عزة السبيعي

مصر أم الدنيا فيها أكبر رقم لمالكي سيارات المرسيدس في العالم، وفيها الغلابا الذين يسكنون في العشوائيات، فيها الأذكياء، والأطباء والمهندسون وفيها اللمبي.

في مصر الوطنية هي نبض الناس وقلوبهم التي تحترق لأجل مصر، وفيها أيضا الذين حاولوا بيعها وتدربوا في صربيا وتركيا وقطر لإسقاط القاهرة والعرب بعد ذلك.
هؤلاء الخونة ما زال خبثهم مسلطاً على مصر يزيد خطره كل ما دخلت مصر أزمة، والبلاد التي تحاول النهوض معرضة للسقوط حتى من نهضت منذ زمن مثل بريطانيا هي تواجه كل فترة مأزقا في الصرف، وقبل فترة غضب الناس من الصحة وضعف ميزانيتها وسارت المظاهرات وسارعت الحكومة للاستجابة، وهذا هو الفارق بين العالم الثالث والعالم الأول، المسارعة في حل الإشكال. 
وبرأيي الأزمة الأخيرة في مصر أثبتت أن الشعب صامد ويحتمل تبعات التغيير والتطهير من الخونة، لكن ثمة ما ينطبق عليه «القشة التي قصمت ظهر البعير» مثل تسفير الفنانين على طائرة خاصة لموسكو لتشجيع المنتخب ومهرجانات الفن والبذخ الذي أصاب الشعب بالصدمة، وجعل سيدة منزل تسجل فيديو تقول «عايزين نسدد الفواتير مَش عايزين فنانين ولا ثقافة».
إن هذا التصرف غير المسؤول من أفراد في شركة المصرية للاتصالات WE يظنون أن الفن أهم من قوت الناس هو هدية من موظف لا يعرف أبعد من أرنبة أنفه للمتربصين بمصر، ولو كان يعي لما فعل ذلك وترك وطنية الفنانين تصرف عليهم في موسكو، خاصة أن هذه الوطنية لم يشاهد المواطن في مصر أثرا لها، فليس لديهم مبادرات ولا تولوا الصرف على المساكين، ولا قدموا منحا للطلاب المصريين، ولَم يكن لهم دور غير ما تقاضوا عليه الملايين، ومصر تستحق المساندة والمساعدة، فأين هم؟ أين عادل إمام، وأين حسين فهمي، وغيرهم من المشاريع الخيرية في مصر؟ 
مصر يجب أن تصمد لأنها سُور العروبة وحصنها، والشعب المصري واجبه عظيم في المحافظة عليها، لكن لا تستفزه.