سعد بن عبدالقادر القويعي
انطلاقة جديدة واعدة بمستقبل مشرق، كان من ثمراتها إعلان كل من المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، تصنيف «59» فرداً، و»12» كياناً في قوائم الإرهاب المحظورة لديها، والتي سيتم تحديثها تباعاً. والإعلان عنها هي أولوية أعيد إليها الاعتبار، بعد مرحلة فشل معادلة الثورات العربية، وسقوط مشروع تقسيم الدول العربية، أو ما سمي «مخطط شرق أوسط جديد».
أمام كل هذه المعطيات التي نعيشها، والتي تتكشف - يوما بعد يوم - ، بعد أن شكّل الإرهاب انتهاكاً لحقوق الإِنسان، وتسبب بعدم استقرار على الصعد - كافة - ، وذلك نتيجة الأجندات الخفية لإنتاج الفوضى والتطرف؛ بغية تغيير المعادلات السياسية والجغرافية في المنطقة، سيشكل إعلان هذه القائمة الإرهابية ضمانة؛ لعدم بروزه من جديد، حين اعتنقت عقول الإرهاب خيار الخراب، والدمار، والعداء لإِنسانية الإِنسان. وسيقمع دعاة الفتنة، والتطرف، وأجنداتهم التخريبية القائمة على بث الفوضى، وتوظيف التناقضات، والاختلافات - الدينية والفكرية - ؛ من أجل إضعاف الدولة ككيان حاضن للشعب، والإقليم، والسلطة السياسية - إضافة - إلى تفكيك الأواصر بين مكونات المجتمع.
التزام الدول الأربع بدورها في تعزيز الجهود كافة لمكافحة الإرهاب، وإرساء دعائم الأمن، والاستقرار في المنطقة، وعدم التهاون في ملاحقة الأفراد، والجماعات - إضافة - إلى دعمها السبل - كافة - في هذا الإطار على الصعيد - الإقليمي والدولي - ومواصلة مكافحة الأنشطة الإرهابية، واستهداف تمويل الإرهاب - أياً كان مصدره - ، والاستمرار في العمل مع الشركاء في جميع أنحاء العالم بشكل فعّال؛ للحد من أنشطة المنظمات، والتنظيمات الإرهابية، والمتطرفة التي لا ينبغي السكوت من أي دولة عن أنشطتها، ستبقى - بلا شك - شوكة في وجه الإرهاب، ومن يغذونه بالأموال، والأسلحة.
وعلى أي حال، فإنَّ هذه الجهود المباركة التي ترتبط بالمصير، والقيم التي تأسست عليها السعودية، تؤكد على ألا نهاية للإرهاب في ظل تدخل الأذرع الخارجية في المنطقة؛ - ولذا - فإنَّ معالجة الأسباب الكامنة وراء ظاهرة الإرهاب، وداعميه، تتطلب تنسيقا دوليا، وتعاونا إقليميا؛ لخنق منابع التمويل، والتدريب التي تستخدمها الجماعات المتشددة، والتصدي لكل أشكال التطرف عبر الحملات الإعلامية المضادة للحملات المغرضة ضد العرب والمسلمين؛ باعتبار أن سلطة القانون أقوى من سلطة الإرهاب.
التعليقات