محمد الحمادي

‏ما يشهده الساحل الغربي في اليمن منذ أسابيع يبشر بأن تغييرات حقيقية تحدث على أرض المعركة، خصوصاً ما أعلنه التحالف العربي من اقتراب المقاومة اليمنية التي يدعمها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية من مطار مدينة الحديدة، وتوارد الأنباء في الوقت نفسه عن فرار وهروب القيادات ‏والعناصر من الميليشيات الحوثية التابعة لإيران من المدينة، وهذا ما شاهدناه منذ أيّام في مقاطع فيديو من داخل مدينة الحديدة بثتها قناة «سكاي نيوز عربية» تكشف فرار تلك العناصر من ميليشيات الحوثي وكذلك فراغ الشوارع والعديد من المناطق من قوات الحوثي.

‏بلا شك إن جهود قوات التحالف مع المقاومة اليمنية تؤتي ثمارها، وهذه الحرب مهما طالت فلابد أن لها نهاية، وهذه النهاية لن تكون إلا بالانتصار الكبير للحق والشرعية ولقوات التحالف العربي التي أكدت منذ اليوم الأول أنها ستنهي مهمتها في اليمن بعودة الشرعية وفي الوقت نفسه طرد ‏الميليشيات الإيرانية التي يقودها الحوثي، واليوم نحن نقترب من انتصار مهم في استعادة الشرعية لمدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي، وهكذا فإن قوات التحالف وصلت لبوابة النصر، وهذا يعني إنجاز جزء كبير من المهمة والتقدم بشكل كبير نحو الانتصار الأكبر، فنظراً لموقع ميناء الحديدة الاستراتيجي واستخداماته الاستراتيجية من قبل ميليشيات الحوثي التي تعتبره المنفذ الرئيس لدخول السلاح والدعم اللوجستي إليها من إيران، فإن استعادة الميناء تعني قطع الإمدادات عن الحوثيين، وبالتالي انسحاب هذه الميليشيات إلى مناطق أخرى.

‏ونحن نتابع تلك الانتصارات وذلك التقدم نحو مدينة الحديدة وما سبقه من تحرير المناطق والموانئ المهمة على الساحل الغربي لليمن نشعر بالفخر لما يقوم به جنود قواتنا المسلحة أبناء الجيش الإماراتي الذين يشاركون ضمن التحالف العربي في اليمن لاستعادة الشرعية هناك، فجنود الإمارات أثبتوا كفاءتهم وشجاعتهم وأكدوا أنهم مع الحق دائماً يقفون جنباً إلى جنب مع أبناء اليمن من جيش ومقاومة ومدنيين.

‏الوضع في اليمن لم يكن سهلاً والانتصارات لم تأت على طبق من ذهب، لكنها جاءت بعد جهود جبّارة في أرض المعركة وتضحيات سيذكرها التاريخ، وكل ذلك لأن اليمن السعيد يستحق أن يعود سعيداً مشرقاً، ويحق له ‏أن يحلم بمستقبل أفضل، وأن يكون لدى شباب اليمن آمال وأحلام وتطلعات كبقية شباب العالم، وكل المحاولات المستمرة للتقليل من جهود قوات التحالف ومحاولة تشويه الدور الكبير إنسانياً وعسكرياً وأخلاقياً لم ولن تضر التحالف العربي، بل على العكس ‏تزيده إصراراً على المواصلة وتحقيق النصر، والأيام سوف تثبت للجميع أن ما قام به التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وما قدمه من دعم ومساعدات متنوعة كان في مصلحة اليمن والشعب اليمني وشعوب ودول المنطقة بأسرها، كما أن الأيام سوف تكشف من طعن في الظهر، ومن عمل ضد مصلحة اليمن، وضد مصلحة الدول العربية.

‏نحن مؤمنون كما يؤمن أبناء اليمن المخلصون بأن أرض اليمن لليمنيين، وأن الحق سيعود مهما طالت المعركة، وأن الطامع الإيراني لن يكون له موطئ قدم في اليمن، وأنه سيندحر في اليمن كما سوف يندحر في بقية الدول العربية التي اعتدى عليها، فلا أحد يقبل بالغريب والطامع المحتل في دولنا العربية.