الصحافة الأميركية: انكماش «داعش» لا يعني هزيمته.. وسيؤول بين كماشة القوى العظمى

«كريستيان ساينس مونيتور»

تحت عنوان «حالة داعش: انكماش على الأرض وقدرة أكبر على الانتشار والوصول لمناطق متعددة»، كتب «سكوت بيترسون» أول أمس تقريراً في «كريستيان ساينس مونيتور» استهله بالقول إن الهجمات التي يشنها تنظيم «داعش» الإرهابي تصدرت خلال الآونة الأخيرة نشرات الأخبار في وسائل الإعلام، وهذا يعطي انطباعاً مفاده أن التنظيم يتمدد، ولا يزال نشطاً. وفي شهر رمضان يكثف التنظيم هجماته، حيث شهدت زيادة بنسبة تقل عن 50 في المئة، ما يعني أن التنظيم باتت لديه القدرة على الوصول لمناطق كثيرة في العالم. على الأرض تبدو الصورة مختلفة، ويمكن تلخيصها في «تراجع محتوم لطموحات التنظيم الذي أعلن عن دولته قبل عامين. الآن يحاول مقاتلوه التشبث بآخر ملاذ لهم في مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، والمكان الذي أعلن منه التنظيم في يونيو 2014 قيام «دولة الخلافة»، كما شهد الأسبوع الماضي بداية هجوم شنته عناصر كردية سورية مدعومة أميركيا على مدينة الرقة التي يعتبرها التنظيم عاصمة الخلافة. ويطرح الكاتب تساؤلاً مؤداه: ما الاتجاه المهيمن على التنظيم الذي يسعى الآن لتحويل فشله في تحقيق «يوتوبيا»الحكم الإسلامي إلى محرك رئيسي للهجمات الإرهابية حول العالم وبأسلحة تبدو بسيطة مثل سكاكين المطبخ؟ المحللون يحذرون من أن انكماش المساحات التي كان يسيطر عليها «داعش» لا يمكن ترجمتها على أن التنظيم قد انهزم، وضمن هذا الإطار، يقول شيراز ماهر نائب مدير المركز الدولي لدراسات الراديكالية والعنف السياسي في «كينج كوليدج» في لندن: (داعش صلب وسائل وغاز ويستطيع التنقل بين هذه الحالات والأشكال عندما يريد، ومن الخطأ القول إن (داعش وصل إلى نهايته أو أن نهايته قد بدأت)، فالتنظيم يشن هجمات في مناطق بعيدة جداً مناطق تمركزه الأساسية، على سبيل المثال شن التنظيم في 22 مايو الماضي هجوماً على مسرح في مانشيستر أودى بحياة 22 شخصاً بإنجلترا، وفي 3 يونيو الجاري قتل التنظيم 8 أشخاص في لندن طعناً بالسكاكين. وفي أفغانستان، لا يزال تهديد «داعش» للحكومة المركزية محدوداً بالمقارنة بتهديد «طالبان»، لكن بدأ حضور «داعش» يتزايد بعد التفجير الذي نفذه التنظيم يوم 31 مايو الماضي بسيارة مفخخة ضربت منطقة وسط المدينة في العاصمة الأفغانية، وأودت بحياة 150 شخصاً. وفي الفلبين، لطالما كانت هناك معارضة إسلامية للحكومة الفلبينية، ووجد «داعش» مساحة للانتشار، حيث خاض الجيش الفلبيبني قبل 3 أسابيع مواجهات ضد التنظيم في مدينة«مروي» شارك فيها عشرات من القوات الخاصة الأميركية، حيث يحتجز التنظيم ما بين 500 إلى 1000 مدني كرهائن. ويبدو أن التصفية الجسدية للإرهابيين ليست كافية، وحسب «سيدني جونز» مدير «معهد تحليل سياسات الصراع» في جاكارتا، فإن الغارات الجوية والأحكام العرفية لن تجتث جذور الراديكالية التي تتمثل في ضعف الأداء الحكومي وخلل النظام القضائي والفقر المدقع.

«واشنطن تايمز»

في تحليلها الإخباري أول أمس، وتحت عنوان «انعطافة إرهابية باتجاه إيران»، أشارت «واشنطن تايمز» إلى أن طهران التي تقع في منطقة يمكن وصفها بــ«قلب الإرهاب النابض»، قد تعرضت الأسبوع الماضي لعملية إرهابية شنها خمسة من عناصر «داعش» استهدفت مبنى البرلمان وضريح الخوميني، العملية أودت بحياة 17 فرداً وأصابت 50 آخرين، قبل أن يلقى الجناة حتفهم على يد الأمن الإيراني. وهذه هي المرة الأولى التي يصل فيها «داعش» للعاصمة الإيرانية، علماً بأن إيران تخوض قتالاً ضد منظمات أخرى على طول حدودها مع باكستان وأفغانستان، لكن العملية الإرهابية التي وقعت في طهران، جعلت الملالي يشعرون بالصدمة ويتذوقون مرارة لطالما ذاقها العالم المتحضر. الرئيس ترامب قدم تعازيه للشعب الإيراني، وقال إن الدول الراعية للإرهاب تغامر بالوقوع ضحية للشر الذي تروّج له. وزارة الخارجية الأميركية ستنشر قريباً تقريرها السنوي عن الدول الراعية للإرهاب، وبالطبع سيتضمن التقرير سلوك طهران خلال العام الماضي، بما فيه من دعمها للمجازر في سوريا ودعم التمرد في اليمن وليبيا، ومن المحتمل أن تحصل إيران على لقب جديد، وهو «أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم». وما وقع في طهران من عملية إرهابية يذكرنا بأن من يلعب بالنار تحرق أصابعه.

«نيويورك تايمز»

بعبارة «كوريا الجنوبية عالقة بين القوى العظمى»، عنونت «نيويورك تايمز» افتتاحيتها أول أمس، مشيرة إلى أن التوترات في شبه الجزيرة الكورية وصلت مرحلة خطيرة تضع الرئيس الكوري الجنوبي الجديد «مون جاي إن» أمام اختبار حقيقي، فهو محام سابق متخصص في قضايا حقوق الإنسان ويؤيد استئناف الحوار مع كوريا الشمالية، وهذا الخيار لا يزال مرفوضاً من وجهة نظر الرئيس الأميركي دونالد ترامب. كما يواجه «مون» غضب الصين من نظام «ثاد» الأميركي المضاد للصواريخ، الذي نشرته سيؤول في مارس الماضي، من أجل التصدي لصواريخ كوريا الشمالية التي تطلقها بين الفينة والأخرى، وتسعى في الوقت ذاته لتحسين قدراتها النووية. الرئيس الكوري الجنوبي الجديد يجد نفسه بين طرفي كماشة، بين الصين من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى، وفي غضون ذلك يواجه تهديداً وجودياً من نظام ديكتاتوري مجاور له، في إشارة إلى نظام كيم أون في كوريا الشمالية. الصين تخشى من أن نظام «ثاد» سيسمح للرادارات الأميركية باختراق أراضيها، وكان رد فعل بكين أنها أغلقت سلسلة من متاجر التجزئة الكورية الجنوبية التي قدمت أراضي لنشر النظام عليها، كما حظرت بكين سفر أفواج سياحية صينية إلى كوريا الجنوبية. وتقول الصحيفة: بدلاً من التنمر على سيؤول كان ينبغي على بكين الضغط على بيونج يانج، ولو فعلت الصين ذلك قبل عام، ما كان ثمة حاجة لنشر نظام «ثاد» الآن. وفي خطوة لاسترضاء الصين، أعلن «مون» تعليقاً مؤقتاً لتدشين 4 من إجمالي 6 منصات لإطلاق صواريخ «ثاد»، لكن بعد يوم من هذه الخطوة، وبعد أقل من أسبوع على صدور قرار من مجلس الأمن يشدد العقوبات على بيونج يانج، واصلت هذه الأخيرة إطلاق الصواريخ البالستية، التي وصل عددها 4 صواريخ خلال أربعة أسابيع. وترى الصحيفة أنه يتعين على ترامب احتواء موقف الرئيس الكوري الجنوبي الذي سيزور واشنطن خلال الشهر الجاري، وينبغي عدم دفعه نحو التشدد في نشر «ثاد»، لأن هدفه «مون» على المدى الطويل هو السير في اتجاه المفاوضات. وحسب الصحيفة، يبدو أن منطق العصا لن يفلح في ردع كوريا الشمالية فنظام «ثاد» تم نشره في كوريا الجنوبية، والعقوبات الدولية تم تشديدها على بيونج يانج، والوجود العسكري البحري الأميركي المجاور لكوريا الشمالية في ازدياد، والصين خفضت وارداتها من الفحم الكوري الشمالي، ما نحتاجه الآن لمنع كوريا الشمالية من الاستمرار في التصعيد يكمن في تدشين جبهة موحدة تضم الصين والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تدفع نحو المفاوضات التي يسعى إلى عقدها السيد «مون».