أمجد المنيف

قبل أيام، زف ولي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، خبراً مبهجاً، قال من خلاله إن العمل على "رؤية السعودية 2030" ليس كلاماً على ورق، بل شيئاً حقيقياً، عبر إعلان المشاريع النوعية، واقترانها بمواعيد إطلاق وتنفيذ، ما يعني أن معدل القياس حقيقي وفعال.

أتحدث في مقالتي هذه عن "مدينة القدية"، المدينة الثقافية الترفيهية الرياضية الاستثمارية، التي ستغير نمط الحياة، وتستجيب للمتغيرات، وتتفهم احتياجات الأجيال المستقبلية من ترفيه ورياضة، وخلق مجتمعات صحية، بالإضافة لكونها رافداً اقتصادياً حقيقياً.

كانت الرياض، ولسنوات طويلة، وجهة الأعمال والسياسة، وعاصمة اقتصادية ديناميكية، ولنكن أكثر وضوحاً ومباشرة، لم تكن ذات جذب سياحي، أو مغرية للعيش بشكل كبير، وهو الأمر الذي سيتغير مع "القدية"، المدينة التي ستجعل الرياض إحدى أفضل 100 مدينة للعيش في العالم، كأحد أهم أهداف هذه المدينة.

عندما نتحدث من الجانب الاستثماري، الزاوية الأهم، لا يفترض أن نركز على قيمة المدفوعات وحسب، بل أيضاً العوائد، وهنا لا أتحدث عن المالية منها فقط، وإنما يشمل الثقافية والمعرفية والمجتمعية، وخلق مجتمع حديث، بنمط متجدد، مع المحافظة على هويتنا وعاداتنا. وفي مجال الاستثمار، على وجه التحديد، لا يجب أن نغفل أن المستثمر يهمه أن يضع ماله ومشاريعه في بلدان ذات مناخ صحي للعاملين معه، وأعني هنا عما يعرف بـ"جودة الحياة". فتوفير مثل هذه المدينة سينعكس -في الوقت نفسه- على المشاريع الأخرى في المنطقة، التي ستجد من الرياض مكاناً متكاملاً للعيش.

لفت نظري المسمى والمكان، فالطريق التاريخي الذي ربط -ولا يزال- الرياض ببقية بلدان نجد، هو الهوية الأساسية للمدينة، نظراً للبعد التاريخي، ولقدرتنا على التمدد للأمام مع الاستفادة في الوقت ذاته من مواردنا، وتوظيفها بشكل صحيح.. وأما المكان، فاختيار منطقة بعيدة عن الازدحام والاختناقات السكانية والمرورية، من شأنه أن يسهل بناءها ونموها وزيارتها، كما أنه -المكان- كفيل بإحياء المناطق التي حولها، والمساحة الكبيرة للمدينة مغرية لأشياء كثيرة.

أخيراً.. وهذه زوايا مهمة، فالمدينة بالتأكيد ستعمل على تنويع مصادر الدخل، وتوفير الوظائف، وما نحن عن 2022 ببعيد.. والسلام.