بينة الملحم

ليس من المفاجئ ما كشفته المراسلات المسربة التي تثبت دفع النظام الإرهابي القطري لأكثر من مليار دولار لإرهابيين فيما نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، عن رسائل حصرية مسربة تكشف أن قطر دفعت مبالغ طائلة بمئات ملايين الدولارات لإرهابيين في العراق ودفع القطريون أموالاً للإرهابيين، بناء على رسائل بين المسؤولين القطريين، وأن دفع تلك الأموال لم يكن سوى جزء من صفقة أكبر شملت بعض الدول بما فيها إيران، فضلاً عن ميليشيات حزب الله اللبناني، بما في ذلك جبهة النصرة وداعش.

نذكّر أنه قبل 8 أشهر قد أعلنت داعش في بيان النصرة للنظام القطري ووقوفها صفاً بصفّ مع قطر وتضامنها معها حتى قبل مشاهدة الوثائقي الذي بثّته قناة CNN الإخبارية الأميركية ‏ويؤكد تورط ‫النظام القطري الإرهابي‬ في تمويل ودعم ‫داعش‬ والجماعات والتنظيمات الإرهابية واحتضانهم داخل ‫قطر‬ .

هذه المراسلات المسربة التي نشرتها واشنطن بوست والتي تأتي متماهية مع موقف ودفاع ونصرة داعش للنظام القطري وتماثله مع موقف ودفاع تنظيم القاعدة عن أولئك الذين كانوا من أدوات إشعال الربيع العربي حينما دافعت القاعدة عن أسماء عديدة من شتى الانتماءات في فورة ثورات الربيع العربي التي كان يموّلها النظام القطري من خلال أداتين رئيسيتين للنظام الإرهابي القطري الإعلام أو القوة الناعمة والمال أو التمويل في سعيها لتحقيق مخططها التآمري وأجندتها السياسية الحالمة في مدّ نفوذ النظام القطري وسيطرته على كل المنطقة.

كل يوم تثبت الأحداث وتؤكد صحة وصواب قرارات الدول الأربع الراعية لمكافحة الإرهاب بمقاطعة قطر والتي أتت هذه المقاطعة في صالح الشعب القطري في المقام الأول ولحفظ مقدراته في المقام الأول أيضاً، وإلا لن يكون حال شبه جزيرة قطر التي بات بينها وبين أن تُنبذ وحيدة وتصير إلى جزيرة تنبذها الجغرافيا كما نبذتها الدول والشعوب إلا قاب سلوى أو أدنى، فهل تنبذ حتى جزيرة سلوى هذا النظام الإرهابي؟