مرسى عطا الله

أعتقد أن انتفاضة دول الخليج العربى بإعلان رفضها القاطع للسلوك القطرى المشين من خلال خطوات عقابية غير مسبوقة, تعنى عزل هذه الدويلة الشاردة ونبذها تماما حتى يفيق القائمون على أمرها ويعودوا إلى رشدهم. 

فى رأيى أن قرارات فجر أمس الاثنين من جانب دول الخليج ضد قطر والتى تدعمت بتأييد صريح ومماثل من جانب مصر ألقت ضوءا كاشفا على الورم السرطانى الذى ينخر فى جسد الأمة العربية منذ نحو 20 عاما, تفرغت فيها الدوحة لمهمة أساسية هى شق الصف العربى وإثارة الفتن والخلافات والعمل كأداة لخدمة المخططات الأجنبية الرامية لنشر الفوضى فى العالم العربى من أجل تمكين أسيادهم من تنفيذ مخطط خبيث لإعادة رسم خريطة جديدة للشرق الأوسط. 

والحقيقة أن دول الخليج ومعها مصر تحملت ما هو فوق الطاقة طوال 20 عاما ولكن للصبر حدود، خصوصا بعد أن سقط القناع عن الوجوه القبيحة التى تدير سياسات الدوحة وانكشفت الأمور واضحة جلية، حيث لا ظن ولا شك فى التآمر على المصلحة العربية العليا سواء ضد مصر أو اليمن أو سوريا أو ليبيا أو البحرين أو العراق وبتنسيق مشبوه مع إيران وتركيا وإسرائيل حسب مقتضيات كل حالة عربية على حدة. 

كان واضحا أن الدوحة تحولت إلى ملاذ للهاربين من أحكام القضاء فى مصر، ووكرا للمتآمرين على استقلال البحرين ، ومركزا لإطلاق الشائعات ضد الإمارات، ومحطة لصنع سموم الدس والوقيعة لتعطيل أى محاولات للتسوية فى الأزمة السورية أو المسألة الليبية ـ ناهيك عن حقد أعمى وأسود يعبر عن طمع ورغبة فى احتلال المكانة الرفيعة للمملكة العربية السعودية فى منطقة الخليج. 

كان لابد من عزل الدوحة وإعلانها دولة منبوذة حتى تفيق إلى نفسها وتعود إلى رشدها وتسلم الأمة العربية من شرورها... وهذا هو خلاصة ما جرى فى الساعات الأخيرة باختصار وإيجاز !