مساعد العصيمي

العنوان أعلاه هو ما صدحت به شبكة «سي إن بي سي» الأميركية نظير ما وقفت عليه من خطط طموحة فاعلة، أعلن عنها وبدأ العمل عليها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته أميركا، ووفق إشارتهم هنا فإن «النفط الجديد» حسب المفهوم الأميركي وما تلمسه العالم هو معني بإعادة هندسة السعودية، وبما يحسن صياغتها اقتصادياً وفكرياً وثقافياً؛ لكي يكون مستقبلها أكثر إشراقاً وقوة من كل الجوانب.

في إطار ذلك لا ننكر أن العالم المتقدم يقف مع المملكة في توجهها لبناء المستقبل على أسس وقواعد متينة لن يكون النفط الركن الأساس فيها كما كان سابقاً، والأكيد وحسب ما أفاض به ولي العهد عبر لقاءات كثيرة أن العمل على ذلك يحتاج إلى كثير من الإصلاحات الكبيرة والمهمة على جميع الأصعدة، سواء كانت ثقافية أم اجتماعية وحتى فيما ذهب إلى القضاء على الفساد، وجميعها تم العمل عليها بشكل لافت، حتى بات الانتقال السعودي من الثبات إلى الحيوية شأناً يشاهده الجميع دون أي لبس أو مواربة.

التفاؤل هو ما يعنون المرحلة السعودية الجديدة سواء ما ذهب إلى الهندسة الاقتصادية المتنوعة التي بدأت تتبناها أم الثقافة الاجتماعية الجديدة، حتى وإن كانت ستواجه صعوبة في بدء التعامل معها، إلا أن التأييد الكبير الذي يجده ولي العهد من قبل المجتمع السعودي على خطواته الإصلاحية الجبارة كفيلة بأن تختصر كثيراً من السنين والعمل؛ كي يكون الانتقال إلى مراحل متقدمة أسهل وأقرب.

في إطار مفهوم «النفط الجديد» لن يعيبنا إذا ما اعترفنا أننا كنّا وإلى وقت قريب متوجهين إلى الاعتماد على الخارج صناعة وابتكاراً، لكن وفق الرؤية الجديدة التي يتبناها الأمير الشاب فإن تعزيز ثقافة الابتكار بدأت تظهر ملامحها بالصناعات العسكرية الجديدة التي لم نكن نتوقع سابقاً أن تكون من صنع سواعد أبنائنا، وحتى بعدنا الاقتصادي السياحي لم نحفل به حتى ظهرت «نيوم» مدينة المستقبل والذكاء الصناعي للعيان؛ لندرك أن لدينا كنزاً يختلف عن البترول، كان جديراً أن نعمل عليه، وغير ذلك من مشروعات الطاقة الشمسية والمعادن الغائبة وسط الأرض والجبال، لكن أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً. متغيراتنا الإيجابية ذهبت إلى ما يخص الرقي بالفكر وإصلاح التعليم وتحسين بيئة العمل وإنتاجيتها، وهي ما يشدد عليه ولي العهد عبر لقاءات متعددة بتأكيده أن بلاد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين تقود المجتمع والمسلمين إلى تسامح أكبر وإسلام معتدل، والتعايش مع الجميع، وكل الديانات، ضاربة أروع الأمثلة بقدرتها على صناعة تعليم مميز وفكر معتدل سيكون عنواناً لكل سعودي.

الأهم في القول إن السعوديين اليوم أكثر فخرًا ببلادهم واعتزازًا، وجادون في بناء بلادهم بأنفسهم، وهذا يتضح من خلال توجههم بشكل كبير تجاه اكتسابهم مهارات كبيرة ولغات مختلفة، وأيضًا تأييدهم لكل الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، وشعورهم بالرضا عن قيادتهم، وتجاه مستقبل بلدهم، ويكفي أن نشير إلى ما شددت عليه صحيفة الواشنطن بوست الأميركية عبر تقرير واستطلاع لها في شهر نوفمبر الماضي، من مضمونه أنه عند الحديث مع المواطنين السعوديين حول رؤية 2030 فإنهم يرددون: «سوف ندهش العالم».