مشاري الذايدي

بالتزامن مع «أحد الشعانين»، استهدف الإجرام الداعشي «القطبي» نسبة لسيد قطب، كنائس مصرية في الإسكندرية وطنطا.


راح ضحية هذه الهجمات بالعبوات المفخخة، وشياطين الانتحار، ما ناهز المائة إنسان، بمن فيهم عميد شرطة اشتبك مع الانتحاري جسدياً، بالإسكندرية، وشرطية مصرية، لتكون بذلك أول «بطلة» مصرية تقع في الحرب على الإرهاب.
كان من المقدر للأمر أن يكون أكثر كارثية، فقد كان بابا الأقباط، موجوداً داخل الكنيسة الإسكندرية، لكن لم يمسسه سوء.
إرهابيو سيناء و«داعش» و«القاعدة» وجماعات الانتقام الإخوانية، لم تخفِ حرصها على ضرب الأمن المصري، وتحديداً رجال الجيش والشرطة والقضاء والأقباط.
الهجوم الخبيث جاء قبل أيام من زيارة سيقوم بها بابا الفاتيكان، فرانسيس، لمصر نهاية أبريل (نيسان) الحالي.
مصر في «حالة حرب» مفتوحة مع جماعات الإرهاب المتأسلمة، حرب واضحة لكل ذي عينيين، والتضامن مع مصر «واجب» لا تردد فيه، ولذا أبدت السعودية، من قمة القيادة، الملك سلمان، وولي عهده الأمير محمد بن نايف، وولي ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، الاصطفاف الكامل مع مصر ضد هؤلاء الخبثاء.
مع السعودية دول الخليج، وكان مهماً موقف الرئيس الأميركي ترمب الذي تحدث عن ثقته بقدرة الرئيس عبد الفتاح السيسي على معالجة الوضع «الصعب».
لكن كان لافتاً «إسراف» البعض في الخصومة مع الحكم المصري، لدرجة محاولة توظيف الكارثة لبنوكهم السياسية، كما فعل رمز الإخوان، صاحب الجبة والعمامة، د. يوسف القرضاوي، في حسابه على «تويتر»، حين قال: «لم تعرف مصر طوال تاريخها تفجيرات تستهدف جزءاً من المواطنين، إلا في عهود الاستبداد».
حاول لاحقاً «مسح» هذا التعليق، لكن سبق السيف العذل، وهذا الاستنتاج القرضاوي، هو مغالطة تاريخية أفرزها الهوى السياسي.
أحداث الفتنة الطائفية بمصر، ليست وليدة اليوم، ولا بسبب «الاستبداد» حسب الفتح القرضاوي، لن نتحدث عن أحداث الخانكة 1972 أو الزاوية الحمراء 1981 أو أحداث قرية الكُشح 1999. أو تفجير كنيسة القديسين 2011 قبيل ثورة يناير (كانون الثاني)، التي اتهم حينها «الثورجية» وطبعاً أبواق جماعة الإخوان، وزارة الداخلية المصرية بتدبيره! تخيل! والهدف طيب؟ «إلهاء» الشعب المصري!
بعد ما سمي بثورة يناير وقعت أحداث ماسبيرو وبلدة أطفيح، وكلها توترات طائفية. لكن الأهم هو ما جرى في يوليو (تموز) 2013 حين عُزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، وفُضّت تجمعات الإخوان المسلحة، وقتها قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» إن نحو 42 كنيسة وممتلكات مسيحية تعرضت للنهب، وحمّلت الإسلاميين الغلاة المسؤولية.
بكلمة، هناك سعي حثيث لخلق فتنة «أمنية» وأهلية بمصر في هذا العهد.
السؤال: من المستفيد من ذلك؟