زياد الشيخلي

 يتردد من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وعبر وسائل الإعلام، أن قطاعات كبيرة من الشعب العراقي تنوي العزوف عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وذلك للأسباب المعروفة للعالم أجمع وليس العراق فقط. بينما يدعو الرأي الآخر إلى المشاركة في الانتخابات بكثافة هذه المرة تحديداً، سعياً للتغيير وطرد الفاسدين من العملية السياسية. وفق وصفه.


ولا شك في أن نتائج الانتخابات معروفة سلفاً وستبقي على موازين القوى نفسها، مع بعض تغييرات خجولة جداً، كي يتبجح بها قادة الكتل والأحزاب السياسية بأكذوبة إشراك وجوه شبابية جديدة في العملية السياسية.

وفي الواقع يشهد العراق اليوم حالة من كوميديا الانتخابات صاخبة أكثر من سابقتها، بسبب ضخامة عدد المرشحين من النساء والرجال والشباب. أما بالنسبة إلى القنوات الفضائية والمملوكة لبعض السياسيين البرلمانيين والشخصيات المتنفذة في الحكومة العراقية، فهذه لها قصة بائسة أخرى، إذ يتم الترويج لأصحاب هذه القنوات التي بات الإعلاميون فيها أيقونة الدعوة للزحف إلى المشاركة في معركة الصناديق الانتخابية، إلى درجة أن بعضهم يناشد الشعب متوسلاً وبكل صراحة ومن دون أي حياء انتخاب المرشح (فلان ابن فلان) صاحب القناة!

قد يرى بعضهم في كلامي هذا يأساً، مع أننا في عراق ما بعد 2003 نعيش حالة من التدهور في كل مجالات الحياة: انقسام مجتمعي، وانهيار اقتصادي وعملية سياسية عرجاء. لذا فان كلمة «يأس» قليلة جداً للتعبير عن واقعنا المشوه.

لكن في النهاية إذا لم يتبق لنا سوى المشاركة في انتخابات 2018، فربما نجد بصيص أمل في التغيير، لأن العراق، كدولة وشعب، لم يأخذ من كل العملية السياسية وانتخاباتها السابقة سوى الانحطاط، حتى أصبحنا في مصاف الدول الأولى فساداً في العالم.

فمتى يبقى الشعب العراقي يدفع ثمن أخطاء لم يرتكبها؟