ثقافة الشكر في الإمارات جميلة راقية ومؤثرة انتهجتها القيادة وقدمتها كقدوة في كل المواقف لتكون كمفعول السحر، تستنهض الهمم وتدفع للتفاني وتصنع أثراً إيجابياً في النفوس، وتؤكد أن الجميع يقدّر من عمل ويحفظ له هذا الجهد على رؤوس الأشهاد وخاصة في المواقف الصعبة والأزمات التي يصنع العمل والجهد فيها فارقاً كبيراً، وتخرج الأمور عن مجرد اختصاص وظيفة أو التزامٍ بدور إلى عمل من أجل المجتمع والإنسانية.

في حياة معقدة تتنوع فيها الأدوار، ثمة أمور كثيرة لا نلتفت لها كثيراً لكنها مؤثرة ومهما صغرت تستحق أن ننظر إليها بعناية ونتفحص حجم العمل المبذول فيها ونقدر كل من يعمل في مجالها، وأن نربي أبناءنا على تلك الثقافة الرائعة التي تضمن نظرة إيجابية لكل جهد مقدم وتعظيم تلك الأعمال وتقدير من قام بها عبر الشكر الذي يفعل مفعول السحر ويؤسس لعطاء أكثر في مجتمع تأسس على التقدير لكل من يبذل جهداً ورصد الكثير من الجوائز والمبادرات والبرامج في كل المجالات من أجل تحقيق ذلك.

الشكر في الإمارات سر الإبداع والتفاني والإيثار والانطلاق لخدمة الناس في وقت الأزمات، وسر المغامرة من أجلهم وممارسة مختلف الأعمال والإحساس بالمسؤولية تجاه المجتمع وأفراده، وسر الحرص على سلامتهم والتصرف بمسؤولية تجاههم، وسر سلوك رد الجميل الذي نراه اليوم ماثلاً بارزاً أكثر من أي وقت مضى وذلك يعود للنفس البشرية التي تتأثر بكلمات الشكر والدعم التي لها عظيم الوقع عليها حتى لو كان ذلك من صميم عملها الاعتيادي.

الشكر يؤسس لطاقة إضافية في كل مجال، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله عز وجل، لذلك نفخر اليوم بأننا في مجتمع يشكر ويمارس هذا السلوك الإيجابي، وهو دليل وعي ورُقي وتقدم في مجتمع نشط تكثر فيه النجاحات وتتعدد فيه الأدوار ويسهر فيه البعض على راحة الكل وخدمتهم وتأمين أفضل الظروف لهم، لذلك فإن الامتنان لهؤلاء واجب والتزام ديني وأخلاقي وإنساني يؤسس لمزيد من العمل وينشر ثقافة العطاء والروح الإيجابية والتميز ويرتبط بتقدير النعم من حولنا وهو أمر مهم للغاية لا يلتفت إليه كثيرون ولا ينظرون إليه نظرة واعية، ما يؤدي لخلق الكثير من المشكلات السلوكية التي يعانيها الناس اليوم.

علينا أن نطلق كلمات الشكر في كل المواقف التي تستحق ونجعلها عادة يومية وأن ننظر بعين فاحصة للجهود المبذولة من حولنا وأن نقدر كل من عمل ولا نبخل عليه بدفعة معنوية لها مفعول السحر.