جويس كرم 

أكد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) مايكل بومبيو، أن تهديد إيران و «تعدياتها» زادت بعد الاتفاق النووي الذي وقعه الغرب معها منتصف ٢٠١٥، مشيراً إلى أن طهران «تقترب اليوم من تحقيق الهلال الشيعي الذي لا يصب في مصلحة الولايات المتحدة».

إلى ذلك، فسّر خبراء ضرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب سورية بصواريخ الأسبوع الماضي، وأفغانستان بـ «أم القنابل» ليل الخميس، بأنه «استعراض للقوة الأميركية، ورسالة إلى كل من إيران وروسيا وكوريا الشمالية تفيد بأن واشنطن «جدّية في استخدام القوة لمنع الانتشار الكيماوي، وحماية مصالحها». ورأوا أن ترامب يترك بخلاف سلفه باراك أوباما هامشاً كبيراً للجيش الأميركي للتحرك، ويملك ثقة عالية بوزير الدفاع جايمس ماتيس ولا يتدخل في كل قرارات المؤسسة الدفاعية.

وأعلن أمس أن ماتيس سيتوجه الى الشرق الأوسط الثلثاء في جولة يزور خلالها السعودية ومصر واسرائيل وقطر وجيبوتي. وأكد مسؤول في وزارة الدفاع أن الزيارة تستهدف «رص التحالفات العسكرية ومواجهة مخاطر زعزعة الاستقرار، اضافة الى محاربة الارهاب».

وفي محاضرة استضافها «معهد الدراسات الاستراتيجية الدولية» ليل الجمعة، قال بومبيو إن الإيرانيين «يتقدمون، وطوروا القدرة الصاروخية لحزب الله ضد إسرائيل، ولهم ميليشيات شيعية في الموصل ويدعمون الحوثيين الذين يستهدفون السعودية بصواريخ. كما زادت تعدياتهم في شكل درامي منذ توقيع الاتفاق النووي بينهم وبين الدول الكبرى خلال عهد أوباما».

وفيما يُبدي الرئيس ترامب تحفظات كبيرة عن الاتفاق، رفض بومبيو التعليق على مصيره وإذا ما كانت هناك خروق من طهران، وقال: «هذه أمور نبحثها سراً مع الرئيس ترامب».

وأشار إلى أنه وضع استراتيجية للتصدي لطهران تعتمد بداية على التعاون مع الشركاء الإقليميين، خصوصاً في دول الخليج، وكذلك مع إسرائيل والأوروبيين الذين «يشعرون بتهديد إيران أيضاً».

وفي تلميح إلى أن الحضور الأميركي العسكري المتصاعد لإدارة ترامب في المنطقة يتضمن رسالة إلى إيران، قال بومبيو: «الأكيد أن إيران لاحظت العمل العسكري الذي نفذناه في سورية»، مبدياً ثقته بمعلومات الوكالة عن مسؤولية نظام الرئيس السوري بشار الأسد عن الهجوم الكيماوي في بلدة خان شيخون، «فهذه ليست حقائق مصطنعة كما تقول روسيا ودمشق».

وذكّر بومبيو بالمواقف السابقة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في شأن نفيه أي رابط بين تحطم الطائرة الماليزية في شرق أوكرانيا والمقاتلين الذين تدعمهم روسيا، وقوله إن «لا وجود للجيش الأخضر (روسيا) في أوكرانيا»، معتبراً أن بوتين «ليس لديه اعتبار لكلمة الحقيقة بالإنكليزية».

على صعيد آخر، وصف بومبيو موقع «ويكيليكس» الذي سرّب معلومات سرية فضحت انتهاكات لأجهزة الاستخبارات الأميركية، بأنه «جهاز استخبارات معادٍ تحرضه غالباً حكومات مثل روسيا»، ومؤسسه جوليان أسانج بأنه «محتال وجبان».

وأشار إلى أن جهاز الاستخبارات العسكرية الروسي (جي آر يو) استغل «ويكيليكس» لنشر مواد خلال حملة انتخابات الرئاسة الأميركية في 2016 انتزعت عبر التسلل الإلكتروني إلى أجهزة كومبيوتر تخص اللجنة الوطنية الديموقراطية.

وكانت أجهزة الاستخبارات الأميركية خلصت إلى أن روسيا سرقت رسائل البريد الإلكتروني ونفذت أفعالاً أخرى لترجيح كفة الجمهوري ترامب في الانتخابات على حساب منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون.

وقال بومبيو إن «ويكيليكس شجع أتباعه على البحث عن وظائف في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية للحصول على معلومات استخباراتية».

إلى ذلك، أفادت وكالة «أسوشييتد برس» بأن وثائق لوكالة الأمن القومي الأميركي، سرّبتها منظمة «ذي شادو بروكرز»، تضمنت تفاصيل عن اختراق الوكالة مصارف في دول عربية، وتجسّسها على مؤسسات مالية في الكويت والبحرين والأراضي الفلسطينية.