مرسى عطا الله

&

علي من يضحك نيتانياهو.. هل يضحك علي الفلسطينيين أم أنه يضحك علي الإسرائيليين أم أنه يضحك علي نفسه عندما يزعم أن الفلسطينيين هم العقبة التي تعطل حلم السلام الذي ترغب فيه إسرائيل ومازالت مستعدة لدفع تنازلات مؤلمة للتوصل إليه علي حد زعمه بينما تسمح الحكومة الإسرائيلية للمتطرفين بانتهاك حرمة المسجد الأقصي واستفزاز مشاعر المسلمين تحت حماية قوات الشرطة الإسرائيلية وفي أعقاب قرار أحمق بغلق المسجد الأقصي أمام المصلين.. فهل في ظل هذه الأجواء الاستفزازية يمكن أن يكون لأي أحاديث عن السلام مغزي ومعني؟

إذا كان نيتانياهو يتوهم إمكان استمرار خداع الرأي العام العالمي بمعسول الأقوال وسيىء الأفعال فإنه جد مخطيء وجد واهم لأن السلام الذي يتحدث عنه ليس بمقدور أحد أن يقبل به بعد إقرار القانون الباطل المشئوم ليهودية الدولة العبرية لأن التاريخ لم يعرف سلاما يرتكز علي إصرار طرف علي إلغاء الطرف الآخر ومحو وجوده وشخصيته وإنكار كل حقوقه.

أي سلام هذا الذي يتحدث عنه نيتانياهو ليتوافق مع رغبة إسرائيل في ابتلاع حقوق الفلسطينيين من مسلمين ومسيحيين ودروز طبقا لما ينص عليه قانون «يهودية الدولة» الذي أقره الكنيست الإسرائيلي واعتبره المتطرفون اليهود بأنه تحقيق للحلم التوراتي بينما هو في حقيقته «كابوس مؤقت» مهما طال الزمن وإنهم في إسرائيل سوف يكتشفون بعد الإفاقة منه أنهم أكبر المتضررين لأن الإفراط في التشدد تحت مظلة غرور القوة لن يحقق شيئا سوي تعميق وترسيخ مشاعر الحقد والكراهية في نفوس أهل البلاد من غير اليهود.

إن السلام يا سيد نيتانياهو لن يتحقق ولا يمكن الاطمئنان لأى وثائق تنظمه من نوع اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة لإسرائيل وإقرار الكنيست لقانون يهودية الدولة والباب الوحيد للسلام له مفتاح وحيد اسمه الاعتراف بالحقوق الوطنية والسياسية المشروعة للشعب الفلسطيني أما المفاتيح الفاسدة الأخري التي تتعاطي مع عملية السلام بمنظور إنساني أو منظور أمني فقط فلا جدوي من تكرار محاولة فتح باب السلام بها... وكفي استخفافا بالعقول!

خير الكلام:

<< احذر ممن لا يرد لطمتك في الحال لأنه لن ينتظر كثيرا!