بغداد 

انطلقت صباح اليوم الانتخابات البرلمانية العراقية، وسط تقارب في التوقعات من دون استبعاد مفاجآت، فيما انتهى التصويت الخاص بمشاركة كبيرة في داخل العراق ومحدودة في الخارج.


ويحق لحوالى 14 مليون ناخب عراقي التصويت لاختيار 329 نائباً للبرلمان العراقي، ربعهم نساء، من بين حوالى 7 آلاف مرشح يمثلون كيانات وأحزاباً وائتلافات مختلفة.

ومع التزام الصمت الانتخابي أمس، أُغلقت الحملات الدعائية، لتبدأ مرحلة التكهنات حول نتائج التصويت. وتكاد مراكز البحوث ووسائل الإعلام تُجمع على تقدم ائتلاف «النصر» الذي يتزعمه رئيس الوزراء حيدر العبادي، على بقية الكتل السياسية بفارق بسيط وبمعدل 35 - 45 مقعداً. وتتبعه بنتائج متقاربة تتراوح بين 25 - 35 مقعداً، ائتلافات «سائرون/ مقتدى الصدر»، و «الفتح/ هادي العامري»، و «دولة القانون/ نوري المالكي»، و «الوطنية/ إياد علاوي». ثم تأتي ائتلافات «القرار/ خميس الخنجر»، و «الحزب الديموقراطي/ مسعود بارزاني»، وتتراوح مقاعدها ما بين 10 – 20 مقعداً. وبدرجة أقل، قوى مثل «الحكمة/ عمار الحكيم»، و «التحالف الكردستاني/ كوسرت رسول»، و «العدالة/ برهم صالح»، ثم قوى أخرى مثل «التحالف المدني»، و«الجيل الجديد»، و «تمدن»، و «التغيير»، بأقل من 10 مقاعد.

وعلى رغم أن هذه الخريطة تبدو مستقرة باختلافات طفيفة لدى معظم القوى السياسية، إلا أن هامش المفاجآت غير مستبعد، ويشير أحياناً إلى تقدم العبادي إلى 60 مقعداً، أو تراجعه لمصلحة تحالف الصدر، كما لا تستبعد تكهنات تقدم ائتلاف المالكي.

ومع وجود حملات للمقاطعة، لا يتوقع أن تشابه مستويات المشاركة في التصويت العام اليوم المستوى الذي وصلت إليه في التصويت الخاص الذي بلغ 78 في المئة الخميس، ما يرفع التكهنات باحتمال أن تتراوح نسب المشاركة بين 45 و55 في المئة.

وفي مقابل تسجيل المئات من المشكلات الفنية والإخفاقات والتجاوزات خلال التصويت الخاص، فإن القوى الأمنية أعلنت عدم تسجيل أي خرق أمني، مشيرة إلى أن ذلك سيستمر اليوم، على رغم إعلان السفارة الأميركية ببغداد شكوكها حول نية تنظيم «داعش» مهاجمة عدد من مراكز الاقتراع غرب العاصمة.

ويشكل استخدام طريقة العد والفرز الإلكتروني المتغير الأهم في الانتخابات الحالية، إذ يتوقع أن تشهد الساعات الأولى لإغلاق الصناديق إعلان نتائج أولية، على أن لا تحتاج النتائج النهائية أكثر من 48 ساعة، بعد أن كانت تتطلب نحو شهر في نسخة عام 2014.

وما زال القانون الانتخابي (سانتليغو المعدل) مثار جدال، إذ يُجمع المختصون على أنه يساعد القوى والتحالفات الكبيرة على جمع أكبر مقدار من المقاعد مقارنة بالقوى الصغيرة التي قد لا يتاح لها الحصول على أي مقعد انتخابي.

ودعا رئيس الجمهورية فؤاد معصوم في كلمة أمس إلى التزام المعايير الديموقراطية، وحض الناخبين على المشاركة الفاعلة في عملية التصويت، مطالباً الجهات المختلفة بالتصدي الصارم لأي تزوير أو تأثير في العملية الانتخابية.