جاسر عبدالعزيز الجاسر

يحيى عبدالرقيب هكذا عرفته، وهكذا عُرف الأستاذ يحيى، صحفي مهني ينشر مقالاته في الصحف اليمنية والعربية وبالذات السعودية، عرف عنه دفاعه القوي عن استقلال وطنه، وحرية الكلمة، ومع أنه موظف كبير ويرأس دائرة الإعلام في مجلس الوزراء في الجمهورية اليمنية، إلا أنه كان صحفياً قبل أن يكون موظفاً، أي كان مخلصاً للكلمة الصادقة، وليس أسيراً لمتطلبات الوظيفة.

هذا الصحفي اليمني الذي يشرف أي بلد ينتمي إليه هذا الصحفي النزيه والوطني يعرفه ويعرف قدراته كل الصحفيين اليمنيين والكثير من الصحفيين السعوديين، وكان لي شرف معرفته ومزاملته وصداقته أيضاً، وسبق أن نشر مقالاته في (الجزيرة) كان حريصاً على خدمة وطنه اليمن من خلال التوسع في الكتابة عن هموم الوطن ونشر أخباره وفجأة اختفى قلم يحيى عبدالرقيب، ولم تظهر مقالاته في الصحف اليمنية ولا الصحف العربية ومنها السعودية، بعد السؤال عنه عرف أنه معتقل في أحد معتقلات الحوثيين في اليمن بعد اختطافه من داخل منزله بواسطة مجموعة مسلحة من الحوثيين، إذ قامت مجموعة من الحوثيين الذين ادعوا أنهم في جهاز الأمن القومي (المخابرات) ومعهم شرطة نسائية حضروا إلى منزل الصحفي المختطف تصحبهم أطقم ومدرعة مسلحة، وقام هذا الحشد المسلح باقتحام منزل صحفي مدني لا يملك سوى قلمه ولا يتواجد في منزله أي سلاح، وبعد مداهمة المنزل في 6 سبتمبر (أيلول) من عام 2016 ومن يومها اختفت أخبار يحيى عبدالرقيب، ويوم الأمس الأول الأربعاء 12 أبريل (نيسان) 2017 تعلن ما تسمى محكمة أمن دولة الإرهاب حكماً بإعدام بحق يحيى عبدالرقيب، بعد محاكمة جرت دون السماح لمحامي الصحفي اليمني بالحضور وبدون حضوره شخصياً، أي أن المحاكمة جرت في جلسة بدون حضور من اتهمته مليشيات الحوثيين ولا محاميه، والتهمة غريبة وهي التخابر مع دولة أجنبية، والمقصود بالدولة الأجنبية المملكة العربية السعودية والسبب هو أن الصحفي يحيى عبدالرقيب يراسل صحفاً في المملكة العربية السعودية ويكتب مقالات اعتبرها الحوثيون تفضح عمالتهم لإيران وتسببهم في تدمير اليمن.

الحكم صدر دون حضور الشخص المطلوب ومحاكمته، فضلاً عن منع المحامي من الحضور وأن الحكم قد تمت كتابته قبل الإعلان عنه، وكان معروفاً ومبلغاً للجهات الإعلامية الإيرانية والمؤيدة للحوثيين في بيروت وهذا الحكم كما يؤكد الصحفيون اليمنيون بأنه ضمن سلسلة من أحكام تصدر بحق مجموعة من الصحفيين اليمنيين الذين تعتقلهم مليشيات الحوثيين الذين تم اختطافهم من قبل هذه المليشيات بعد سلسلة من الانتهاكات تجاوزت 29 انتهاكاً خلال هذا الشهر.

يحيى عبدالرقيب صوت يمني وإعلامي ينصب له الحوثيون (مشنقة) لإسكات صوته وصوت كل شريف يفضح عمالتهم لملالي إيران، فما هو موقف المجتمع الدولي من هذا الانتهاك، وخصوصاً الدول العربية التي تتابع جرائم الحوثيين دون أن تفعل شيئاً باستثناء دول التحالف العربي، وما هو دور الصحفيين العرب من الدفاع عن زميل جريمته الدفاع عن وطنه.