سعد الحميدين

تميّز الجناح السعودي في معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام بشكل لافت من حيث المساحة، والفعاليات المتعددة التي شملت مختلف النشاطات الثقافية من عروض تُعَرِّفُ بمكانة المملكة ثقافياً، فالكتاب حاضر، والندوات متتابعة، والتواقيع على الكتب العلمية والإبداعية بطريقة نظامية موسعة، وعدد الدور السعودية المشاركة ازداد عن السنوات الماضية بشكل كبير، إذْ تواجَدت الدور الكبيرة والصغيرة، وما استحدث منها أيضاً لها حضورها ولها روادها، فالإقبال من الزوار من محبي الثقافة من مختلف العالم العربي، والعالم الآخر نظراً لسمعة المملكة ومكانتها، كان له مظهره في العدد الكبير من الرجال والنساء من كافة الأعمار، وفي مشاهدتهم للمجسمات، واقتنائهم للكتب التاريخية، والثقافة العامة، والروايات التي تضمنتها الدور المعنية بنشر الإبداع للشباب من الجنسين، وكما كان للمرأة حضورها في مؤلفاتها والمشاركة في الندوات.

يجيء هذا الحضور الثقافي الواسع نظراً للتقدم العلمي والاهتمام بالثقافة والتشجيع الذي تشهده الحركة الثقافية في البلاد من القيادة الحكيمة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي عرف عنه شغفه بالثقافة العامة، وحبه للكتاب المتمثل في اطلاعه الواسع، وتقديره للمثقفين والكتاب وصداقته لهم ومشاركتهم في تطلعاتهم ومساندته لهم، ففي عهده الزاهر المشرق تمكنت الثقافة السعودية أن تفرض وجودها بما يقدمه مثقفوها من أعمال تستحق أن تُقْرأ لما تحتوي عليه من معلومات لها وقْعُها وفعلها في الثقافة العامة.

وفي عناية الرجل الثاني ولي العهد الأمير محمد بن سلمان صاحب النظرة المستقبلية رؤية (2030) الذي منح الشباب من الجنسين فرصة المثول في المراكز الحساسة لكونهم أمل المستقبل وعماده، ومنها تولِّي المراكز القيادية في الثقافة والإعلام، وقد انعكس ذلك على المسار الثقافي والإعلامي من حيث المصداقية في معالجة الأحداث، والتنوع في الطرح مما يجذب المشاهد، والمستمع، والقاريء، وبروز الإبداع الشبابي في التأليف والإقدام على نشر نتاجه.

الحضور الثقافي السعودي في معرض القاهرة أعطى صورة جديدة وحديثة عمَّا وصلت إليه الثقافة في كياننا الكبير من تميز، وأثبت أن لهذه الثقافة أسسها المعرفية المتأتية من المستوى التعليمي الرفيع في الجامعات السعودية المشهود لها من قبل المثقفين والمهتمين بالعلم والتَّعلم، وما استوعبته من الثقافة العالمية حيث أكد الدَّور الإيجابي للابتعاث للخارج وفائدة الثقافة والمثاقفة بالأخذ والعطاء مع الآخر، وما للانفتاح من فوائد في اتساع الأفق المعرفي المفيد في الحاضر والمستقبل.