدين في قطر بدعمه ماليا وإعلاميا ولوجستيا، وكان من ضمن أيقونات هذا الربيع المصطنعة، الغلام وائل غنيم، والليبرو- اخونجي، أيمن نور، وغيرهم كثير.

منظمات حقوق الإنسان تقوم بدور كبير بلا شك، وساهمت في تسليط الضوء على قضايا هامة حول العالم، ما كان لها أن تجد من يلتفت لها، لولا جهود بعض هذه المنظمات . هذا، ولكن بعض هذه المنظمات لم تسلم من التسييس، ومن يتابع تقاريرها يدرك أن بعض جهودها تصب في صالح مشاريع الدول الكبرى، وبما أنها تعتمد في تمويلها على التبرعات، فإن هذا يجعلها عرضة لارتكاب المحظور، والعمل لصالح من يدعمها، ولذا تجدها تركز في تقاريرها على انتهاكات مزعومة لدول بعينها، وتتجاهل الانتهاكات الحقيقية لدول أخرى، وقد تسلطت بعض هذه المنظمات على المملكة، فتجدها مثلا تنشر مزاعم ما يسمى بالمعارضة السعودية، ثم تأتي هذه المعارضة، وتتلقف هذه التقارير، التي هي من فبركاتها أصلا، وتنشرها على أنها انتهاكات لحقوق الإنسان!.

قبل أيام، تحدثت في برنامج المساء، على قناة سكاي نيوز العربية، وذكرت أن منظمة « هيومان رايتس واتش « تأتي في الصدارة، عندما نتحدث عن فقدان المصداقية، ففي الوقت الذي تنشر فيه فبركات المعارضة السعودية، على أنها حقائق ثابتة، نجد أنها تتجاهل تماما انتهاكات حقوق الإنسان «الحقيقية» في إيران وقطر، مع أنهما أبرز الدول الداعمة للإرهاب، والغريب أن أعين هذه المنظمة لا ترى الرافعات، التي تعلق عليها جثث ضحايا نظام الملالي يوميا، في شوارع طهران، ولكنها تفتح حدقات أعينها، لتنتقد تنفيذ حكم قضائي ، صادقت عليه المحاكم بكل درجاتها في المملكة!، كما أنها تغمض عينيها تماما عن دعم إيران ونظام الحمدين للإرهاب، رغم كل ما ينشر عن ذلك، ورغم كل الوثائق التي تثبت ذلك، وقبل أن أتّهم هذه المنظمة، تواصلت عدة مرات، مع مديرها التنفيذي، كينيث روث، من خلال حسابه على تويتر، وسألته عن ازدواجية المعايير، التي تنتهجها منظمته، ولكنه لم يستجب، لأنه يعلم أنه خاضع لأجندا من يدفعون له الرشاوي، تحت مسمى التبرعات، وقد شاهدنا لقاءه مع أمير قطر، قبل عدة أسابيع !!، أما كيف نواجه ظلم هذه المنظمات، فهذا يحتاج لمقال مستقل!.