تتسارع وتيرة الحياة بشكل كبير، الازدحام اليومي والضجيج والعمل ومتطلبات المهنة والضغط اللامحدود، كل ذلك يصيب البشر بالتعب والإرهاق النفسي والبدني، فيشعر بعضهم بأنه في دوامة لا تنتهي.

في تقرير نشرته صحيفة «لوتون» السويسرية، تطرقت الكاتبة ماري بيير جينيكان إلى كتاب بعنوان «الهدوء.. كيفية محاربة الاضطرابات الداخلية» للمؤلفين غيتان كوزين وكوسنانتين بوشلر حول الأسباب التي تجعل الفرد المعاصر يشعر بالتوتر الشديد والإرهاق الملازم. لقد ذكر المؤلفان في كتابهما أن الإنسان اليوم في حالة انشغال دائم وعدم راحة وتشتت، وليس لدينا وقت للحصول على الراحة والصمت، لذلك يمكننا العمل على إبطاء تلك الوتيرة في الحياة من خلال تقليل ساعات العمل، واللجوء إلى الطبيعة وعدم تحديد أي مهام أو برنامج معين وبالأخص في فترة عطلة الأسبوع.

إننا نحتاج لإعادة التفكير في علاقتنا بالعمل، قال فردريك نيتشه «إن العزلة ضرورية لاتساع الذات وامتلائها فالعزلة تشفي أدواءها وتشدد عزائمها». البعض منا يرهق نفسه في العمل وبمهام ولذلك يمكنه البحث عن هواية يمكن أن يقضي بها وقت فراغه، كما يمكننا التقليل من موضع التركيز على الكماليات والاحتفاظ فقط بالضروريات، قال توماس أديسون مخترع المصباح الكهربائي «أفضل التفكير يكون في العزلة، أسوؤه ما يكون في الزحام».

إن السعادة بين أيدينا ويمكننا تقليل هذا التوتر والضغط النفسي الذي نعانيه بالبحث عن مصادر الهدوء، ربما في هواية معينة، رحلة سفر، رحلة إلى شاطئ البحر للتخلص من السلبيات وقضاء الوقت الممتع مع الأسرة والأهل في رحاب الطبيعة، ولا ننسى أن الهدوء هو بوابة الصحة النفسية، وتقبل نفسك، وذاتك، وأنك لن تستطيع الحصول على كل شيء. إنها طبيعة الحياة الفانية، فقط تحكم في حياتك وما يتعلق بك وليس ما يتعلق بالمستقبل، يقول الدالاي لاما: «العقل الهادئ يجلب القوة الداخلية والثقة بالنفس، لذلك هذا أمر مهم جداً للصحة أن تبحث عن الهدوء في مفاصل حياتك حتى تعود للحياة الطبيعية بكل ثقة وقوة وتجدد؛ فالعقل الهادئ مصدر للإبداع والابتكار».