عبدالمجيد الزهراني

أشياء كثيرة تبعث الحزن على ما حدث ويحدث الآن في الأزمة الخليجية - القطرية، ليس أولها وأقساها تلك الضريبة الباهظة التي يدفع فاتورتها الشعب الجار الشقيق، بسبب سياسة نظام متهور جداً هو نظام الدوحة.

ليس ثانيها، هذا الإحساس المرّ الذي تولّد في دواخل أشقائنا الشعب القطري، وهم يحملون حقائب الرحيل من المملكة التي أحبوها، ويقفون على المنافذ الحدودية، وليس في أعينهم سوى نظرات استغراب وتعجب حول نتيجة لم يكونوا يوماً أحد أسباب حدوثها.

الحال أسوأ وأسوأ في منصة التواصل الاجتماعي الأشهر تويتر، وهذا التراشق من بعض المتطفلين على الأزمة، من الجانبين، وحتى من خارج الدول المعنية بالأمر، ومئات المعرّفات والأسماء المستعارة، وحسابات الأخبار الوهمية، وهذا الردح والعراك اللذين لا ينتهيان، وهناك في طرف المشهد، أناس من الشعب القطري نفسه، لم يكونوا سبباً ولا نتيجة.

يسوء الحال أكثر، وحكومة قطر ليس فقط لا تسعى إلى الحد من توتر الأزمة التي كبرت وتكبر ككرة الثلج يومياً، بل تسعى إلى تأجيجها من خلال تصريحات حكومية حمقاء واستفزازية، لا تقدم إلا زيتا على النار التي لا تحتاج إلى زيادة إشعال.

بكل أمانة كل هؤلاء كوم، وما يفعله بعض الإعلاميين من الطرفين كوم آخر، وكأن هؤلاء الإعلاميين لا ينظرون إلى أبعد من أنوفهم، ولا ينظرون باتساع إلى مستقبل علاقات الجوار، وما قد تجلبه من كوارث على دولهم ومجتمعاتهم، وكأنهم بغبائهم وعنترياتهم الكتابية تلك، خارج دائرة الخطر المستقبلي إن حدث، وهم والله في البؤرة منه.
أتعلمين أيّ حزنٍ يبعث الـ قطر؟.