خالد السليمان

توقفت أمس الأول عند تغريدة لوزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش تعبر عن واقع يستحق التأمل، خلاصتها أن السعودية ارتبطت بالغد، بينما إيران ما زالت مرتبطة بالماضي، وهذه حقيقة، فالسعودية تعبِّد طريقها نحو المستقبل، وتمهد لوثبة الغد، تبني أسس تطلعاتها، وتهيئ إنسانها الذي سيحمل آمالها، بينما إيران ما زالت غارقة في الماضي بكل مكوناته، تستظل بشعارات ذابلة، وتقتات على أيديولوجية يابسة، وتدور في دوامة تستنزف طاقة إنسانها !

السعودية، كما قال سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ليست في محل مقارنة مع إيران، ليس اقتصاديا وعسكريا وتنمويا وحسب، بل وحتى في الطموحات والأهداف والغايات، فشتان بين من اختار البقاء في الماضي، ومن اختار المضي نحو المستقبل، بكل تأكيد ستتباعد المسافات، وتتباين الأهداف، وتتمايز لغة التواصل !

أدوارهما المتناقضة على مسرح الأحداث الدولية تكشف اختلاف مشروع كل منهما في مسيرة الإنسانية وموقعه من العالم، فالسعودية تبني، وإيران تهدم، السعودية تتوسع في الداخل لتحقيق رؤية طموحة نحو مستقبل واعد يحمل إنسانها إلى الأعلى، وإيران تتوسع في الخارج لتحقيق هيمنة ثمنها الموت والدمار ودماء الأبرياء، بينما إنسانها يغرق في الأسفل !

مثل هذا التباين الشاسع، لا يمكن أن تبنى عليه جسور العلاقات الطبيعية والمتكافئة، ولا يمكن أيضا أن تجعله حاجزا بينك وبين المستقبل، وإذا كنا لا نستطيع مساعدة إيران على الصعود إلى الأعلى، فإننا بكل تأكيد لن نسمح لها أن تجذبنا نحو الأسفل !