بوسطن 

حظيت جامعة "معهد ماساتشوستس للتقنية" المعروفة اختصارا باسم (MIT)، باهتمام الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، إذ تم وضعها ضمن برنامج زيارته مدينة بوسطن التي تحتضن المقر الرئيسي للجامعة الأميركية العريقة التي تم تأسيسها منتصف القرن الـ19، فما هو سر اهتمام ولي العهد السعودي بهذه الجامعة؟..

وفقا لتصنيف مؤسسة "كيو إس" المتخصصة في تصنيف الجامعات عالمياً، احتلت جامعة "معهد ماساتشوستس للتقنية"، المركز الأول عالمياً للعام الأكاديمي (2016– 2017)، وهو تصنيف حافظت عليه في الأعوام القليلة الماضية، إذ حصلت على أعلى درجات التقييم، في جميع الفئات، والتي تشمل جودة التدريس، والبحوث العلمية، والابتكار، بالإضافة إلى فرص الطلاب في التوظيف، والبنية التحتية للجامعة ومرافقها.

وتعتبر جامعة (MIT)، أفضل جامعة في العالم في مجالات عدة، من بينها الهندسة واللغات، وعلوم الحاسب الآلي والنظم المعلوماتية، والهندسة التقنية، بالإضافة إلى الاقتصاد والرياضيات والكيمياء، وتركز أبحاث الجامعة على أبرز التحديات التي تواجه العالم، ومن بينها علاج السرطان والهوية السياسية، بالإضافة إلى الطاقة والخدمات العامة والصناعة.

وزار ولي العهد السعودي مختبر البايو ميكاترونكس في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، ومعرض الابتكار.

وشهد توقيع 4 اتفاقيات بين الجامعة وشركتي أرامكو وسابك وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.


تاريخ عريق

تأسست الجامعة عام 1861 في مدينة كامبريدج بولاية ماساتشوستس تحت شعار "العقل واليد"، وتبلغ مساحتها نحو 672 ألف متر مربع، ويعمل بها 12607 موظفاً، من بينهم 1914 من أعضاء هيئة التدريس.

وفي العام الأكاديمي (2017-2018)، بلغ عدد الدارسين في جامعة (MIT) 11466 طالباً وطالبة، شكل الأوروبيون ما نسبته 35% من طلابها الدوليين، بينما بلغت نسبة الشرق أوسطيين 8%.

وتهدف الجامعة إلى دعم المعرفة والحفاظ عليها ونشرها، خصوصاً في مجالات العلوم والتكنولوجيا، لتقديم أفضل خدمة للعالم في القرن الواحد والعشرين.

وتعتمد جامعة (MIT)، منهجاً يجمع بين الدراسة الأكاديمية الصارمة والإثارة التي توفرها عبر التحفيز على الابتكار، إذ بجانب تقديم أفضل تأهيل ممكن لطلابها، تقول الجامعة أن مهمتها "خدمة البشرية وتطوير الإنسان".



جوائز وإنجازات

تميزت جامعة (MIT) عالمياً في العديد من المجالات، عبر استقطابها لكبار العلماء، حيث كان من بين العاملين فيها، عالم الرياضيات الأميركي النابغة نوربرت فينز، والذي بدأ دراسته الجامعية وهو لا يتجاوز الحادية عشرة عاماً.

وتحتل جامعة معهد ماساتشوستس للتقنية، المركز الخامس عالمياً في ترتيب أكثر الجامعات على مستوى العالم التي حصد خريجوها جوائز نوبل، حيث نال 89 من خريجيها نوبل في مجالات مختلفة، ومن بينهم رائدا الاقتصاد بول كروغمان (2008)، وروبرت شيلر (2013)، وعالما الكيمياء روبرت وودوارد (1965) وإلياس جيمس كوري (1990)، وعالما الفيزياء ويليام شوكلي ( 1956) وريتشارد بي فينمان (1965)، وأمين عام الأمم المتحدة الأسبق كوفي عنان (2001)، كما حصل عالم الفيزياء كارل ويمان وزميله من جامعة (MIT) إيرك كورنل على جائزة نوبل مشتركة عام2001.

وبالإضافة إلى ذلك، يضم سجل خريجي الجامعة التي تفوقت في الهندسة والعلوم التقنية والفيزيائية، 58 فائزاً بالميدالية الوطنية للعلوم، و29 فائزاً بميداليات في التقنية والابتكار، و48 فائزاً بجائزة زمالة ماك آرثر والتي تعرف أيضاً ب"جائزة العبقرية"، و15 فائزاً بجائزة "تورنغ" التي تعادل جائزة نوبل، إلا أنها مخصصة فقط لعلماء الحاسب الآلي.

أسماء لامعة

ويفسر التصنيف المتقدم للجامعة الانتقائية الشديدة في اختيار الطلاب، وهو ما يؤدي لاحقا إلى لمعان أسماء خريجيها في مختلف المجالات، وكان من بينهم عالم الفضاء الأميركي بوز آلدرين، الذي حصل منها على درجة الدكتوراة عام 1963، قبل أن يسير على سطح القمر عام 1969.

بينما تخرجت عام 1975، سيدة الأعمال الأميركية إيلين غوردون الرئيسة التنفيذية ورئيسة مجلس إدارة "أنغريديون"، والتي احتلت المركز 43 في قائمة فوربس لأقوى 50 امرأة على مستوى العالم عام 2012.

وبدوره تابع عالم الفيزياء الأميركي ريتشارد فاينمان، دراسته العليا في جامعة (MIT)، وتخرج منها عام 1939، وبالإضافة إلى حصوله على جائزة نوبل، ساهم فاينمان في بناء أول قنبلة ذرية للولايات المتحدة في مشروع كان يهدف إلى الحصول على قنبلة ذرية قبل ألمانيا.

كما كان جونا بريتي مؤسس شركة "باظفيد" للإعلام الاجتماعي والتقنية الرقمية ورئيسها التنفيذي، من خريجي الجامعة نفسها، والذي يعتبر من مبتكري مصطلح "التدوين"، وشارك أيضاً في تأسيس موقع "هافينغتون بوست".

وتعتبر شيرلي آن جاكسون الرئيسة الحالية لجامعة "معهد رينسيلار بوليتكنك"، أول أميركية من أصل إفريقي حصلت على شهادة الدكتوراة من جامعة (MIT)، بينما حصلت روبن تشايس في العام 1986، على درجة الماجستير من نفس الجامعة، قبل أن تؤسس خدمة مشاركة السيارات الخاصة "بوزكار"، بالإضافة إلى مشاركتها في تأسيس شركة "زيب كار"، أكبر شركة لخدمة مشاركة السيارات في العالم.

وبجانب كوفي عنان الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، درست كذلك في جامعة (MIT)، اندريا وونغ التي ترأس شركة "سوني إنترناشيونال" للإنتاج عام 1988، والتي ساعدت في تطوير برامج شهيرة في محطة "اي بي سي" الأميركية.

وكانت باحثة الأحياء كاثرين ماكورميك، ثاني امرأة تتخرج من جامعة (MIT)، واشتهرت بمشاركتها في الأعمال الخيرية، بجانب تمويلها معظم أبحاث تطوير حبوب منع الحمل.

ودرس مايكل جي ماسيمينو كبير المستشارين للبرامج الفضائية في متحف " علوم الفضاء"، الهندسة الميكانيكية والتقنية في جامعة (MIT) التي تخرج منها عام 1988، ويعمل أستاذاً للهندسة الميكانيكية في جامعة كولومبيا.