أمل بنت فهد

كلما اتسعت أطماع الخونة.. وجندت لها قوى بشرية ومادية.. وظنت أنها لتحقيق أهدافها أقرب.. تساقطت عند حصون المملكة العربية السعودية وتهاوت.. كثيرة هي أحلامهم.. لكنها تنسى دائماً أنها في كل مرة تنجح بعيداً عن السعودية فقط.. وحين يكون الدور على وطني تذهب سكرة النصر التي كسبوها في أماكن أخرى.. ويرون الواقع جحيماً يأخذهم ويدمرهم ويكشف ما استتر منهم.

طويلة هي حربنا مع الأعداء.. لكن بعد كل جولة نزداد قوة.. ويقيناً.. وحكمةً.. ووطنيةً.. ونثبت للعالم كله.. أننا صف واحد.. حكومةً وشعباً.. من أجل الوطن نضحي بكل شيء.. وأي شيء.

لقد جرّب أعداء الأوطان أغلب الحيل.. جرّبوا بث الشائعات.. اشتروا بعض الذمم الرخيصة بالمال.. اصطادوا المحبطين لتجنيدهم.. جرّبوا خططاً طويلة المدى وقصيرة.. استخدموا الدين.. تلاعبوا بالشعارات.. حاولوا أن يحبطوا الهمم.. كان نجاحهم طفيفاً ويعقبه غضبة وطنية تسحقهم وتفضحهم.. وهكذا دواليك.. فما هي خططهم الجديدة.. لأننا في كل الأحوال نعلم أننا هدف وإن كان منيعاً.. هم لن ينتهوا.. ونحن لن نغفل عنهم.. وفي كل مرة نحن نكسب قوة جبارة تعظم الوطن في صدورنا.

لذا أيها الوطن العظيم في سبيل سد الطرق أمامهم.. نحتاج للكثير من التوثيق لكل خيانة تمت.. وكل خيانة محتملة.. لأنها السبيل إلى قطع الطريق أمام الخونة.. جيلاً بعد جيل.. يكون إرثاً للوطنية.. ترجع إليه كعقيدة.. هكذا نستهلك أفكارهم.. هكذا ندمر أي مشروع قادم.. لأنه كما أن لكل زمن أبطاله.. لكل زمن خونته.

لنقطع عليهم الطريق.. ولو بعد ألف عام.. لأن ذاكرة التاريخ قصيرة حين تفتقر للتوثيق.. نحن نحتاج أن نسطّر بطولتنا.. نوثّق تماسكنا.. نفضح أي خطوة غدر مهما استترت.. هكذا يكون العمل من أجل الوطن.. يأخذ في اعتباره الديمومة والأبدية.. نحميه ونحن فيه.. نحميه ونحن تحت التراب.. بتوثيق الخيانة.. وتوثيق البطولة.. وتوثيق الوفاء.

نحن عرفنا كيف كبرت شجرة الشيطان.. ولنجتثها من جذورها.. ونمنعها من الحياة.. لا بد أن نوثّقها لمن جاء بعدنا.

لأن الوطن قضية لا تنتهي بالشهادة.. ولا تنسى.. بل تبدأ مع كل نفس.. لذا نحن ننبض وطنية.. ونتنفس وطنية.. ونبدع وطنية.