فاتح عبد السلام

قبل‭ ‬أيام‭ ‬عادت‭ ‬ثلاثة‭ ‬عوائل‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أعياها‭ ‬التشرد‭ ‬الى‭ ‬بيوتها‭ ‬المهدمة‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬القديمة‭ ‬من‭ ‬الموصل‭ ‬فكانت‭ ‬البيوت‭ ‬ملغمة‭ ‬وانفجرت‭ ‬وابيدت‭ ‬العوائل‭ ‬بأنفارها‭ ‬السبعة‭ ‬والعشرين‭ . ‬

إذن‭ ‬المهمة‭ ‬لم‭ ‬تنجز‭ ‬بعد‭ ‬ولايزال‭ ‬القتلة‭ ‬يستطيعون‭ ‬القتل‭ ‬بوجودهم‭ ‬أو‭ ‬غيابهم‭ ‬،‭ ‬مادام‭ ‬جهد‭ ‬الهندسة‭ ‬العسكرية‭ ‬لتنظيف‭ ‬المدينة‭ ‬القديمة‭ ‬توقف‭ ‬وانسحب‭ ‬مع‭ ‬القطعات‭

. ‬هناك‭ ‬مَن‭ ‬يقول‭ ‬إنّ‭ ‬على‭ ‬الأهالي‭ ‬عدم‭ ‬العودة‭ ‬الى‭ ‬بيوتهم‭ ‬،‭ ‬وهذا‭ ‬كلام‭ ‬نظري‭ ‬لا‭ ‬يقدر‭ ‬حجم‭ ‬المعاناة‭ ‬التي‭ ‬يعانيها‭ ‬الذين‭ ‬تشردوا‭ ‬مع‭ ‬أطفالهم‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬بيت‭ ‬يأويهم‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يمتلكوا‭ ‬ثمن‭ ‬أجرته‭.‬الآن،‭ ‬القتلة‭ ‬عادوا‭ ‬ليضربوا‭ ‬في‭ ‬الطرق‭ ‬الخارجية‭ ‬وليثيروا‭ ‬الرعب‭ ‬في‭ ‬النفوس‭ ‬عبر‭ ‬نفس‭ ‬الاساليب‭ ‬التي‭ ‬ظهروا‭ ‬عليها‭ ‬قبل‭ ‬احتلالهم‭ ‬مدن‭ ‬العراق‭ ‬‭.‬في‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭ ‬،‭ ‬هناك‭ ‬صراعات‭ ‬سياسية‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تشكيل‭ ‬الكتلة‭ ‬الأكبر‭ ‬وصولاً‭ ‬لحكومة‭ ‬جديدة‭

. ‬ولا‭ ‬يبدو‭ ‬الجهد‭ ‬السياسي‭ ‬المبذول‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬جمع‭ ‬نفس‭ ‬الرؤوس‭ ‬الى‭ ‬مائدة‭ ‬مختلفة‭ ‬التضاريس‭ ‬قليلاً‭ ‬،‭ ‬مساوياً‭ ‬للجهد‭ ‬الذي‭ ‬ينبغي‭ ‬بذله‭ ‬في‭ ‬تمشيط‭ ‬كل‭ ‬بقعة‭ ‬من‭ ‬العراق،‭ ‬ولعل‭ ‬أسهلها‭ ‬هي‭ ‬الصحاري‭ ‬بسبب‭ ‬انكشافها‭ ‬وصعوبة‭ ‬الاختباء‭ ‬في‭ ‬الانفاق‭ ‬صيفاً‭ ‬فيها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬طيران‭ ‬ووسائل‭ ‬استطلاع‭ ‬تكنولوجية‭ ‬متقدمة‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬تقسم‭ ‬الصحراء‭ ‬الى‭ ‬مربعات‭ ‬بحث‭ ‬وتغطيتها‭ ‬مربعاً‭ ‬مربعاً‭ ‬حتى‭ ‬لايعود‭ ‬للقتلة‭ ‬مخبأ‭

. ‬وسوى‭ ‬ذلك‭ ‬،‭ ‬يجعل‭ ‬الانسان‭ ‬غير‭ ‬آمن‭ ‬وهو‭ ‬يقطع‭ ‬الطرق‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬البلد‭ ‬وهي‭ ‬صحراوية‭ ‬ومنفتحة‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬أحياناً‭ .‬الوضع‭ ‬العراقي‭ ‬لايزال‭ ‬خطيراً،‭ ‬ومن‭ ‬الاستهانة‭ ‬بأرواح‭ ‬الناس‭ ‬إذا‭ ‬قلنا‭ ‬إنّ‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يرام‭ .‬